اللهمّ إنّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذّنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنّك أنت الغفور الرّحيم. اللهمّ بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفّني ما علمت الوفاة خيراً لي. اللهمّ إنّي أسألك خشيتك في الغيب والشّهادة، وأسالك كلمة الحق في الرّضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر. اللهم إني أسألك باسمك الأعظم | الاسماء الحسنى| نادي العرب. اللهمّ أسألك نعيماً لا ينفد، وأسالك قرّة عين لا تنقطع، وأسألك الرّضا بعد القضاء. اللّهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقوتك التي قهرت بها كل شيء، وخضع لها كل شيء وذل لها كل شئ، وبجبروتك الذي غلبت به كل شعئ، وبعزتك التي لا يقوم لها شيء، وبعصمتك التي ملأت كل شيء، وبسلطانك الذي علا كل شيء، وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء، وبأسمائك التي ملأت كل شيء، وبعلمك الذي أحاط بكل شيء، وبنور وجهك الذي أضاء له كل شيء، يا نور يا قدوس يا أول الأولين ويا آخر الآخرين، اللهم اغفر لي ذنبي وبارك لي في رزقي وأصلح لي شأني كله. اللهم إني أسألك سؤال خاضع متذلل خاشع أن تسامحني وترحمني وتجعلني بقستمك راضياً قانعاً وفي جميع الأحوال متواضعاً. اللّهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
وهكذا نكون قد أدرجنا دعاء اللهم امسيت لك عبدا داخرا، وادرجنا أيضًا دعاء اللهم إني أمسيت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وأضغنا بعض الأدعية التي يستحبّ الدعاء بها في ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
فالذي يعرف الله حق معرفته بمعرفة أسمائه وصفاته العلا كان أكثر خوفًا وخشيةً من الله؛ لأنه بذلك يكون أعرف وأعلم بالله، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «أنا أعلمكم بالله، وأشدكم له خشية». اللهم إني أسألك باسمك الأعظم طريق للبعد عن الذنوب والمعاصي وتؤدي إلى الإقبال على الطاعات وعلى ما أمر به الله: كمثل مَن كان له رئيس في عمله حازم وشديد عمل على إرضائه وإتقان عمله والبعد عن الكسل والخمول حتى يحظى عنده بدرجة أعلى. ولله المثل الأعلى في ذلك، فمن عرف من صفات الله القوي والجبار شديد العقاب سريع الحساب اجتهد في طاعته، واجتنب نهيه. أنها طريق للتحلي بصفاته: فالله تعالى يحب من عباده من يتحلى بصفاته على الصورة التي تليق بهم، فمثلًا الله: رحمن رحيم: فهو يحب الذين يرحمون الناس. كريم: فهو يحب الذين يتصدقون على الناس ويكرمونهم. شكور: فهو يحب الذين يشكرونه على نعمه، ويشكرون الناس إذا فعلوا لهم ما يوجب شكرهم. صبور: فهو يحب الذين يصبرون عند وقوع المصائب. محسن: فهو يحب الذين يحسنون على الناس، أو يحسنون في عباداتهم أي: يتقنونها ويعملونها على الوجه الأكمل الذي يرضيه. عفو: فهو يحب الذين يعفون عن الناس. اللهم اني اسألك بكل اسم هو لك. تواب: فهو يحب التوابين الذين كلما فعلوا ذنبًا أو معصية تابوا إلى الله.