فإن هذه الدعوة المباركة لها من الأهمية الشيء الكبير، وذلك: أ – أن دعوة الأنبياء مستجابة، فيرجى لنا استجابة اللَّه لهم فينا. ب – أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشّر بالأجر العظيم بها، فقال صلى الله عليه وسلم (( مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَهٍ حَسَنَةً)) ( [7]). من صيغ الاستغفار – رب اغفر لي ولوالدي | موقع البطاقة الدعوي. فلك أن تتصور عظم هذا الأجر؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها، إلى أضعاف مضاعفة كثيرة في بلايين المؤمنين، من لدن أبي البشر إلى يوم الحشر، وهذا يدلّ على عظم فضل اللَّه على المؤمنين. ((ولذا يستحبّ مثل هذا الدعاء اقتداء بنوح عليه السلام)) ( [8]) ، وذلك أن نبينا صلى الله عليه وسلم أُمر بالاقتداء بالأنبياء قبله: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّه فَبِهُدَاهُ اقْتَدِهْ ﴾ ( [9]) ، ونحن مأمورون بالاقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّه وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّه كَثِيرًا ﴾ ( [10]). ثم ختم عليه السلام الدعاء: ﴿ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾: أي لا تزد الظالمين أنفسهم بالكفر إلا هلاكاً وخسراناً ودماراً، ((وقد يشمل هذا كل ظالم إلى يوم القيامة، كما شمل دعاؤه للمؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة)) ( [11]).
الفوائد: 1 – أهمية سؤال اللَّه تعالى المغفرة، كما في غالب الأدعية؛ لأنها من أعظم أسباب دخول الجنة. 2 - أن الداعي ينبغي له أن يبدأ بالسؤال: بالأهمّ، ثم الذي يليه. 3 – أهمية سؤال اللَّه تعالى المغفرة للوالدين؛ لعظم شأنهما. 4 – يحسن بالداعي أن يشرك إخوانه المؤمنين بالدعاء. 5 – أن الإكثار من هذه الدعوة ينال الداعي بها الإجابة المؤكدة لأمرين: أ – أنها دعوة من نبي من أولي العزم. ب – أنها دعوة بظهر الغيب. 6 – أهمية التوسل بربوبية اللَّه تعالى في الدعاء، وأنها سنة جميع الأنبياء والمرسلين. 7 – ينبغي للداعي أن يشمل ذريته في الدعاء حتى يعود النفع له،ولهم. 8 – ينبغي أن يكون جُلُّ الدعاء في أمور الآخرة. 9 – جواز الدعاء على الظلمة،ويتأكد ذلك عند مظنة ضررهم على غيرهم. 10 – يحسن للداعي أن يذكر عِلَّة دعائه. {رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم... ( [1]) سورة نوح، الآية: 28. ( [2]) تفسير الشوكاني، 5/ 299. ( [3]) أبو داود، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، برقم 4834، الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في صحبة المؤمن، برقم 2395، والإمام أحمد، 17/ 437، برقم 11337، وابن حبان، 2/ 314، والحاكم، 4/ 128، وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان، 12/ 16، وفي الآداب له، برقم 235، والطبراني في الأوسط، 3/ 277، والطيالسي، 3/ 664، والديلمي في الفردوس، 2/ 59، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 3/ 95، برقم 3036.
42- {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19]. 43- {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38]. ا navaho المساهمات: 3 تاريخ التسجيل: 11/11/2007 موضوع: حياك الله الأحد نوفمبر 11, 2007 4:07 pm [b] و حياك الله و بارك فيك الدعـــــــ من الكتاب ـــــــــــــاء صفحة 1 من اصل 1 صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى صبويا الاسلامية:: الفئة الأولى ديننا:: الاذكار من الكتاب و السنة انتقل الى:
( [4]) سورة التوبة، الآية: 113. ( [5]) البخاري، كتاب الجهاد، باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألّفهم، قبل الحديث رقم 2937. ( [6]) تنوير الأذهان من تفسير روح البيان للبروسوي، 4/ 420. ( [7]) مسند الشاميين للطبراني، 3/ 234، والمعجم الكبير له، 19/ 909، وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع، برقم 6026. ( [8]) تفسير ابن كثير، 4/ 568. ( [9]) سورة الأنعام، الآية: 90. ( [10]) سورة الأحزاب، الآية: 21. ( [11]) فتح البيان لصديق حسن خان، 7/ 221. منقول