الواجب المحتم على المسلمين أن يستفيدوا من كل ما أتيح لهم من مخترعات، والمسارعة إلى توظيفها بما يفيد في الدارين، والسعي إلى محاكاتها وتطويرها، وتوسيع دائرة رعاية الموهوبين في الأمة، خصوصاً في مجالات التقنية والطب والهندسة والأحياء وغير ذلك يتأوه الحريص على النهوض بهذه الأمة من الحالة التي وصل إليها المسلمون في بلدانهم، وحق له أن يتأوه، وكيف لا يتحسر متحسر وهو يرى حضارة المسلمين التي امتدت قرونًا طويلة تتلاشى، وينصهر أهلها في قالب التبعية الغوغائية، وتدخل أجيال مُنشئي تلك الحضارات في صراعات مدمرة، وتسير في طرق متباينة متعاكسة؟. ثم هو بالعين الأخرى يرى الأمم - التي كانت تبعاً لهذه الأمة يومًا ما - قد علا شأنها في الأرض، وازدهرت لها الحياة، وتفوقت في شتى المجالات؛ بل أذهلت العقول بما تقدمه من صناعات واختراعات، وقدمت أنموذجًا يقف عنده المتفكر في تنظيم الحياة، وتسيير المعيشة وفق ما يتطلبه العصر! صدقـــــــك وهــــو كـــــــــذوب ..... - هوامير البورصة السعودية. إن من الحكمة الاعتراف بالواقع، وعدم تضليل النفس بسُتُرٍ وحُجبٍ من الأعذار الواهية، والتسويغات الكاذبة، أو بالتغني بأمجاد الماضي، والبكاء على أطلاله! وإن من الحكمة تحديد نقطة الفرق بين أمة الإسلام - التي هي أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي أنزل عليه القرآن الذي فيه صلاح العباد والبلاد، وفيه نظام حياة متكامل - وغيرها من الأمم، تلك النقطة هي التي تحدد ما الذي مازالت الأمة متفوقة به كي نحافظ عليه، وما الجوانب التي تأخرت فيها كي نلحق بمن تقدم فيها، بعيدًا عن العراقيل التي وضعتها تلك الأمم في طريق أمة الإسلام لاستنزافها واستجهالها؛ كي تبقى أمة مستهلكة يستفيد منها الغرب في تسويق تجارته، وبناء اقتصاده، بما تقدمه أمة الإسلام من أموال في شراء ضرورياتها وحاجاتها وكمالايتها من تلك الأمم.
وثمّة فائدةٌ أخرى تُستنبط من قول النبي –صلى الله عليه وسلم- المذكور سابقاً، وهي أن الحكمة ضالّة المؤمن أينما وجدها أخذ بها، فالفاجر قد يعلم الحق فلا يتّبعه ولا ينتفع به، فيتلقّاه المؤمن منه فيجد فيه الخير الكثير. ويدلّ الموقف على فضل آية الكرسي، فهي أعظم آية بنصّ حديث رسول الله صل الله عليه وسلم-، وفي قراءتها حفظٌ ووقاية من الشيطان، ومن قرأها بعد كل صلاة مكتوبةلم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت. صدقك وهو كذوب. ونشير أخيراً إلى جملةٍ من الفوائد المستنبطة، ومن ذلك: إمكان رؤية الإنس للجنّ ولكن في غير صورتهم الحقيقيّة، وبيان حرص الصحابة على الخير وإقبالهم عليه، وظهور حلم النبي –صل الله عليه وسلم- حينما لم يُعنّف أبا هريرة رضي الله عنه على تركه لأسيره، وخوف الجن والشياطين من المؤمنين الصالحين، وأن للشياطين أزواجاً وذريّة، وأن شياطين الجن تعرف الحقّ وتجحده كشياطين الإنس، وأن التريّث على مفسدةٍ خفيفةٍ جائزٌ إذا كانت نهايتها مصلحةً مؤكّدة وهي هنا علمٌ صالح، وبيان جواز جمع صدقة الفطر قبيل العيد بيومٍ أو يومين. منقول
ثمَّ أخبَرَ أنَّ مَن قَرَأَها فإنَّه لا يُزالُ معه مِنَ اللهِ حافظٌ؛ ولا يَقرَبُه شَيطانٌ طُوالَ اللَّيلِ حتَّى يُصبِحَ، فأخبَرَ أبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَدَقَك فيما قالَه في آيةِ الكُرسيِّ، وهو كَذوبٌ ومِن عادَتِه الكذِبُ، وهذا تَتميمٌ في غايةِ الحُسنِ؛ لأنَّه لمَّا أثْبَتَ الصِّدقَ له أَوهَمَ المَدْحَ، فاسْتدْرَكَه بصِيغةٍ تُفيدُ المُبالَغةَ في كَذِبِه. ثمَّ أوْضَح النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأبي هُرَيرةَ أنَّ هذا الأسيرَ الَّذي يُخاطِبُه منذُ ثَلاثِ لَيالٍ شَيطانٌ. وفي الحديثِ: بَيانُ فضْلِ آيةِ الكُرسيِّ، وأنَّها تَحْمي مَن قَرَأها مِن الشَّياطينِ. وفيه: أنَّ الوَكيلَ لا يَتصرَّفُ فيما أُوكِلَ إليه إلَّا بإذنٍ مِن ربِّ المالِ. وفيه: ظُهورُ الجنِّ وتَكلُّمُهم بكَلامِ الإنسِ. وفيه: أنَّ في الثَّالثةِ بَلاغًا في الإعذارِ. وفيه: أنَّ للشَّيطانِ نَصيبًا ممَّن تَرَكَ ذِكرَ اللهِ تعالَى عندَ المَنامِ. وفيه: أنَّ مَن أُقِيمَ في حِفظِ شَيءٍ يُسمَّى وَكيلًا. وفيه: أنَّ الجِنَّ تَسرِقُ وتَخدَعُ. صدق وهو كذوب. وفيه: مَشروعيَّةُ تَعلُّمِ العلمِ ممَّن لمْ يَعمَلْ بعِلمِه.
قال صلى الله عليه وسلم: إنّه قد كذَبك، وسيعود. قال أبو هريرة يخاطب نفسه: صدَقتَ يا رسول الله ، فما تقول إلا الحق ، ولئن قلْتَ إنه سيعود ليعودَنّ. فانتبه ؛ يا أبا هريرة وتيقّظْ. وفي الوقت الذي جاء فيه ذلك الرجل في اليومين السابقين رآه أبو هريرة يحثو من الطعام ، فقبض عليه بشدة ، وقال: هذه آخر ثلاث مرات تسرق ، فأضبطك ، فتزعم أنك ذو عيال وحاجة شديدة ، وأنك لن تعود ، ثم تعود. قال الرجل: ماذا تودّ أن تفعل بي يا أبا هريرة ؟ قال: لأرفعنّك غداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الرجل: أفتتركني إن علّمتك كلمات تقولهنّ إذا أويتَ إلى فراشك ، ينفعك الله بها ؟ قال أبو هريرة: نعم ؛ فما هنّ ؟ قال الرجل: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ. ولا يقربُك الشيطان حتى تصبح. قال أبو هريرة مخاطباً نفسه: أقرأ آية الكرسي ، فأُفيد بها بها مرّتين: الأولى يحفظني الله بها من السارقين ، والأخرى يحفظني الله بها من الشيطان... لأعفوَنّ عنه. أيها الرجل: اذهب لا تثريب عليك. وعندما أُذّن لصلاة الفجر انطلق أبو هريرة كعادته إلى المسجد ليصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة ، فما أعظم صلاةَ الجماعة ، وما أروعها من صلاة حين يكون الرسول الكريم إمامَها.
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام أصحابه بعد أداء الفريضة يسبح الله ويحمده ويكبّرُه، والمسلمون بين يديه يفعلون فعله، فإذا انتهى أحدهم استأذن، وانطلق إلى مقصده. أما أبو هريرة رضي الله عنه فقد كان من فقراء أهل الصفة لا عمل له سوى التعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخدمته. فلما انتهى المسلمون من صلاتهم وذكرِهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة، قال: لبيك وسعديك يا رسول الله، قال: ادن منّي، قال: سمعاً وطاعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقاتُ المسلمين في رمضان كثـُرَتْ بين يديّ، واحتاجت إلى من يحفظها ويسهرعليها حتى يحين وقت توزيعها على فقراء المسلمين، ورأيت أن أكلفك بذلك. قال أبو هريرة: أرجو أن أكون عند حسن ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم بي. وجُمع كل شيء يأتي به الناس في مكان يُشرف عليه أبو هريرة. فلما جنّ الليل رأى رجلاً يأخذ من الطعام، فأمسك به أبو هريرة قائلاً: كيف تُسَوّل لك نفسك سرقة المسلمين؟ قال الرجل: إني محتاج، وعليّ عيالٌ، وبي حاجة شديدة. قال أبو هريرة: كان عليك استئذان رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الرجل: أنا فقير ذو فاقة فاعف عنّي. قال أبو هريرة: إن عُدْت إلى مثلها أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في فبراير 18, 2019 بقلم / محمـــــد الدكــــــرورى أخرج المسلمون صدقات الفطر وأعطوها للنبي صلي الله عليه وسلم کي يوزعها على مستحقيها من الفقراء والمساكين وذوي الحاجات، فجمعت في مكان، وأمر النبي صلي الله عليه وسلم أبا هريرة رضي الله عنه ليحرس هذه الصدقات، وبينما أبو هريرة بجوار الصدقات أثناء الليل إذا به يرى رجلا يسرق من هذه الصدقات، فأمسك به، وقال له: لأذهبن بك إلى رسول الله ، فشکی الحاجة وادعى الفقر ووعد بأنه لا يعود مرة ثانية.
نسخة (PDF) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد: فيكثر – في هذه الأيام- تجرؤ بعض من لا علم عنده ولا فقه صحيح على تقرير بعض الأحكام الشرعية، مستنداً في ذلك على بعض النصوص والأدلة، دون النظر في صحتها وطريقة الاستدلال الصحيح بها، ولا في فهم العلماء والأئمة لها، فيقع في الانحراف، مع إضلال الناس في عقائدهم وعباداتهم. و هذه الجرأة على الدين والخوض فيه دون أهلية علمية مع الجهل بأصول الاستنباط الصحيح سبب رئيس من أسباب ظهور الفكر المتشدد وانتشاره وظهور التنظيمات الإرهابية. ومن الأحكام المشتبهات التي نُقلت في بعض وسائل التواصل الاجتماعي مشروعية النقل عن أهل الباطل والفكر المنحرف، سواء كانوا من المسلمين أو من غيرهم، نقولات تصاغ كتغريدات في تويتر، تنشر بين الناس، بحجة أن كلامهم المنقول يوافق الحق، مع ما يحملونه من أفكار تضر بالدين والمجتمع، كالأفكار الثورية والإرهابية والتكفيرية وغيرها، وهذا يمثل ثغرة خطيرة يستغلها أهل الفتن للترويج لرموزهم في المجتمعات، بدعوى أخذ الحق منهم، سواء كانوا من إخوان أو سروريين أو تكفيريين أو غيرهم، كما صر ح قائلهم قريبا أنه يجيز النقل عن سيد قطب ما يراه حقاً، وهو الذي ملأ الفضائيات عويلاً وصراخاً في نقد الإخوان وتعرية شخصياتهم وقادتهم.