ذكر أهل التفسير أسباب كثيرة لسبب نزول سورة المزمل؛ لكن لاوضح أمرا ان المقصود بالاسباب التاليه هو مانزل في الآية الاولى تحديدا من السورة هذا ما ذكر في المصادر وهي قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)اما الأسباب هي: 1- هو أن أهل قريش اجتمعوا في دار الندوة فاقترح مشركين مكة لو انهم يسمون النبي عليه السلام إسما يجعل الناس يصدون عنه وبدأوا باقتراح الأسماء منهم من قال:كاهن واعترض منهم وقال: لكنه ليس بكاهن ؛ ومنهم من قال:مجنون ؛ وأخرون: ساحر ولم يتفق أحد على ذلك وتفرقوا بدون اتفاق وبلغ النبي عليه السلام ماحصل فتزمل في ثيابه فأتاه جبريل عليه السلام بهذه الآية. 2- ارتبط نزول سورة المزمل ببدء الوحي ؛ حيث ورد في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في غار حراء للعبادة وعندما نزل من الغار سمع ملكا يناديه وعندما رفع رأسه ورآه كان جبريل عليه السلام جالسا بين السماء والأرض على كرسي فرجع لأهله وقال:زملوني زملوني. أ ما سبب تسميتها بالمزمل هو: بسبب بدايتها في الآية الكريمة:" يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)" وهي سورة مكية وترتيبها في المصحف الثالث والسبعين في الجزء التاسع والعشرين وكانت من أوائل السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ؛ وورد فيها التقسيم الجميل الذي بين لنبي صلى الله عليه وسلم كيفية قضاء وقته حتى يتمكن ويعينه ذلك على القيام بأعباء هذه الامانة والرسالة التي كلفها الله بها قال تعالى:" إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا".
ولهذا قال تعالى: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ: الفراغ والنوم، وقال أبو العالية ومجاهد وأبو مَالِكٍ وَالضَّحَّاكُ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: فَرَاغًا طَوِيلًا. وَقَالَ قَتَادَةُ: فَرَاغًا وَبُغْيَةً وَمُنْقَلَبًا. وَقَالَ السُّدِّيُّ سَبْحاً طَوِيلًا تَطَوُّعًا كَثِيرًا.
إذا نودي الشخص بوصف هيئته أو ملابسه، فذلك أسلوب تحبب عند العرب، ومن هنا جاء النداء بالمدثر والمزمل، وعلى الرغم من تشابه المعنى فيهما إلا أن هناك اختلافٌ في الاشتقاق وسنذكر لك الفروقات الدقيقة بينهما فيما يلي: نودي الرسول بالمدثّر بسبب الحالة التي كان بها بعد نزول الوحي عليه، وبعد أن أصابه الرعب عند نزول جبريل إليه لأول مرة، ثم أصيب بالرعب منه بعد فترة الوحي مرة ثانية، فخاطبه الله وقال له أيها المدثر في ثيابك انفض عنك هذه الثياب وادع ربك ولا تخش شيئًا، وتعني المدثّر في اللغة الحمل الخفيف. لما استجاب الرسول صلى الله عليه وسلم للنداء وبدأ بالدعوة لله تعالى، ثقُل عليه الحمل، فخاطبه الله بالمزمل، وتدلّ كلمة المزمل على الحمل الثقيل الذي كُلف به نبينا الكريم وبسبب ما لاقاه من ظلم المشركين وتكذيبهم له، فخوطب ببعض أسباب الثبات، كتلقي القرآن، وتلاوته في صلاة الليل، والصبر، ونحو ذلك