فلا فائدة من الوعظ والنهي مع تلك الفئة الباغية الآثمة، التي لا نشك في هلاكها بسبب عصيانها أوامر ربها. هل توقفت الفئة الناهية عن المنكر والآمرة بالمعروف؟ بالطبع لم تتوقف وقالت في ردها على من لا يرون في عملها أي جدوى، وبكلام مختصر موجز: إن عملنا هو بمثابة (معـذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون). أي أن ما نقوم به فهو واجب لله نؤديه – كما يقول سيد قطب في ظلال القرآن: "واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتخويف من انتهاك الحرمات، لنبلغ إلى الله عذرنا، ويعلم أن قد أدينا واجبنا. ثم لعل النصح يؤثر في تلك القلوب العاصية فيثير فيها وجدان التقوى". وهكذا انقسمت القرية بعد هذا التحايل وردود الأفعال المتنوعة، إلى ثلاث فرق. فرقة متحايلة، وأخرى ناهية، وثالثة لا مع هؤلاء ولا إلى هؤلاء. بصورة أخرى، انقسم سكان القرية الواحدة إلى ثلاث أمم – كما في تفسير الظلال -: أمة عاصية محتالة. وأمة تقف في وجه المعصية والاحتيال وقفة إيجابية بالإنكار والتوجيه والنصيحة. وأمة تدع المنكر وأهله، وتقف موقف الإنكار السلبي ولا تدفعه بعمل إيجابي.. معذرة إلى ربكم (WORD). فلما لم يجد النصح، ولم تنفع العظة، وسدر السادرون في غيهم، حقت كلمة الله، وتحققت نذره. فإذا الذين كانوا ينهون عن السوء في نجوة من السوء.
فكل هذا ونحوه، من أكل المال بالباطل، فلا يحل ذلك بوجه من الوجوه، حتى ولو حصل فيه النزاع وحصل الارتفاع إلى حاكم الشرع، وأدلى من يريد أكلها بالباطل بحجة، غلبت حجة المحق، وحكم له الحاكم بذلك، فإنَّ حكم الحاكم، لا يبيح محرما، ولا يحلل حراما، إنما يحكم على نحو مما يسمع، وإلا فحقائق الأمور باقية، فليس في حكم الحاكم للمبطل راحة، ولا شبهة، ولا استراحة. فمن أدلى إلى الحاكم بحجة باطلة، وحكم له بذلك، فإنه لا يحل له، ويكون آكلا لمال غيره، بالباطل والإثم، وهو عالم بذلك. فيكون أبلغ في عقوبته، وأشد في نكاله. مَعذِرَةً إِلَى رَبِّكُم - مصطفى العدوي - طريق الإسلام. وعلى هذا فالوكيل إذا علم أن موكله مبطل في دعواه، لم يحل له أن يخاصم عن الخائن كما قال تعالى: {وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}. [تفسير السعدي- ص 88]، قال ابن حجر: وَالْمَنْدُوبُ اِجْتِنَاب مُعَامَلَةِ مَنْ أَكْثَرُ مَالِهِ حَرَامٌ [فتح الباري 4/371]. فإن قال قائل فماذا عسى ان يفعل هذا المقال أمام هذا الطوفان من المسابقات التي ملأت الحياة عن طريق وسائل الإعلام والرسائل الهاتفية؟ فأقول (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) [الأعراف:164]. والله اسأل أن يوفقني وجميع المسلمين أن يجنبنا اسباب سخطه وعقوبته والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
فمضى على ذلك ما شاء الله ، ثم إن طائفة منهم أخذوا الحيتان يوم سبتهم ، فنهتهم طائفة وقالوا: تأخذونها وقد حرمها الله عليكم يوم سبتكم ؟ فلم يزدادوا إلا غيا وعتوا ، وجعلت طائفة أخرى تنهاهم ، فلما طال ذلك عليهم قالت طائفة من النهاة: تعلمون أن هؤلاء قوم قد حق عليهم العذاب ، ( لم تعظون قوما الله مهلكهم [ أو معذبهم عذابا شديدا]) وكانوا أشد غضبا لله من الطائفة الأخرى ؟ فقالوا: ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) وكل قد كانوا ينهون ، فلما وقع عليهم غضب الله نجت الطائفتان اللتان قالوا: ( لم تعظون قوما الله مهلكهم) والذين قالوا: ( معذرة إلى ربكم) وأهلك الله أهل معصيته الذين أخذوا الحيتان ، فجعلهم قردة. وروى العوفي ، عن ابن عباس قريبا من هذا. وقال حماد بن زيد ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس: ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا) قال: ما أدري أنجى الذين قالوا: " أتعظون قوما الله مهلكهم " ، أم لا ؟ قال: فلم أزل به حتى عرفته أنهم نجوا ، فكساني حلة. معذرة الى ربكم ولاية اليمن. قال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج ، حدثني رجل ، عن عكرمة قال: جئت ابن عباس يوما وهو يبكي ، وإذا المصحف في حجره ، فأعظمت أن أدنو ، ثم لم أزل على ذلك حتى تقدمت فجلست ، فقلت: ما يبكيك يا أبا عباس ، جعلني الله فداك ؟ قال: فقال: هؤلاء الورقات.
فلما كان الغد ، أخذه فشواه فأكله ، ففعل ذلك وهم ينظرون ولا ينكرون ، ولا ينهاه منهم أحد ، إلا عصبة منهم نهوه ، حتى ظهر ذلك في الأسواق ، ففعل علانية. قال: فقالت طائفة للذين ينهونهم: ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم) فقالوا: سخط أعمالهم ( ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به) إلى قوله: ( قردة خاسئين) قال ابن عباس: كانوا أثلاثا: ثلث نهوا ، وثلث قالوا: ( لم تعظون قوما الله مهلكهم) وثلث أصحاب الخطيئة ، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم. وهذا إسناد جيد عن ابن عباس ، ولكن رجوعه إلى قول عكرمة في نجاة الساكتين ، أولى من القول بهذا; لأنه تبين حالهم بعد ذلك ، والله أعلم. وقوله تعالى: ( وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس) فيه دلالة بالمفهوم على أن الذين بقوا نجوا. و) بئيس) فيه قراءات كثيرة ، ومعناه في قول مجاهد: " الشديد " ، وفي رواية: " أليم ". القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأعراف - الآية 164. وقال قتادة: موجع. والكل متقارب ، والله أعلم. وقوله: ( خاسئين) أي: ذليلين حقيرين مهانين.
وفي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْكُوبَةِ وَالْغُبَيْرَاءِ وَقَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. قالوا معذرة الى ربكم. [رواه أبو داود في سننه 3685]، وقال الألباني صحيح في صحيح سنن أبي داود عن عبيد الله بن عمر: أنه سمع عمر بن عبيد الله يقول للقاسم بن محمد: النرد "ميسر"، أرأيت الشطرنج؟ ميسر هو؟ فقال القاسم: كل ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو ميسر. وهذا كلُّه مضادٌّ لِما خَلَق اللهُ العبادَ لأجله مِنْ تفريغِ قلوبهم لمعرفته ومحبَّته وخشيته وذكره ومناجاتِه ودعائِه والابتهال إليه فما حالَ بين بالعبد وبين ذلك ولم يكن العبد إليه ضرورةٌ بل كان ضرراً محضاً عليه كان محرماً، وقد رُوي عن عليٍّ أنّه قال لمن رآهم يلعبون بالشِّطرنج: ما لهذا خُلقتم، ومن هنا يُعلم أنَّ الميسرَ محرَّمٌ، سواء كان بِعوَضٍ أو بغيرِ عوضٍ، وأنَّ الشطرنج كالنَّرد أو شرٌّ منه لأنَّها تشغلُ أصحابَها عن ذكر الله، وعن الصَّلاةِ أكثر مِنَ النَّرد. [جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي الحديث السادس والأربعين].
لاحظ أن الفئة التي أرادت خرق السفينة، كانت لها تأويل ونظرة معينة للأمر، بحيث كان يبدو حُسن النية ظاهراً وواضحاً عند من يراقبهم، وفي الوقت نفسه، كان أفرادها معتقدين بصوابية تأويلهم أو نظرتهم. فقد كانوا يريدون ألا يشقوا على من فوقهم بكثرة ترددهم عليهم لسُقيا الماء، فجاءت فكرة خرق خشب السفينة بالأٍسفل ليستقوا منه الماء، سواء كانوا على دراية بخطورة عملهم أم لا. فهل يُتركون وإن كانت نياتهم حسنة؟. بالطبع لا يجب تركهم وتجسيد رؤيتهم الفاسدة، وإن بدت ظاهرياً طيبتها. لقد كان تأويلهم فاسداً ورؤيتهم أفسد، وذاك التأويل وتلكم الرؤية كانت لتكون سبباً في هلاكهم وغرقهم وغرق من فوقهم أيضاً، لولا ردع الآخرين لهم وصرفهم عن رؤيتهم واعتقادهم الفاسد ذاك. معذرة الى ربكم العقاب. وبالمثل، لولا قيام الفئة الناهية بإنكار عمل الفئة المحتالة بالقرية، لربما نزل عليهم العذاب أيضاً بصورة وأخرى، لولا أن رحمهم الله، ونزل العذاب على المحتالين فقط، وهو ما يفيد ضرورة القيام بواجب التبليغ والتنبيه إلى المخاطر المحدقة بأي مجتمع حين تبدأ بالظهور. لابد أن تظهر فئة آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر في كل مجتمع، تستخدم كل السبل والأدوات المتاحة في عملها، وعدم ترك المجال لأي فئة ضالة مضلة أو تعتقد بصوابية عملها وأجنداتها، تحت أي شكل من الأشكال.
[مجموع الفتاوى 1/265] وقال في قوله تعالى: {إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ} فَبَيَّنَ فِيهِ الْعِلَّتَيْنِ: إحْدَاهُمَا: حُصُولُ مَفْسَدَةِ الْعَدَاوَةِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَغْضَاءِ الْبَاطِنَةِ وَالثَّانِيَةُ: الْمَنْعُ مِنْ الْمَصْلَحَةِ الَّتِي هِيَ رَأْسُ السَّعَادَةِ وَهِيَ ذِكْرُ اللَّهِ وَالصَّلَاةُ فَيَصُدُّ عَنْ الْمَأْمُورِ بِهِ إيجَابًا أَوْ اسْتِحْبَابًا. وَبِهَذَا الْمَعْنَى عَلَّلُوا أَيْضًا كَرَاهَةَ أَنْوَاعِ الْمَيْسِرِ مِنْ الشِّطْرَنْجِ وَنَحْوِهِ فَإِنَّهُ يُورِثُ هَذِهِ الْمَفْسَدَةَ وَيَصُدُّ عَنْ الْمَأْمُورِ بِهِ. [مجموع الفتاوى20/194] عن قتادة قال كان الرجل في الجاهلية يقامِر على أهله وماله فيقعد حَرِيباً سليباً ينظر إلى ماله في يَدَي غيره، فكانت تُورِث بينهم عداوة وبغضاءَ فنهى الله عن ذلك وقدَّم فيه والله أعلم بالذي يصلح خلقه. [تفسيرالطبري10/573].
كما أنها من الاستراتيجيات التي تساعد الطالب على التعرف على المخرجات اللغوية. وتساهم في منح الطالب فرصته في تقييم ذاته. تساعد على مشاركة الطالب في الأمور التعليمية بشكل مختلف. تزيد من معدل الثقة بالنفس لدى الطلاب، وذلك من خلال تشجيعه على تحمل المسؤولية في صياغة الأسئلة والبحث عن حلول. كما أنها تساعد على تعزيز العمل التعاوني بين الطلاب وبعضهم البعض من خلال لغة الحوار التي يكتسبها الطلاب، بالإضافة إلى التحاور ما بين الطلاب والمعلم أيضًا. كيفية تطبيق استراتيجية الأصابع الخمسة ويمكن استخدام استراتيجية الأصابع الخمسة، أو كما يطلق عليها لماذا وماذا، وذلك من خلال تطبيقها من قبل المعلم مع الطلاب، وذلك حتى يسهل على الطالب تعلمها، والتعرف على الهدف منها وطريقة تطبيقها، ويتم تطبيقها من خلال اتباع الخطوات الآتية: يجب أن يتم إعداد مجموعة من الرسومات، والتي تأخذ الشكل العام لكف اليد. استراتيجية الأصابع الخمسة وكيف تعلمها لأطفالك - الشاهين الإخباري. يتم كتابة كافة الأدوات الخاصة بالاستفهام الخمسة، والتي تكون موزعة على الأصابع. يتم كتابة الملخص الخاص بالدرس على منطقة كف اليد. كما أنه لا بد من العمل على تقسيم الطلاب إلى مجموعات، بحيث يكون عدد الطلاب في كل مجموعة هو خمسة.
12 فبراير، 2021 تعليم جديد 432 زيارة كتب – الهام جميل إبو حسن مقدمة يعتبر المعلم عنصراً محورياً في المنظومة التعليمية، وذلك نظراً للارتباط الوثيق ما بين مخرجات التعليم النوعية واستراتيجيات وأساليب التدريس، حيث تعتمد نتاجات التعليم على الخدمة المقدمة للطلاب من قبل المعلم وأسلوبه المتبع في تحقيق الأهداف التعليمية التعلمية، وتنمية قدرات الطلبة إلى أعلى المستويات والتي تمكنهم من مواجهة الحياة، والاعتماد على أنفسهم. ومهما تطورت الحياة التي نعيشها، وغزى التقدم التكنولوجي والتقني العملية التعليمية فإن هذا لا يلغي دور المعلم ومكانته الهامة في تللك المنظومة، لذلك لابد من السعي دائماً إلى تطوير المعلم من جميع الجوانب سواء الجانب المهني أو الأكاديمي، وإكسابه العديد من المهارات التي تمكنه من الارتقاء بالعملية التعليمية ولن يتحقق ذلك إلا من خلال توظيف العديد من الاستراتيجيات الفاعلة، ومتابعة كل ما هو جديد في عالم التربية من أجل النهوض بواقعنا التعليمي، وسوف تعطي الباحثة هنا لمحة موجزة حول استراتيجية الأصابع الخمسة، وكيفية تطبيقها في الموقف التعليمي، والتي قد تستخدم منفصلة، أو يمكن دمجها مع عدة استراتيجيات أخرى.
يعتبر التعليم أساس بناء المجتمعات والدول، ولهذا تعمل جل الحكومات على تطوير منظوماتها التعليمية بضخ أموال طائلة قد تصل للمليارات وذلك من أجل بناء الإنسان السوي الصالح القادر على النهوض بوطنه وأمته، هذا البناء الذي يتطلب تحسين وتجويد العملية التعليمية بما يتماشى مع الرؤى الحديثة في مجال التربية والتعليم والتي تجعل من المتعلم هو المحور الأساس في العملية التعليمية، وذلك بخلق استراتيجيات تعليمية فعالة، تجعل الأستاذ يؤدي دوره في أداء الرسالة التعليمية والتربوية على أفضل وجه. ومن بين الإستراتيجيات الحديثة المعتمدة في مجال التعليم هي "استراتيجية الأصابع الخمسة" التي تسعى إلى اكساب الطلاب والمتعلمين عدة مهارات أساسية، فما هي هذه الاستراتيجية؟ وما هي تطبيقاتها؟ تعريف استراتيجية الأصابع الخمسة استراتيجية الأصابع الخمسة أو بالإنجليزية Five Fingers Strategy هي عبارة عن استراتيجية تعليمية يعمل من خلالها الأستاذ على مساعدة المتعلمين على اكتساب أكثر من مهارة مثل الاستماع والتنبؤ والتلخيص والاستنتاج والتوصل إلى الدروس المتسفادة من المادة التعليمية مثل نص أو حكاية... بالإضافة إلى العديد من المهارات العقلية الأخرى.