نظرات إيمانية في معنى - تهادوا تحابوا في زمان طغت فيه المادة وتغلبت فيه المصلحة.. وأصبح التعامل فيه بلغة الأرقام.. وعندك وعندي.. ولك وعليك.. جاء حديث النبي الكريم ليصحح لنا الأوضاع ويرسم لنا المعالم على أسس قويمة وقواعد صحيحة جاء ليقول لنا: المادة ليست كل شيء بل هي جزء من شيء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: "تَهَادُوْا تَحَابُّوا" رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): " تهادوا تحابوا".. إنهما كلمتان لا ثالث لهما ولكنهما حويا الدرر بأنواعه.. والذهب بلمعانه.. والفضة ببريقها. لقد حوت الكلمتان الشرط وجوابه.. والعمل وجزاؤه.. والبذرة والثمرة.. والفعل ورد الفعل. فأروني بالله عليكم بيانا أبين من هذا البيان وإجمالا ً أجمل من هذا الإجمال فهيا نبحر في بحر المعاني لننال شرف المحاولة: لقد عبر الحديث بالفعل المضارع في فعل الشرط وجوابه.. والذي يدل على التجدد والاستمرار وكأن المطلوب ليس الهدية مرة واحدة.. حديث عن الهدية - ووردز. ثم نغلق باب الهدايا.. وإنما المطلوب المداومة على كل حال وفى كل مجال. فالهدية لا ترتبط بزمان دون زمان ولا مكان دون مكان.. إنما هي مرتبطة بمقتضى الحال.. ولو خلا زمان من التهادي لخلا من المحبة.. وانظر إلى المجتمع الغربي الذي طغت فيه المادة فأصبح التعامل مثلا بمثل لا مجال فيه للفضل أو التهادي.. فأصبح قلبه مثل الآلات التي يصنعونها.
ـ وقال ابن حجر: "وفي الحديث ـ حديث أبى حُمَيْد الساعدى عن ابن اللتبية – من الفوائد أن الإمام يخطب في الأمور المهمة، واستعمال أما بعد في الخطبة كما تقدم في الجمعة، ومشروعية محاسبة المؤتمن.. حديث شريف تهادوا تحابوا. ، ومنع العمال من قبول الهدية.. وفيه: أن من رأى متأولا أخطأ في تأويل يضر من أخذ به أن يشهر القول للناس ويبين خطأه ليحذر من الاغترار به، وفيه: جواز توبيخ المخطيء واستعمال المفضول في الإمارة والإمامة والأمانة مع وجود من هو أفضل منه، وفيه: استشهاد الراوي والناقل بقول من يوافقه ليكون أوقع في نفس السامع وأبلغ في طمأنينته". وقال المهلب: "حديث الباب (أي حديث ابن اللتيبة) أصل في محاسبة المؤتمَن، وأن المحاسبة تصحيح أمانته، وأن سبب محاسبته ما وجد معه من جنس مال الصدقة وادعى أنه أهدي إليه". تمر السنون والأعوام، وتظل السيرة النبوية بأحداثها ومواقفها نبراساً يضيء لنا الطريق في التربية والإصلاح، والأمن والأمان، للأفراد والمجتمعات، والمتأمل فيها يرى فقه النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة النفوس، وحكمته في تربيتها، ورفقه في إصلاح أخطائها، وعلاج ما بها من خلل، ومن هذه الأحداث والمواقف: موقفه صلى الله عليه وسلم مع ابن اللتبية رضي الله عنه الذي استعمله على صدقات بني سليم ومحاسبته، ونصحه له وللأمة مِن بعده.
ولو فكرت قليلا ًلوجدت نفسك أنت الفائز.. فأنت أخرجت من جيبك دراهم معدودة وكنت فيها من الزاهدين فإذا بك تأسر القلوب بهذه الدراهم وتملك النفوس والقلوب وصدق الشاعر في قوله: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فلطالما استعبد الإحسان إنسانا 6 – ويالعظمة الفصاحة والبيان فلفظة التهادي اشتقت من الهداية.. ولعل ذلك إشارة إلى أن الهدية طريق الهداية. فكم من دعاة إلى الله كسبوا قلوب البشر بهدية يسيرة فسلكوا طريق الهداية من أثر هدية.. فسبحان من جعل مباني الكلمات المتقاربة معانيها متقاربة وليعلم الدعاة إلى الله أن لكل قلب مفتاح لا يفتح إلا به.. فهذا مفتاحه هدية مادية ثمينة.. وذاك مفتاحه شهادة تقدير.. والأخر هديته الثناء عليه وسط الناس.. وبعض الناس تكفيه الابتسامة فهي له أعظم هدية.. ولله في خلقه شؤون. 7 -لا خسارة في الهدية أبدا.. تهادوا تحابوا ترجمة - تهادوا تحابوا الإنجليزية كيف أقول. فمن أهدى أهدى إليه.. ولكن بشرط أن تقدم هديتك بدون انتظار الأجر من العباد.. ولكن من رب العباد. ويحضرنى هنا هدية من جارية الحسين بن على حيث أهدته عودا من الريحان.. فقال لها اذهبي فأنت حرة لوجه الله. فقيل له يا ابن بنت رسول الله أتعتقها من أجل عود ريحان. فقال سيد شباب أهل الجنة لقد تذكرت قول الله تعالى "وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا " النساء.. فلم أجد أحسن من عود الريحان إلا عتقها.
1355 - ( 4) حديث: " { لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة}متفق عليه من حديث أبي هريرة. [ ص: 154] ( تنبيه): فرسن الشاة ظلفها وهو في الأصل خف البعير فاستعير للشاة ونونه زائدة.
AliExpress Mobile App Search Anywhere, Anytime! مسح أو انقر لتحميل