والحِكمةُ في كَونِ البيِّنةِ على المُدَّعِي واليمينِ على المُدَّعَى عليه: أنَّ جانِبَ المُدَّعِي ضَعيفٌ؛ لأنَّه يقولُ خِلافَ الظَّاهرِ، فكُلِّفَ الحُجَّةَ القَوِيَّةَ، وهي البيِّنةُ، وهي لا تَجلِبُ لِنفْسِها نفْعًا ولا تَدفَعُ عنها ضَررًا، فيُقَوَّى بها ضَعْفُ المُدَّعِي، وجانِبُ المُدَّعى عليه قويٌّ؛ لأنَّ الأصلَ فَراغُ ذِمَّتِه، فاكْتُفِيَ فيه بحُجَّةٍ ضَعيفةٍ، وهي اليمينُ؛ لأنَّ الحالِفَ يَجلِبُ لِنفْسِه النَّفعَ ويَدفَعُ عنها الضَّررَ، فكانَ ذلك في غايةِ الحِكمةِ.
ومن هذا المنطلق أورد الإمام النووي رحمه الله هذا الحديث ، ليكون أصلا في باب القضاء بين الناس ، إذ هو منهج يجب أن يسير عليه كل من أراد أن يفصل بين خصومات الناس ، ليعود الحق إلى نصابه وأهله ، ويرتدع أصحاب النفوس المريضة عن التطاول على حقوق غيرهم. إن هذا الحديث يبيّن أن مجرد ادعاء الحق على الخصم لا يكفي ، إذا لم تكن هذه الدعوى مصحوبة ببينة تبين صحة هذه الدعوى ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لكن البيّنة على المدّعي). وتعريف البيّنة: اسم جامع لكل ما يظهر الحق ويبيّنه ، وعلى هذا فهناك أمور كثيرة يصدق عليها هذا المعنى ، فمن ذلك: الشهود ، فعندما يشهد الشهود على حق من الحقوق فإن ذلك من أعظم البراهين على صدق المدّعي ، ومن هنا أمرنا الله بالإشهاد في الدَّيْن حفظا لهذا الحق من الضياع فقال: { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى} ( البقرة: 282). ومن البينات أيضا: إقرار المدعى عليه ، وهو في الحقيقة من أعظم الأدلة على صحة الدعوى ، كما ذكر ذلك الفقهاء ، ومن هذا الباب أيضا: القرائن الدالة على القضية ، وفهم القاضي للمسألة باختبار يجريه على المتخاصمين ، إلى غير ذلك من أنواع البيّنات.
أوجد رجال الدين الكثير من الروايات حول هذا الحديث الشريف. من اهم روايات الحديث الشريف ما رواه عقبة بن عامر عن الحديث. وهو" من صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ باعدَ اللَّهُ منهُ جَهَنَّمَ مَسيرةَ مائةِ عامٍ". كما قام علماء الدين بتناول ما رواه أبي سعيد الخدري المتعلق بمن صام يوما في سبيل الله وهي ″من صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ باعدَ اللَّهُ بذلِكَ اليومِ النَّارَ من وجْهِهِ سبعينَ خريفًا". تفسير حديث من صام يوما في سبيل الله نظراً لتعدد الروايات عن أهمية من صام يوما في سبيل الله يجب أن نقوم بشرح وتناول العديد من تفسيرات هذه الروايات. والتي تشرح أهمية وضرورة الصيام في سبيل الله. تمكن الروايات من توضيح أن الصيام في سبيل الله عز وجل. لا يشترط أن يتم فقط في الجهاد بل يتم من أجل الحصول على أجر وثواب عظيم أيضا. كما يوجد الكثير من الأجور التي يحظى بها من صام يوما في سبيل الله ومن هذه الأجور مغفرة ذنوب الصائم لوجه الله عز وجل. من صام يوما في سبيل الله جعل الله عز وجل باعد الله بينه وبين النار. قام العلماء بتوضيح أن هذا الأجر يفوق الفرق بين الأرض والسماء أي أنه أجر وثواب عظيم. اقرأ من هنا عن: هل تعلم عن الصلاة والصوم؟ خطبة حول الصيام في سبيل الله أجريت الكثير من الخطب حول أهمية الصيام في سبيل الله عز وجل وذلك للتشجيع على القيام بالصيام لوجه الله عز وجل.
نشر في: الثلاثاء 5 أبريل 2022 - 4:28 م | آخر تحديث: أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها مفاده: «هل الصوم في شدة الحر له ثواب أكبر من الصوم في الأيام العادية؟»، قائلة إن الصوم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، فمن صام لله يومًا واحدًا إيمانًا واحتسابًا باعده الله عن النار سبعين سنة. وأضافت عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مساء الثلاثاء، «فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» أخرجه البخاري). وتابعت: «فإذا كان في الصيام مشقة لطول اليوم وشدة حرٍّ فإن ثوابه يكون أعظم، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: (إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ) سنن الدارقطني».
(من صام يومًا في سبيل اللهِ، باعَد الله وجهَه عن النار سبعين خريفًا) الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين، وبعد: من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهم أعمالًا وأقوالًا هي لهم وقاية من عذابه، كما هو في سائر العبادات القولية والعملية، ومن ذلك الصيام، فإن الصيام من أعظم الأعمال التي يتقي بها المسلمُ عذابَ الله تعالى، وحيث كان الأمرُ كذلك، فعلينا معاشر الإخوة الكرام التعرفُ على جُنة الصيام للمحافظة عليها من الخروقات التي تُضعفها أو تُبطلها، وسيكون الحديث في هذا من خلال عشر وقفات في هذا الموضوع. الوقفة الأولى: الصيام من أعظم الأسباب للوقاية من النار؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام يومًا في سبيل الله، باعَد الله وجهَه عن النار سبعين خريفًا)؛ رواه مسلم. فيا بشراكم أيها الصائمون بذلك، ولأجل هذا ينبغي للمسلم أن يستكثر من تلك الوقاية، من صيام النفل، فالبعض من الناس لا يعرف من الصيام إلا الفرض، فأين هؤلاء من هذا الحديث وأمثاله، وما هي إلا سُويعات معدودات، وينتهي ذلك اليوم، خصوصًا في فصل الشتاء، فما أحرانا أيها الإخوة الكرام بالاستكثار من ذلك لوقاية أنفسنا من عذاب الله تعالى!
[١٥] نَيْل فرحتَين؛ فرحة حين يُفطر، وفرحة حين يلقى ربّه، أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ). [١٦] نيل الدرجات الرفيعة في الجنّة، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ في الجنَّةِ غُرفًا تُرَى ظُهورُها من بطونِها وبطونُها من ظُهورِها فقامَ أعرابيٌّ فقالَ لمن هيَ يا رسولَ اللَّهِ فقالَ لمن أطابَ الكلامَ وأطعمَ الطَّعامَ وأدامَ الصِّيامَ وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ). [١٧] عبادة الصيام يُعَدّ الصيام عبادةً من العبادات التي يتقرّب بها العبد من الله -تعالى-؛ إذ لا يطّلع على الصائم إلّا الله، فيُحقّق الصيام بذلك العبوديّة لله -تعالى- بأعلى درجاتها، ويفوز بمَحبّته، ونصره، ومعونته، وتجدر الإشارة إلى أنّ العبوديّة هي المقصد من الخَلق، قال -عزّ وجلّ-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ، [١٨] وتتحقّق العبوديّة بتمام الخضوع والذلّ لله، مع مَحبّته. [١٩] المراجع ↑ سورة البقرة، آية: 183. ^ أ ب ت عبدالعزيز آل الشيخ، "شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 25-3-2020.
عن أبي سعيد الخدري(رضي الله عنه)قال:قال رسول الله(صلي الله عليه وسلم):ما من عبد يصوم في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا. (رواه البخاري ومسلم والنسائي في الصوم).