مما روي عن الخليل بن احمد الفراهيدي أنه ذات يوم كان يقطع العروض فدخل عليه ولده في تلك الحاله فخرج الى الناس وقال: قد جُن أبي!! فدخل الناس عليه فرأوه يقطع العروض.. فأخبروه بما قاله ابنه فقال الأبيات الخالدة:
لو كنت تعلمُ ما أقول عذرتني أو كنت أجهل ما تقول عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعدلتني وعلمتُ أنك جاهلٌ فعذرتكا يقول: لو كنت تفهم كلامي لما لمتني ولوكنت تفهم ما سأقوله لك لعاتبتك وعذلتك لكن جهلك جعلك تلومني وجعلني اعذرك.
📃 الخليل بن أحمد الفراهيدي: لَو كُنتَ تَعلَمُ ما أَقولُ عَذَرتَني
كان للخليل بن احمد ولد متخلف ، فدخل عليه يوماً فوجد أباه يُقَطّع بيتاً من الشعر بأوزان العروض ؛ فخرج الى الناس وهو يقول: ان ابي قد جُنّ. فدخلوا على الخليل وأخبروه بما قال ابنه ، فقال يخاطبه:
لو كنت تعلم ما اقول عذرتني او كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت انك جاهل فعذرتكا
ومما يقال ايضا في هذه المناسبة انه كان يتردد على الخليل بن احمد شخص يتعلم العروض ، وهو قليل الفهم. فأقام مدة يتعلم ، ولم يعلق في ذهنه شيء منه ، فسئم الخليل منه ؛ وقال له يوماً قَطّع هذا البيت:
اذا لم تستطع شيئاً فدعهُ وجاوزه الى ما تستطيعُ
فشرع الشخص في تقطيعه على قدر معرفته ، ثم نهض ولم يَعُد يجيء الى الخليل. فقال الخليل: فعجبتُ من فطنته لما قصدتهُ في البيت مع قلّة فهمه.
لو كنتَ تعلمُ ما أقولُ عذرتَني
أو كنتَ تعلمُ ما تقولُ عذلتُكا
لكنْ جهِلتَ مقالتي فعذَلتَني
وعلمتُ أنك جاهلٌ فعذَرتُكا
الفراهيدي