حرب البسوس هي حربٌ قامت بين قبيلة تغلب بن وائل وقبيلة بني شيبان، بعد أن قام الجساس بن مرة الشيباني البكري بقتل كليبٍ بن ربيعةَ التغلبي، ثأراً لخالته البسوس بعد أن قام كليبٍ بقتل ناقةٍ كانت لجارها سعدٍ الجرمي، ويقول المؤرخون بأنّ هذه الحرب امتدت لأربعين عاماً. سبب حرب البسوس كان كليبٍ بن ربيعة التغلبي سيد قبائل معد ومليكهم، فدخل الزهو إلى نفسه وبغى عليهم، فلم يكن يجرؤ أحد بأن يوقد ناراً مع ناره ، ولا تورد إبل أحدٍ مع إبله، وفي يومٍ كانت البسوس التميمة نازلةٌ في بني شيبان وكان معها جارٌ لها هو سعد بن شمسٍ القضاعي كانت له ناقة أسماها سراب، فمرت إبل لكليبٍ بالناقة سراب حيث كانت معقولة، فلما رأت الإبل نازعت عقالها حتى تمكنت من قطعه، وأسرعت فتبعت الإبل واختلطت بها، رآها كليبٍ بين إبله فنكرها ورماها بسهمٍ في ضرعها فأدّى إلى نفورها وهي ترغو، فرآها سعدٌ على هذه الحال وقام بإخبار البسوس فصاحت البسوس ( واذلاه، واجاراه). سمعها الجساس تصيح فغضب وقام بامتطاء فرسه تبعه عمرو بن الحارث الشيباني، ودخلا على كليبٍ فأردياه قتيلاً، قام بعدها بنو شيبان بالارتحال حتى نزلوا ماء يقال له النهى، فاقتفى أثرهم المهلهل بعد أن اعتزل النساء والخمر، وقام بجمع قومه من تغلب، وقام بإرسال رسلٍ إلى مرة بن ذهلٍ الشيباني، يخبره فيها بأنهم بقتلهم لكليب قد قطعوا ما بينهم من رحم، وأنه كره المسير إليهم معلناً حربه عليهم دون إخبارهم بالأمر، ومن هنا نشبت الحرب بين الطرفين.
علم جسّاس أن ما قام به أمرٌ جلل سيضرم نيران حرب لن يطفئها هيِّن فجاء أهله وكشف عن ركبيته، وأخبرهم بما فعل، فتسابق الناس بالأخبار لإيصالها لهمام ونديمه الزير الذي قام بدفن أخيه ورثائه لسنواتٍ طوال ظن الناس فيها أنه نسي ثأره، إلى أن أَمِن مرّة وبنوه غضب الزير فرجعوا إلى الديار، لينتبه الزير بعدها للحرب ويجمع حوله من عرف من فرسان، ويشمّر عن ذراعيه، فجزّ شعره وقصّر ثوبه وحلف ألأ يذوق خمراً، أو يدهن بدهن، أو يشمَ طيباً قبل أن يأخذ بثأره. ويلات الحرب خاضت القبيلتان على إثر مقتل كليب حروباً عدة عانت فيها النساء والأطفال وحتى الرجال من الويلات ما لا يعدّ ولا يحصى، حيث انقسمت فيها قبائل بكر بين مؤيد ومعارض، وقد استمرت هذه الحرب أربعين سنة دارت فيها وقائع عدة توقظها الشحناء والبغضاء، ويضرمها لقاء البكري بالتغلبي، وكان من أبرز تلك الوقعات خمسة؛ هنَّ: يوم الذنائب -وفيه قتل همّام بن مرّة- ويوم الواردات، ويوم عنيزة، ويوم القصيبات، ويوم تحلاق اللمم، ولم تنتهي فيهن الحرب رغم تدخل الكثير من القبائل لإطفاء نارها.
ذات صلة أين وقعت أحداث حرب البسوس أين يقع قبر الزير سالم شخصيات قصة الزير سالم يحكى في هذه القصة العجيبة الكثير من الأحداث والأهوال والمصائب التي لن يمحوها زمن ولن يطوي صفحتها تاريخ، لا سيما أنها وقعت بين أبناء العمومة ففرّقت جمعهم، وغيّرت أمرهم، وأوقعت بينهم من الفوارس الشِّداد ما لا يعدّ ولا يحصى من القتلى، حيث يحكى أنّ ربيعة كان من جملة ملوك العربان ، وأنّ أخيه مرّة كان من الأمراء والأعيان، وكانت منازلهما في أطراف بلاد الشام يحكمان فيها قبيلتين من العرب هما بكر وتغلب. كان لربيعة عدد من الأبناء وهم: كليب، وسالم الملقب بالزير أو المهلهل، ودرعان وغيرهم، وله من البنات واحدة جميلة الشكل والطباع اسمها ضباع، أما الأمير مُرّة فوُلد له من الأبناء عدد كان منهم جسّاس، وهمّام، وبنت جميلة ونبيلة تسمى الجليلة. بداية القصة بدأت القصة قبل الهجرة بحوالي 100 سنة أو أكثر، تتصل بداية القصة بما سبقها من أحداث، عندما أغار ربيعة أبو الزير سالم على الملك الكِندي وانتصر عليه في معركة السلاة، مما أدى بالأخير إلى الاستعانة بالتبّع اليماني على الربيعة الذي أرسل جيشاً أسر به الربيعة وقتله، ليصبح لابنيّ الربيعة عند التبّع اليماني ثأر محقق قادم رغم حداثة سنيهما وقتها.