وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ الفُضَيْلِ بْنِ عِياضٍ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ لَمّا سَألَ رَبَّهُ فَقالَ: يا رَبِّ إنَّ ابْنِي مِن أهْلِي، فَأوْحى اللَّهُ إلَيْهِ، يا نُوحُ إنَّ سُؤالَكَ إيّايَ: ( ﴿إنَّ ابْنِي مِن أهْلِي﴾ [هود: ٤٥]) عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ( ﴿فَلا تَسْألْنِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنِّي أعِظُكَ أنْ تَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَ﴾) قالَ: فَبَلَغَنِي أنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ بَكى عَلى قَوْلِ اللَّهِ ( ﴿إنِّي أعِظُكَ أنْ تَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَ﴾) أرْبَعِينَ عامًا. وأخْرَجَ أحْمَدُ في «الزُّهْدِ» عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الوَرْدِ الحَضْرَمِيِّ قالَ: لَمّا عاتَبَ اللَّهُ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ في ابْنِهِ وأنْزَلَ عَلَيْهِ ( ﴿إنِّي أعِظُكَ أنْ تَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَ﴾) بَكى ثَلاثَمِائَةِ عامٍ حَتّى صارَ تَحْتَ عَيْنَيْهِ مِثْلُ الجَدْوَلِ مِنَ البُكاءِ. (p-٨١)
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
تاريخ الإضافة: 20/11/2017 ميلادي - 2/3/1439 هجري الزيارات: 15272 تفسير: (قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم) ♦ الآية: ﴿ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (46). انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح. ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ﴾ الذين وعدتك أن أُنجيهم ﴿ إنه عمل غير صالح ﴾ أيْ: سؤالك إيَّاي أن أنجي كافراً عملٌ غير صالح وقيل: معناه: إنَّ ابنك ذو عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ {فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لك به علم} وذلك أنَّ نوحاً لم يعلم أنَّ سؤاله ربَّه نجاةَ ولدِه محظورٌ عليه مع إصراره على الكفر حتى أعلمه الله سبحانه ذلك والمعنى: فلا تسألني ما ليس لك به علمٌ بجواز مسألته ﴿ إِنِّي أَعِظُكَ ﴾ أنهاك ﴿ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ من الآثمين. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ﴾، قَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ: عَمَلٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ، غَيْرُ بِنَصْبِ الرَّاءِ عَلَى الْفِعْلِ، أَيْ: عَمِلَ الشِّرْكَ وَالتَّكْذِيبَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا بَغَتِ امْرَأَةُ نَبِيٍّ قَطُّ. وَقَوْلُهُ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ، أي: من أهل الدين. وقوله: ﴿ فَخانَتاهُما ﴾ [التحريم: 10]، أي: في الدين والعمل لَا فِي الْفِرَاشِ. وَقَوْلُهُ: إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ، يعني: تَدْعُوَ بِهَلَاكِ الْكُفَّارِ ثُمَّ تَسْأَلَ نجاة كافر. تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف