اين توفي بلال بن رباح ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة فبلال بن رباح هو أحد صحابة رسول الله رضي الله عنهم جميعًا، ويُعدّ صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أفضل البشر بعد الأنبياء والرّسل؛ فلقد اصطفاهم الله تعالى ليكونوا أصحاب نبيه عليه السّلام ومؤيّديه ومعينيه لينشر دعوته الإسلاميّة، وكانوا كما أرادهم الله تعالى مخلصين مؤمنين متفانين في نشر الدّعوة والجهاد في سبيلها، حتّى أثنى الله تعالى عليهم في كتابه الكريم. من هو بلال بن رباح هو بلال بن رباح الحبشي وكان بلال نحيفًا، طويلًا، شديد السُّمرة، حسن الصوت، تسمّع بلال بخبر دعوة الرسول صلّى الله عليه وسلم في مكة، فكان يستمع إلى أحاديث سادته، وقد لاقى بلال الكثير من التعذيب على يد أمية بن خلف، وكان أمية يُلقي بلالًا على ظهره في بطحاء مكة ويضع على صدره صخرة كبيرة ليعود إلى عبادة اللات والعزى، فكان بلال يردد كلمة واحدة "أحد أحد"، وبقي بلال في عذابه حتّى اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه، وكان بلال أول مؤذن في الإسلام، وسمي مؤذن رسول الله، عليه الصلاة والسّلام.
[2] شاهد أيضًا: من هو الصحابي الجليل الذي اعتق بلال بن رباح إسلام بلال بن رباح عندما جاء سيّدنا محمد لنشر الدعوة الإسلاميّة في مكة، بدأت أخباره تتناقل في جميع الأرجاء، فكان بلال بن رباح يسمع عن أخباره من قبل أسياده وضيوفهم، ويصغي في السمع لأخباره، وفي يوم من الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في غار حراء، فمرّ بهما بلال بن رباح هو ومجموعة من قطعان الغنم. قام الرسول بطلب اللبن من ذلك الراعي، فقام بحلب الماشية وإعطاء الرسول اللبن، فتناوله حتى ارتوى، ثم قام بحلبها ليسقي أبا بكر الصديق، ودعاه الرسول إلى الدخول في الإسلام، فاستجاب له بلال بن رباح، وطلب منه الرسول عدم البوح بإسلامه، وفعل ذلك وعاد إلى دياره مسلماً، وكان من أكثر الأشخاص تقرّباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
مقدّمة اختصّ الله سبحانه وتعالى نبيّه محّمد عليه الصّلاة والسّلام بأن بعثه برسالة الإسلام الخاتمة والمهيمنة على جميع الرّسالات والشّرائع، فكان عليه الصّلاة والسّلام خير من تحمّل الأمانة فأدّى رسالة ربّه وتحمّل الأذى والصّدّ في سبيلها متوكّلا على ربّه سبحانه، وقد ساومه الكفّار على هذه الرّسالة بالتّرغيب تارة وبالتّرهيب تارة فلم يزده ذلك إلا يقينًا بربّه وإصرارًا على دعوته حتّى شاء الله تعالى لهذه الدّعوة أن تقوى شكوتها بعد الهجرة إلى المدينة المنوّرة وتأسيس الدّول الإسلاميّة الأولى التي بعثت نور الإسلام في ربوع المعمورة.
في يوم الثلاثاء غسلوا رسول الله، ثم كفنوه، واختلفوا في المكان الذي سيدفنوه فيه، فقال لهم أبو بكر الصديق: بأنّه سمع الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "ما قبض نبيّ إلا دفن حيث يقبض" عندها رفعوا فراشه الذي توفى عليه وحفروا حفرة تحتها ثمّ دفنوه في هذا المكان، أي في بيته، في المكان الذي قبضت روحه فيه، عليه أفضل الصلاة والتسليم. هكذا نتوصل إلى أنّ المكان الذي مرض فيه الرسول عليه الصلاة والسلام، واحتضر فيه، ودُفن فيه، هو بيته الذي كان يجمعه مع سيدتنا عائشة رضي الله عنها، في المدينة المنورة.
آخر يوم له في الحياة الدنيا في آخر يوم له صلى الله عليه وسلم في الدنيا أخذ يحتضر فأسندته أم المؤمنين عائشة رضي عنها، وقد وصفت تلك الحالة بقولها: "إنّ من نعم الله عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وبين سحري ونحري، وأنّ الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته. فأمره وبين يديه ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، يقول: لا إله إلا الله، إنّ للموت سكرات". اين توفى الرسول للانصار. عندما انتهى الرسول من السواك، رفع يده أو إصبعه وشخص بصره نحو السقف، وقال: "مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى" وكرّر عليه الصلاة والسلام الجملة الأخيرة ثلاث مرات، ثم مالت يده، وقُبضت روحه الطاهرة الشريفة، وتوفى عليه الصلاة والسلام. المكان الذين دُفن فيه بعد موته عليه الصلاة والسلام حصلت الخلافات بخصوص مسألة الخلافة، ودارت الجدالات والحوارات حول هذا الموضوع بين المهاجرين والأنصار، إلى أن انتهوا إلى تولّي أبو بكر الصديق رضي الله عنه خلافة المسلمين، وانشغلوا بهذا الأمر طيلة يوم الاثنين، يوم وفاته عليه الصلاة والسلام.