وحين تحدث أخطاء بين أعضاء الفريق الواحد يحتدم النقاش ويتحول إلى خلاف حقيقي». ويروي علي بن سلمان قصة شخص كان يلعب هو وابن عمه ضمن فريق واحد، فأخطأ الثاني في تمرير ورقة له، فما كان من الأول إلا أن ثار والتقط سلاحاً نارياً ليطلق على ابن عمه رصاصة أودت بحياته. وحول مدى التزامه بلعب «البلوت» في أوقات معينة، ذكر أنه من المستحيل أن يضحّي بالتزاماته وأشغاله لكي يلعب، وإنما قد يلعبها بحسب أوقات أصدقائه وأوقات فراغه لمدة لا تتجاوز الثلاث ساعات فقط. عبد الله الشهري: كنت أول من تعلّمها بين أصدقائي فحوّلوني إلى مستشار الكثير من أصدقائه تأثرت علاقاتهم ببعضهم البعض على خلفية المشاحنات التي كانت تحدث بينهم أثناء لعبهم، خصوصاً أن «البلوت» لعبة استفزازية تضغط بشكل كبير على أعصاب ممارسيها. ويقول الشاب عبد الله الشهري: «كنت أول من تعلّم البلوت بين أصدقائي، فأصبحت مستشاراً لهم. الأربعاء.. انطلاق بطولة البلوت الثانية في الرياض. وكنا نلعب بشكل شبه يومي، ولكنني الآن أصبحت ملتزماً بوظيفتي وهو ما يجعلني أجتمع مع أصدقائي متى ما سنحت الفرصة كي ألعب معهم قرابة خمس ساعات متواصلة، نعتمد فيها على طريقة خروج الفريق المغلوب ودخول فريق جديد وهكذا». إطلاق أول نادٍ رسمي لتنظيم بطولات البلوت بعد اعتراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب أخيراً بلعبة «البلوت» ضمن الألعاب الرياضية المدرجة تحت مظلتها، أطلق عدد من المهتمين أول ناد رسمي للبلوت منتصف العام الماضي، وهو يُعنى باختيار أصحاب المواهب الحقيقية في هذه اللعبة وإبرازهم كنجوم أسوة بمشاهير الرياضات الأخرى.
وهنا تبدأ المشكلة. فبعد كل الخزعبلات التي تمتلئ بها اللعبة.. اتحدى ان تجد لاعباً لا يغضب من "قبيله" بطريقة قد تبدأ من العتاب وتنتهي بملاسنه قد تصل ببعض الحمقى للتماسك بالأيدي بعد الخسارة او حتى قبلها بقليل.. والغريب ان خناقات "البلوت" وحماقات لاعبيه تتم بشكل مجاني تماماً.. أخبار 24 | الإفراج عن لاعبي «البلوت» داخل المسجد النبوي. فلم يسبق لي ان رأيت او سمعت ان "اربعة" لعبوها من اجل المال.. لأن الربح والخسارة شيء معنوي يتعلق بالنباهه ودقة الملاحظة و"الحرافة" والذكاء وقدرة "مميزة" على الغش. ولأنني كنت من جماهير لعبة "البلوت" اكتفى بالمشاهدة لأن لا احد ممن عرفت قبل ان يكون "غشيماً" مثلى "قبيلاً" له.. بل ان البعض ضحى وتنازل عن دوره في اللعب حفاظاً على ماء وجهه.. بدلاً من حرق اعصابه مع "قبيل" هزيمته مضمونه.
وذكر مؤلف كتاب «أصول لعبة البلوت» وعضو اللجنة التأسيسية للنادي فالح السبيعي ، أن فكرة تأسيس نادٍ لتلك اللعبة جاءت بعد دراسة ميدانية، خصوصاً أن معظم الشباب أصبحوا ينخرطون في مجموعات شبابية سيئة تنجم عنها ممارسات سلوكية خاطئة، مما يحتم ضرورة شغل أوقاتهم في أمور محبذة محمودة. ويقول السبيعي إن «البلوت» لعبة «شعبية ومشهورة لدى كل الفئات العمرية في السعودية، وقد أظهرت نتائج الدراسة التي قمنا بها أن ممارسي لعبة البلوت أكبر عدداً من الذين يمارسون الأنشطة الرياضية، غير أن هناك انطباعاً خاطئاً مأخوذاً عنها رغم أنها لعبة أذكياء باعتبارها تنشط الذاكرة وتزرع في النفوس روح الفريق الواحد»، مبيّناً أن محاولات إنشاء برامج الكترونية عبر شبكة الإنترنت للعبة البلوت لن تحقق النجاح المرجو، ولا سيما أن متعة اللعبة تكمن في ممارستها ضمن مجموعات حيّة. ولأن «البلوت» لعبة منتشرة حتى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى كل بحسب قانونه في اللعب، كان لزاماً توحيد قوانينها لتسهيل المنافسات التي ينظمها النادي، واقتُرحت الفكرة على الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي وافقت على ذلك، ومن ثم أُصدر كتاب «أصول لعبة البلوت» بموافقة وزارة الثقافة والإعلام، فضلاً عن فتح وسائل للتواصل مع أكبر عدد ممكن من المهتمين بـ»البلوت» لاستقبال أي اعتراضات على القوانين الموحدة لها.
ضد القصة بين لعبة "الدمينو" ولعبة "البلوت" كثير من المفارقات الاجتماعية والحضارية ان شئت. ففي حين يبدأ تدرج العدد في "الدمينو" او "الضومنه" من "الصفر" اي "البياض" وينتهي عند الرقم ستة ب"الدشيش".. فأن "البلوت" يبدأ من الرقم "سبعة" ويتدرج الى ان يصل الى "الباشا" و"الأكة" والرقم "واحد" الذي يعتبر في كل ألعاب "الورق" هو الرقم الأعلى. وفي احجار "الدمينو" لا يحسب "البياض" كعدد الا ان البعض يشترط على حساب حجر "البياضة" اي "الدبل" أبيض برقم عال جداً لا يقل عن "خمسين". مفارقات "الورق" الاجتماعية ان جميع العابه التي تعتمد "القمار" او المراهنات - والعياذ بالله - هي العاب حظ ومهارات ولعب فردي.. مثلها مثل "الدمينو" التي يكون لعبها فردياً بدءاً من "الزهر" مروراً ببقية التشكيلات التي لا نعرف منها سوى الطريقة التقليدية التي اعتدنا في الجنوب والحجاز ان نرى كبار السن يلعبونها ل "التسلية" من خلال فريق زوجي.. وهي لعبة سلسة تنتهى عادة ب"التضمين" عندما ينتهي احد اللاعبين الأربعة من "رص" آخر حجر بيده فيقوم الفريق المقابل بجمع العدد المتبقي في "حجارتهم" لحساب الثنائي ال"مضمن". اما في "البلوت" فأن اللعب ثنائي الفريق.. ويستحيل لعبها بأقل او اكثر من اربع اشخاص وفي حين تلعب انت.. فأن "قبيلك" يقوم ب"الغش" نيابة عنك لتتفرغ انت للعب ما في يدك.. فيما هو مطالب بمراقبة لعبك وأنت تراقب "تهريبه" حتى بعد ان تفرغ من "مشتراك" كي "ترجع له".