أخرجه: أحمد في المسند (2/ 263، 305)، في مسند أبي هريرة رضي الله عنه، وأبو داود في السنن. عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سلُوا الله علمًا نافعًا، وتعوَّذوا بالله من علمٍ لا ينفع)). أخرجه ابن ماجه (3843)، قال البوصيري في الزوائد: "إسناده صحيح".
وقال أبو داود الطيالسي رحمه الله: ينبغي للعالم إذا حرَّر كتابه أن يكون قصده بذلك نصرة الدين لا مدحه بين الأقران لحسن التأليف؛ (المصدر السابق: صـ 25). عن عون بن عبدالله رحمه الله قال: كان الفقهاء يتواصون بينهم بثلاث، وكتب بذلك بعضهم إلى بعض: "من عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس"؛ (تهذيب الحلية: 2/27). صور من الإخلاص في طلب العلم ونشره: قال أبو العالية رحمه الله: "تعلَّمت الكتاب والقرآن فما شعر أهلي، ولا رئي في ثوبي مداد قط". حديث عن اهمية العلم. وقال الشافعي رحمه الله: "وددت أن الخلق تعلَّموا هذا - يقصد علمه - على ألا يُنسب إليَّ حرف منه". أبو الحسن الماوردي علي بن محمد بن حبيب شيخ الشافعية: قيل: أنه لم يظهر شيئًا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلما دنت وفاته، قال لمن يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها؛ لأني لم أجد نية خالصة، فإذا عاينت الموت، ووقعت في النزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضت عليها وعصرتُها، فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، فاعمِد إلى الكتب، وألْقِها في دجلة، وإن بسطتُ يدي ولم أقبِض على يديك، فاعلم أنها قُبِلت، وأني قد ظفرتُ بما كنت أرجوه من النية، قال ذلك الشخص: فلما قارب الموت وضعتُ يدي في يده، فبسطها ولم يقبض على يدي، فعلمت أنها علامة القبول، فأظهرت كتبه بعده.
ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به). الإخلاص في طلب العلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا). قال رسول الله صل الله عليه وسلم (مرحبًا بطالب العلم إن طالب العلم لتحفه الملائكة وتظله بأجنحتها. ثم يركب بعضهم بعضًا حتى يبلغوا السماء الدنيا من حبهم لما يطلب).
حديث الرسول عن اخر الزمان قد تنوّع ما بين أحاديث كانت بمثابة الإنذار الذي يدعو العبد إلى المسارعة إلى التوبة حتى لا يكون من أولئك المذكورين، وأحاديث أخرى حكت عن فضل نهاية الزمان وما فيه من الأمور الحسنة، خاصة أنّ نهاية الزمان يعني اقتراب يوم القيامة وانتهاء دار الدنيا، لذلك لا بدّ للمسلم من الوقوف عند تفصيلات تلك الأمور وسيكون ذلك في هذا المقال. آخر الزمان إنّ آخر الزمان هو الأيام التي يعيشها النّاس في هذا الوقت إذ من المعروف أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر أنّه بعث وآخر الزمان كهاتين وأشار بيده قارنًا بين الإصبع الوسطى والسبابة، ولكن ليست هذه هي الأيام التي تسبق قيام الساعة فورًا إذ الأيام التي تسبق قيام الساعة مباشرة تكون فيها علامات الساعة الكبرى والتي لم تظهر بعد، مثل نزول عيسى وظهور الدجال وغير ذلك.