اسم الکتاب: البداية والنهاية - ط الفكر المؤلف: ابن كثير الجزء: 1 صفحة: 227 مِنْ غَيْرِ إِضَافَةٍ فَهُوَ رَجُلٌ آخَرُ غَيْرُ المذكور في القرآن فاللَّه أعلم. باب ذكر أمم اهلكوا بعامة وَذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِ التَّوْرَاةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى 28: 43 الْآيَةَ. كَمَا رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ مَا أَهْلَكَ اللَّهُ قَوْمًا بِعَذَابٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ مِنَ الْأَرْضِ بَعْدَ مَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ غَيْرَ الْقَرْيَةِ الَّتِي مُسِخُوا قِرَدَةً. البداية والنهاية - ط الفكر - ابن كثير - مکتبة مدرسة الفقاهة. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى 28: 43 وَرَفَعَهُ الْبَزَّارُ فِي رِوَايَةٍ لَهُ. وَالْأَشْبَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقْفُهُ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ كُلَّ أُمَّةٍ أُهْلِكَتْ بِعَامَّةٍ قَبْلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ. فَمِنْهُمْ أَصْحَابُ الرَّسِّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً.
أردت أن أذهب بنفسي مهما كلف الجهد والوقت إلى الينابيع الأصلية، هل كتاب البداية والنهاية يعد مرجعاً ولا يصلح للقراءة بالنسبة للقارئ الحديث؟! كثيراً ما أقرأ عبارة «كتاب ابن كثير مرجع» نستقي منه معلومة ما ونغلقه، لا نقرأ فيه، ومن يقرأ فيه الآن! فهناك كتب تاريخ عصرية قد توفّرت. أقول لهم: إنّ كتاب ابن كثير ليس مرجعاً فقط، بل ويقرأ كاملاً! لأنّه اختصر الطبري وابن الأثير وابن عساكر والخطيب وغيرها من كتب التاريخ الكبيرة، أو الذيول التاريخية المختلفة، وعندما وصل التاريخ إلى زمانه كتب التاريخ بنفسه بالسنوات والشهور والأيام. أيضاً نهلَ من كتب التفسير والحديث والكتب السماوية و»الإسرائيليات» والسير والدلائل النبوية، وكل ما يتطلّبه السياق من علوم ومعارف. في كتابه أجزاء خصصها للسيرة النبوية والشمائل النبوية، فأنت تقرأ وتنتقل إلى كتاب آخر في داخل كتابه، هناك أحداث كثيرة مرّت لم يذكر فيها ابن كثير التفصيلات الضرورية ويحيلنا إلى كتب أخرى، حتى أنّه قال في كتابه: «وقد حرره مبسوطاً ابن جرير، ولخصه ابن الأثير، واختصره ابن كثير». تقييم كتاب البداية والنهاية | النوع الكُتب الدِّينيّة | المؤلف ابن كثير. أما عن الكتب العصرية المعاصرة، في الحقيقة لم أقرأ إلا كتباً يسيرة، ولا أتهمها بسوء، لكنها كلها ذهبت إلى ابن كثير تنهل منه، وأخذت منه ما تريد وتركت ما تريد.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي جِبْرِيلُ لَوْ رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فادمه في فم فرعون مخافة أن يناله الرَّحْمَةُ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ جَرِيرٍ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ وَأَشَارَ ابْنُ جَرِيرٍ فِي رِوَايَةٍ إِلَى وَقْفِهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى الثَّقَفِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا أَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ وَرَفَعَ صَوْتَهُ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ 10: 90 قَالَ فَخَافَ جِبْرِيلُ أَنْ تَسْبِقَ رَحْمَةُ اللَّهِ فِيهِ غَضَبَهُ فَجَعَلَ يَأْخُذُ الْحَالَ بِجَنَاحَيْهِ فَيَضْرِبُ بِهِ وَجْهَهُ فَيَرْمُسُهُ وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي خَالِدٍ بِهِ.
وقد ذكرناهم في ترجمة محمد بن نصر المروزي، وكان الذي قام فصلى هو محمد بن إسحاق بن خزيمة، وقيل محمد بن نصر ، فرزقهم الله. وقد أراد الخليفة المقتدر (2) في بعض الأيام أن يكتب كتاب وقف تكون شروطه متفقا عليها بين العلماء، فقيل له: لا يقدر على استحضار ذلك إلا محمد بن جرير الطبري ، فطلب منه ذلك فكتب له، فاستدعاه الخليفة إليه وقرب منزلته عنده. وقال له: سل حاجتك، فقال: لا حاجة لي. فقال لا بد أن تسألني حاجة أو شيئا. فقال: أسأل من أمير المؤمنين أن يتقدم أمره إلى الشرطة حتى يمنعوا السؤال يوم الجمعة أن يدخلوا إلى مقصورة الجامع، فأمر الخليفة بذلك. وكان ينفق على نفسه من مغل قرية تركها له أبوه بطبرستان. ومن شعره: إذا أعسرت لم يعلم رفيقي (3) * وأستغني فيستغني صديقي حيائي حافظ لي ماء وجهي * ورفقي في مطالبتي رفيقي ولو أني سمحت ببذل وجهي * لكنت إلى الغنى سهل الطريق. (١) وهو من عجائب كتبه ابتدأ بما رواه أبو بكر الصديق مما صح، وتكلم على كل حديث وعلته وطرقه وما فيه من الفقه واختلاف العلماء وحججهم واللغة. (٢) في تذكرة الحفاظ: ١ / ٧١١: المكتفي. (٣) في الوفيات 4 / 192: شقيقي (١٦٦) الذهاب إلى صفحة: «« «... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171... » »»