هذه العَلاقةُ إن كانت (المُشابهة)، فالمجاز استعارة ، نحو: زَهَقَ الباطلُ. أمّا إن كانت غير المُشابهة، فالمجاز مُرسل ، نحو: أعصرُ خمرًا. المجازُ العقلي إسنادُ الفعلِ إلى غيرِ صاحبهِ لعلاقةٍ مع قرينةٍ تمنعُ من أن يكونَ الإسنادُ إلى ما هوَ لهُ. تتوزّعُ هذه العِلاقة على ستّةِ أنواعٍ، وهي: علاقةُ ما يُبنى بإسنادِ الفعلِ إلى سببهِ: بنى الملكُ قصرَهُ. ( الملكُ لا يبني بل يُصدِرُ أوامرَ البناء؛ إذًا القصرُ يُبنى بسببهِ. ذكرنا السَّببَ وأهملنا المُسبِّب). الإسنادُ إلى زمَنِ الفعلِ: نهارُكَ صائمٌ، وليلُكَ قائمٌ. ( أُسنِدَ الصّومُ إلى النّهار والقيامُ إلى اللّيلِ، والنّهارُ لا يصوم، واللّيلُ لا يقوم). الإسنادُ إلى مكانِ الفعلِ: تجري الأنهارُ. ( إسنادُ الجري إلى الأنهار الّتي هي أماكن للمياه، وليست جاريّةً، بل ماؤها هو الّذي يجري). المجاز المرسل تعريفه علاقاته امثلة عنه لغة عربية. الإسنادُ إلى مصدرِ الفعلِ: سَيَذْكُرُني قومي إذا جَـدَّ جِـدُّهُـمْ. ( أُسنِدَ الفعل «جَدّ» إلى المَصدر وهو «الجِدّ»). إسنادُ ما بُنيَ للفاعلِ إلى المفعولِ: بيتٌ عامرٌ. ( استُعمل اسم الفاعل «عامِر» بدلَ اسم المفعول «معمور». أطلقَ الفاعل ويُريدُ المفعول). إسنادُ ما بُنيَ للمفعولِ إلى الفاعِلِ: { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا}.
اهـ. وعلى ذلك فقرينة أن الآذان لا تستوعب الأصابع تدل على أن حقيقة الأصابع المذكورة في الآية إنما هي أطرافها أي الأنامل، والنكتة البلاغية في ذلك هي الإشارة إلى أن إدخالهم لأناملهم كان على غير المعتاد، مبالغة في الفرار. قال الشيخ ابن عثيمين: قيل: إن في الآية مجازاً من وجهين؛ الأول: أن الأصابع ليست كلها تجعل في الأذن. والثاني: أنه ليس كل الأصبع يدخل في الأذن. والتحقيق أنه ليس في الآية مجاز؛ أما الأول: فلأن "أصابع" جمع عائد على قوله تعالى: { يجعلون}، فيكون من باب توزيع الجمع على الجمع، أي يجعل كل واحد منهم أصبعه في أذنه. وأما الثاني: فلأن المخاطَب لا يمكن أن يفهم من جعْل الأصبع في الأذن أن جميع الأصبع تدخل في الأذن؛ وإذا كان لا يمكن ذلك امتنع أن تحمل الحقيقة على إدخال جميع الأصبع؛ بل الحقيقة أن ذلك إدخال بعض الأصبع؛ وحينئذ لا مجاز في الآية؛ على أن القول الراجح أنه لا مجاز في القرآن أصلاً؛ لأن معاني الآية تدرك بالسياق؛ وحقيقة الكلام ما دلّ عليه السياق، وإن استعملت الكلمات في غير أصلها. اهـ. ما هو المجاز في اللغة. وقد ذكر الشيخ الشنقيطي ـ وهو من أشهر المعاصرين المانعين من المجاز ـ في رسالته منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز قاعدة نفيسة خرَّج بها الآيات التي احتج بها المجوزون لوقوع المجاز في القرآن، هي أن: كل ما يسميه القائلون بالمجاز مجازا فهو عند من يقول بنفي المجاز أسلوب من أساليب اللغة العربية.
* قال تعالى: (إنَّكَ ميتٌ وإنهم ميتون) المجاز في كلمة: ميتٌ ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن المخاطب بهذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد خوطب بلفظ (ميت) وهو لا يزال حيًا بالنظر إلى ما سيصير إليه أي باعتبار ما سيكون. ** في الجدول المرفق بين كل مجاز مرسل وعلاقته فيما يأتي: (1) شَرِبْتُ ماءَ النِّيل. (2) ألقَى الخطيب كلمة كان لها كبيرُ الأَثر. (3) واسْأَل القَرْيَةَ التي كُنَّا فيها. (4) يَلْبَسُ المصريون القطنَ الذي تُنتِجُهُ بلادُهـم. (5) قال الشاعر: والأَعْوَجِيَّةُ مِلءَ الطرْقِ خَلْفَهُمُ ** وَالمْشرَفِيةُ مِلءَ الْيَوْم فَوْقَهُمُ (6) سأُوقد ناراً. الإجابة م المعنى المراد نوعه علاقته 1. ماءَ النيل يرادُ بعضُ مائه مجاز مرسل الكلية 2. الكلمة يراد بها كلام مجاز مرسل الجزئية 3. القرية يراد بها أهلها مجاز مرسل المحلية 4. القطن يراد به نسيجٌ كان قطناً مجاز مرسل اعتبار ما كان 5. المجاز وأنواعه. ملءَ اليوم يراد به ملء الفضاء الذي يشرق عليه النهار مجاز مرسل الحالِّية 6. نارًا يراد به حطب يئول إلى نار مجاز مرسل اعتبار ما يكون * نشاط: بين كل مجاز مرسل وعلاقته فيما يأتي: 1/ قال تعالى: (.. فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ.. ) (إبراهيم: من الآية37).
قال المتنبي مادحا: واستقبلت قمر السماء بوجهها # فأرتني القمرين في وقت معا قمر السماء (حقيقي) أما ( القمرين) أحدهما حقيقي، والآخر مجازي وهو الممدوحة لأنه لا يوجد سوي قمر واحد. [1] التعبير المجازي في الشعر أولى القصائد، للشاعر نضال برقان، هي قصيدة الثراء المجازي، وهي بعنوان عتمة في الكلمات مع تجاوزنا للديباجة " حنين " يضعنا الشاعر، وجهًا لوجه، أمام نوع من المجاز أبعد ما يكون عن الخفة. فمن العتمة في الكلمات، إلى الحب الذي يربيه العاشقان مثل طفل يحنو عليه الأبوان ويحدبان، إلى حب كالقطار لا يمل الحبيبان انتظاره، فإلى الريح التي تأكل، والصمت الذي يتلون بألوان، فإلى الشخص (المتكلم) الذي ينداح في الكلمات.
2/ له أيادٍ عليّ سابغةٌ. 3/ زرعت الدولة شجراً يحيط بالطرق الدائرية. ما هو المجاز في اللغة العربية. 4/ يلبس السودانيون القطن الذي تنتجه بلادهـم. 5/ شربت ماء النيل. 6/ (.. فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ.. ) 7/ سرق اللص المنزل 8/ تفرقت كلمة العرب 9/ وقال تعالى على لسان نوح عليه السلام: 10/ قال تعالى: (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً) (نوح:27) 11/ قال ابن الزيات في رثاء زوجته: ألا من رأى الطفل المفارق أمه ** بعيد الكرى عيناه تنسكبان 12/ أصدر مجلس الوزراء عدة قرارت 13/ خرجت المدرسة مبكراً
(14) والمحلية - هي كون لا شيء يحلُّ فيه غيره، وذلك فيما إذا ذكر لفظ المحل، وأريد به الحال فيه - كقوله تعالى (فليدعُ ناديهُ) والمراد من يحل في النادي. وكقوله تعالى (يقولون بأفواههم) أي ألسنتهم، لأن القول لا يكون عادة إلا بها. (15) والبداية - هي كون الشيء بدلاً عن شيء آخر - كقوله تعالى (فإذا قضيتم الصلاة) والمراد: الأداء. (16) والمبدلية - هي كون الشيء مبدلاً منه شيءٌ آخر، نحو أكلت دم زيد، أي ديتهُ، فالدم (مجاز مرسل) علاقته (المبدلية) لأن الدم: مبدل عنه (الدية) (17) والمجاورة - هي كون الشيء، مجاوراً لشيء آخر، نحو كلمت الجدار والعامود، أي الجالس بجوارهما، فالجدار والعامود مجازان مرسلان (المجاورة) (18) والتعلق الاشتقاقي - هو إقامة صيغة مقام أخرى - وذلك. (أ) كإطلاق المصدر على اسم المفعول، في قوله تعالى (صنع الله الذي أتقن كل شيء) - أي مصنوعه. (ب) وكإطلاق اسم الفاعل على المصدر، في قوله تعالى (ليس لوقعتها كاذبة) أي تكذيب. (جـ) وكإطلاق اسم الفاعل على اسم المفعول، في قوله (لا عاصم اليوم من أمر الله) - أي لا معصوم. ما هو المجاز المرسل. (د) وكإطلاق اسم المفعول على اسم الفاعل في قوله تعالى (حجاباً مستورا) أي ساتراً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)العلاقة هي المناسبة بين المعنى المنقول عنه والمنقول إليه، وسميت بذلك: لان بها يتعلق ويرتبط المعنى الثاني بالأول، فينتقل الذهن من الأول للثاني - وباشتراط ملاحظة العلاقة، يخرج الغلط، كقولك: خذ هذا الكتاب، مشيراً إلى فرس مثلا، إذ لا علاقة هنا ملحوظة.
علم البيان: الحقيقة والمجاز الحقيقةُ: استعمال اللّفظِ فيما وُضِعَ لهُ، وهي الحقيقةُ اللّفظيّة. نحو: ا لوردةُ جميلةٌ. الحقيقةُ المعنويّة: إسناد المعنى الحقيقيّ إلى صاحبهِ الحقيقي. نحو: رائحةُ الوردةِ جميلةٌ. المجازُ: استعمالُ اللّفظِ في غير ما وُضِعَ له لِعلاقةٍ مع قرينةٍ مانعةٍ من إرادةِ المعنى الأصلي. نحو: تتحدّثُ الوردةُ عن الجَمالِ. الوردةُ الحقيقيّةُ لا تتحدّث، وكلمة « تتحدّثُ » هي القرينة المانعة من إرادةِ المعنى الحقيقيّ. مع مُلاحظةِ أنّهُ تُوجدُ علاقةٌ بين المعنى الحقيقيّ والمعنى المجازي لكلمتي « الوردةُ » وهي اشتراك الكلمتين في الجَمال. أركانُ المجاز أركان المجاز ثلاثة: لفظٌ، وعلاقةٌ، وقرينةٌ. اللّفظ: الكلمةُ المُستعملة لما وُضِعَت له. العلاقة: المُناسبة بين المعنى الحقيقيّ والمعنى المنقول إليه (المجازي). القرينة: الدّليلُ الّذي يمنعُ من إرادةِ المعنى الحقيقيّ. قد تكون لفظيّة أو حاليّة. أنواعُ المجاز المجازُ نوعان: عقلي، ولُغوي. المجازُ العقلي: إسنادُ الفعلِ أو ما في معناه كاسم الفاعل أو اسم المفعول أو المصدر إلى غيرِ ما وُضِعَ له. نحو: تجري الأنهارُ. المجازُ اللّغوي: استعمالُ اللّفظِ في غيرِ ما وُضِعَت لهُ بنقلها من الحقيقةِ إلى معانٍ أُخرى بينها عَلاقة.