ولكوكبان فصل آخر هو فصل الثقافة والإبداع الذي ارتوى من جمال المكان ودهشته، فبرز الكثير من الشعراء كابن شرف الدين، ناهيك عن فنانين مشهورين أتوا من هذا البيئة الساحرة كالثلاثي الكوكباني، والفنان محمد حمود الحارثي، بحسب إبراهيم. ويضيف إبراهيم أحمد أن كوكبان تميزت بالعلم والعلوم الدينية، وبرز فيها العديد من مشايخ العلم، وكانت محط إشعاع معرفي خلال فترات متعددة من التاريخ. "العين الإخبارية" تداهم أوكار الحوثي وتتعقب "درونز" إيران. شبام ووديانها الوارفة من مشارف المدينة أطللنا على مدينة شبام كوكبان التي تستريح على سفح جبل ذخار وتطل عليها مدينة كوكبان التاريخية من الأعلى. تحيط الوديان والأراضي الزراعية بشبام كوكبان، ودب فيها النشاط بسبب السياحة الداخلية في هذه المنطقة خلال فترة الصيف. يقول حميد الوصابي -وهو أحد زوار المدينة- إن الحرب خلفت آثارا نفسية كبيرة في نفوس الناس، خصوصا في ظل مخاطر التنقل بين المدن، فكانت مدينة كوكبان مقصدا له ولأسرته للتفريج عن النفس بجمال المنطقة وقيمتها التاريخية. هي الزيارة الأولى لحميد الذي يبدي اندهاشه من المدينة وأجواء المنطقة، وبنهدة حزينة يقول: لدينا مناطق أثرية عريقة لكنها طي الإهمال والنسيان، ولو كانت في بلد آخر لاستثمرت بشكل جيد في مجال الثقافة والتراث.
الطابق الارضى, مركز الممزر للاعمال, طريق الاتحاد, هور العنز شرق, ديرة, بالقرب من محطة مترو القيادة, دبي
بنيت المدينة بحجر يسمى العمش، وهو حجر ذو لون أرجواني وهو اللون السائد في المكان، ويتوسط المدينة الجامع الكبير الذي شيده الأمير سعد بن يعفر الذي حكم اليمن بتكليف من الخليفة العباسي خلال الفترة من 282 هـ إلى 331 هـ حسب مصادر تاريخية. بوابة المدينة تسمى "بوابة الحديد" وبناها العثمانيون (الجزيرة) كما تمتلك المدينة مساجد أخرى كمسجد المنصور الذي بناه الإمام عبد الله بن حمزة قبل حوالي 10 قرون، كان سوق المدينة بجوار الجامع لكن لم يعد في اليوم نشاط بعد أن سحب منه سوق مدينة شبام كوكبان بساط النشاط التجاري. وللمدينة سلالم حجرية كانت هي طريق الصعود إليها، ولا يزال أبناء المدينة يستخدمونها حتى اليوم. قصف وخراب توقفنا لبعض الوقت بجوار منزل في وسط المدينة تعرض لقصف طيران التحالف العربي في فبراير/شباط 2016، صدمنا بآثار الخراب في المدينة التي تعاني من الإهمال الذي طال بعض مبانيها وأجزاء كبيرة من سورها. في أعلى المنزل المهدم يعتلي الخراب تلفزيون قديم يقول الأهالي إنه من بقايا القصف، لكن هيئته تبدو أنه وضع بعد القصف كرمزية تدين ما حدث. يقول علي حسين -وهو من أبناء كوكبان- إن قصف الطيران استهدف منزل شيخ المدينة، وعندما هربت أسرته من القصف إلى منزل في أطراف المدينة تعرض هو الآخر للقصف، مما خلف ضحايا في الأرواح والممتلكات.