ولكن لم يرد ما هو ثابتٌ في السّنة النّبوية الشّريفة بأن تحرير فلسطين مرتبط قيام الساعة، وإنَّما الثابت أنَّه من علامات الساعة هو فتح بيت المقدس ولكن لم يحدّد الزّمن، بالإضافة إلى أنّ الثّابت عمّن سيحرر فلسطين وبيت المقدس سيكونون أبعد ما يكون عن المعاصي ويلتّفون حول أحكام القرآن والسّنة النّبيويّة والله أعلم.
حياكم الله السائل الكريم، ونسأل الله أن يرزقنا صلاة في المسجد الأقصى، بدايةً إنّ لفلسطينَ مكانةٌ مميزة في تاريخ وحاضر المسلمين، وهذه المكانة لوجود المسجد الأقصى فيها، فهو مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام، أمّا بالنسبة لسؤالك، فنجيب عليه بأحاديث رسولنا الكريم، وهي: عن أبي هريرة -رضي الله عنه أنّ النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى تقُاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي تعال يا مسلم هذا يهوديّ ورائي فاقتله) ، "أخرجه البخاري" وفي الحديث لم تُذكر فلسطين بالتّحديد، لكنّها تدخل في المعنى العام. تحرير فلسطين من علامات الساعه الصغري والكبري. عن عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ( أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وهو في قُبَّةٍ مِن أَدَمٍ، فَقالَ: اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ.. ) ، "أخرجه البخاري" وهذه بشارة تحقّقت بفتح بيت المقدس في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. وفي الحديث الأول بشارة بأنّ فلسطين ستُحرّر قبل قيام الساعة، ومعلوم أنّ فلسطين مرّت بأزمات وحروب عديدة، وهي أرض الحشد والرباط، فقد وقعت فيها وقعت معركة اليرموك، وهي من أهمّ المعارك في تاريخ الدولة الإسلامية؛ لأنها كانت بداية للفتوحات خارج الجزيرة العربية.
(109) * * * وأنكر بعضهم اعتلالَ من اعتلّ في ذلك بـ " ذي الثدية " ، وقالوا: إنما أدخلت " الهاء " في " ذي الثدية " ، لأنه أريد بذلك القطعة منَ الثَّدْي، كما قيل: " كنا في لحمة ونَبيذة " ، يراد به القطعة منه. وهذا القول نحو قولنا الذي قلناه في ذلك. * * * وأما قوله: " اسمهُ المسيح عيسى ابن مريم " ، فإنه جل ثناؤه أنبأ عباده عن نسبة عيسى، وأنه ابن أمّه مريم، ونفى بذلك عنه ما أضاف إليه الملحدون في الله جل ثناؤه من النصارى، من إضافتهم بنوّته إلى الله عز وجل، وما قَرَفَتْ أمَّه به المفتريةُ عليها من اليهود، (110) كما:- 7063 - حدثني به ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: " إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين " ، أي: هكذا كان أمرُه، لا ما يقولون فيه. جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة. (111) * * * وأما " المسيح " ، فإنه " فعيل " صرف من " مفعول " إلى " فعيل " ، وإنما هو " ممسوح " ، يعني: مَسحه الله فطهَّره من الذنوب، ولذلك قال إبراهيم: " المسيح " الصدّيق... (112) 7064 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم مثله.
7067 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: " وجيهًا " ، قال: وجيهًا في الدنيا والآخرة عند الله. (115) * * * وأما قوله: " ومِنَ المقرّبين " ، فإنه يعني أنه ممن يقرِّبه الله يوم القيامة، فيسكنه في جواره ويدنيه منه، كما:- 7068 - حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " ومن المقربين " ، يقول: من المقربين عند الله يوم القيامة. 7069 - حدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: " ومن المقرّبين " ، يقول: من المقربين عند الله يوم القيامة. 7070 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع مثله. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 45. * * * ------------------------ الهوامش: (104) انظر معنى "التبشير" فيما سلف في هذا الجزء: 369 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك. وكان في المطبوعة هنا "من خير". وفي المخطوطة غير منقوطة ، وصوابه ما أثبت. (105) ما بين القوسين زيادة لا يستقيم الكلام إلا بها. (106) الكناية: الضمير ، كما سلف مرارًا ، وهو من اصطلاح الكوفيين. (107) انظر ما سلف 2: 210 / ثم هذا الجزء: 362 ، 363 ، ومواضع أخرى. (108) خبر ذي الثدية مشهور معروف ، انظر سنن أبي داود "باب قتال الخوارج" 4: 334-338.
إنّ الصّدقة دواء للأبدان من عللها وأسقامها كما هي دواءٌ للنّفوس من آفاتها وشرورها. فوائد الصّدقة في الآخرة إنّ الصّدقة هي سببٌ من أسباب دخول الجنّة واجتناب النّار، فقد جعل الله سبحانه وتعالى للمتصدّقين والمتصدّقات بابًا خاصًّا يدخلون منه اسمه باب الصّدقة. جريدة الرياض | قيمة الدراسة في رمضان. إنّ الصّدقة هي ظلّ المسلم المتصدّق يوم القيامة، ففي الحديث الشّريف عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام إنّ المسلم في ظلّ صدقته حتّى يقضى الله بين النّاس. إنّ المتصدّقين هم من أصناف النّاس الذين يظلّهم الله تعالى بظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه.
وقيمة الدنيا بالنقد: بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال جابر - رضي الله عنه - مرَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِجَدْيٍ أسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فَأخَذَ بِأذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أيُّكُمْ يحب أنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟» فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: «أتُحِبُّونَ أنَّهُ لَكُمْ؟» قَالُوا: وَاللهِ! لَوْ كَانَ حَيّاً كَانَ عَيْبًا فِيهِ؛ لأنَّهُ أسَكُّ، فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ فَقَالَ: «فَوَاللهِ! لَلدُّنْيَا أهْوَنُ عَلَى اللهِ، مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ» أخرجه مسلم (2). الفوز في الدنيا والآخرة - طريق الإسلام. وقيمة الدنيا بالوزن: بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ» أخرجه الترمذي (3). وقيمة الدنيا بالكيل: بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ (وَأشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ) فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ» أخرجه مسلم (4). أما قيمة الدنيا الزمنية: فقد بينها الله عزَّ وجلَّ بقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38)} [التوبة: 38].
6 ـ قومي بعملية تنافس وتحدٍّ بينك وبين زميلاتك في العمل أو في الدراسة، فهذا التحدي أيضاً له مفعول قوي على شحذ الهمة وطرد الملل، وبث روح الحماسة والنشاط لديك. أما على مستوى التنمية الروحية فأنصحك: 1- كثرة الاستغفار، والالتزام بأوراد الصباح والمساء. 2- الالتزام بمجلس علم، واتخاذ رفقة صالحة تأخذ بيدك وتعنيك على التقرب من الله -سبحانه وتعالى-. 3- الإكثار من الصدقات، وتقديم العون والمساعدة لمن يحتاج، فدعوة في ظهر الغيبة ممن قدمت لهم المساعدة، وأدخلت السرور إلى قلوبهم تفتح لك من أبواب الرزق المعنوية ما لا تتوقعين. الصحبة السيئة تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة. 4- التوكل على الله، والإلحاح بالدعاء، وتحري ساعات الإجابة، والصلاة في الليل، قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِين*وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)، لاحظي كيف ربط الله تحقيق الكثير من الأهداف من الرزق الواسع ونزول الغيث وحتى الوصول إلى الجنات والأنهار بكثرة الاستغفار. أسأل الله أن يرزقك من خيري الدنيا والآخرة، وأن يلهمك سبل النجاح والتميز والتفوق، ويبلغك ما تتمنين، إنه سميع قريب مجيب.
إن جميع ما أوتيه الخلق من الذهب والفضة، والطير والحيوان، والأمتعة والنساء، والبنات والبنين، والمآكل والمشارب، والجنات والقصور، وغير ذلك من ملاذ الدنيا ومتاعها، كل ذلك متاع الحياة الدنيا وزينتها، يتمتع به العبد وقتاً قصيراً، محشواً بالمنغصات، ممزوجاً بالمكدرات، ويتزين به الإنسان زماناً يسيراً للفخر والرياء، ثم يزول ذلك سريعاً، ويعقب الحسرة والندامة: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)} [القصص: 60]. فما عند الله من النعيم المقيم، والعيش الهني، والقصور والسرور خير وأبقى في صفته وكميته، وهو دائم أبداً. فهل يستفيد الإنسان من عقله؟ ليعلم أي الدارين أحق بالإيثار؟.. وأي الدارين أولى بالعمل لها؟. فإذا كان العقل سليماً، والقلب صافياً، آثر الآخرة على الدنيا، وما آثر أحد الدنيا إلا لنقص في عقله: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)} [القصص: 61]. فهل يستوي مؤمن ساع للآخرة سعيها، قد عمل على وعد ربه له بالثواب الحسن الذي هو الجنة، وما فيها من النعيم العظيم، فهو لاقيه بلا شك؛ لأنه وعد من كريم صادق الوعد، لعبد قام بمرضاته، وجَانَبَ سخطه؟.