ما درجة حديث الاستفتاح (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)؟ الحكم على الأحاديث والآثار 13-01-2021 1180 رقم الاستشارة 3608 نص السؤال جزاكم الله خيرا.. وش درجة حديث الاستفتاح (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)؟ المجيب د. هشام الحلاف نص الجواب درجة حديث الاستفتاح (سبحانك اللهم وبحمدك.. ). أخرجه أبوداود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: "سبحانك الله وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك". وأخرجه النسائي وأحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا ورواه غيرهم من الصحابة مرفوعاً أيضاً، وفي أسانيدهم جميعاً ضعف ونظر، وإن صححه بعض المتأخرين. ولكن صح عن عمر بن الخطاب أنه كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك. أخرجه مسلم..
فَصْـــل إذا تبين هذا الأصل: فأفضل أنواع الاستفتاح ما كان ثناء محضا، مثل: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك) وقوله: (الله أكبر كبيرًا، والحمد للَّه كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا) ولكن ذاك فيه من الثناء ما ليس في هذا، فإنه تضمن ذكر [الباقيات الصالحات] التي هي أفضل الكلام بعد القرآن، وتضمن قوله: (تبارك اسمك، وتعالى جدك). وهما من القرآن أيضًا. ولهذا كان أكثر السلف يستفتحون به وكان عمر بن الخطاب يجهر به يعلمه الناس. /وبعده النوع الثاني: وهو الخبر عن عبادة العبد. كقوله: (وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض، إلخ. ) وهو يتضمن الدعاء، وإن استفتح العبد بهذا بعد ذلك، فقد جمع بين الأنواع الثلاثة وهو أفضل الاستفتاحات. كما جاء ذلك في حديث مصرحًا به، وهو اختيار أبي يوسف، وابن هبيرة -الوزير- من أصحاب أحمد، صاحب [الإفصاح]، وهكذا أستفتح أنا. وبعده النوع الثالث كقوله: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي. كما باعدت بين المشرق والمغرب. . . إلخ)، وهكذا ذكر الركوع والسجود، والتسبيح فيهما، أفضل من قوله: (لك ركعت، ولك سجدت).
وجاء من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهذا رواه مسلم موقوفاً على عمر ، وإن كان بعضهم يتكلم في سماع الراوي عن عمر ، ولا يصح المرفوع إنما يصح الموقوف فإن عمر رضي الله عنه قاله ورفع صوته بين يدي حضرة الصحابة، ولم ينكر على هذا أحد من الصحابة. ولأجل هذا اختار الإمام أحمد أن جميع الأدعية في دعاء الاستفتاح جائزة، إلا أن الأفضل هي قول: ( سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)، و أحمد رحمه الله طريقته أن العبادات الواردة على وجوه متنوعة يستحب واحدة ويجوز ما عداها. و أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية يرى أن العبادات الواردة على وجوه متنوعة فالسنة فعل هذا أحياناً وهذا أحياناً وهذا أحياناً، يقول: أولاً: لأن هذا أحرى في تطبيق السنة؛ لأنك فعلت كل فعل النبي صلى الله عليه وسلم. الثاني: لأجل ألا تكون بعض الألفاظ الواردة على سبيل العادة، فتجد المصلي أول ما يصلي يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، من غير تركيز، فإذا نوع؛ زال الذهول. الثالث: لأجل ألا تخفى السنة ثم يقال بعد ذلك: إنها بدعة كما هو معروف، حتى أننا الآن لو قلنا: الله أكبر، الحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، أو قلنا: سبحان الله سبحان الله عشراً، والحمد لله عشراً، وكبرنا عشراً، وهللنا عشراً كما في رواية مسلم لقلنا: هذا من أين لك؟ بسبب أن هذه الروايات خفيت على كثير من الناس، لا أقول من عامتهم بل من المحبين للعلم وطلبة العلم الذين ربما تخفى عليهم الأحاديث.
عَنْ عَبْدَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ يَجْهَرُ بِهؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ يَقُولُ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ. تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ. وَلاَ إِلهَ غَيْرُكَ". رواه مسلم. تخريج الحديث: الحديث أخرجه مسلم بعد الحديث السابق (399)، وانفرد به، وقد أخرجه مسلم استطراداً بعد الحديث السابق في عدم الجهر بالبسملة، ولذا أخرجه مسلم كما سمعه بسند منقطع؛ لأن عبدة لم يسمع من رضي الله عنه، ولم يرو مسلم المتصل لاقتصاره على ما سمع، والحديث جاء موصولاً عند الدارقطني في سننه من طريق عبد الله بن شبيب، حدثني إسحاق بن محمد عن عبد الرحمن بن عمر بن شيبة عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر به مرفوعاً. شرح ألفاظ الحديث: • (كَانَ يَجْهَرُ بِهؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ): الجهر المراد منه تعليم دعاء الاستفتاح لمن خلفه لا بيان مشروعية الجهر به. • (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ) سبحان: اسم مصدر منصوب بفعل محذوف ومعناه: تنزيهاً لك يا رب عن كل نقص إما في الصفات أو في مماثلة المخلوقات. • (وَبِحَمْدِكَ): الحمد ذكر أوصاف المحمود الكاملة مع المحبة والتعظيم، والمصلي جمع بهذه اللفظة والتي قبلها بين التنزيه والوصف بالكمال الذاتي والفعلي أي نزهتك تنزيها مقروناً بالحمد.
عن الموسوعة نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم