حديث عهد بربه - YouTube
وقوله: "حديثُ عهدٍ بربِّه"؛ يستفاد منه فائدة في أصول الدِّين: وهو تجدُّد فِعل الله -عزَّ وجلَّ-، وأن اللهَ -عزَّ وجلَّ- يفعل ما يشاء، والفِعل -هنا- المُتجدد بالنسبة إلى المفعول؛ يعني: خلقُه لهذا الشيءِ الجديد غيرُ خلقه لهذا الشَّيء القديم. أمَّا أصل الصِّفة (وهي الخلق)؛ فهي قديمة، لازمة لله -عزَّ وجلَّ-، لم يزل ولا يزالُ خلَّاقًا؛ لكنْ: لا شكَّ أنه يخلقُ الولدَ بعد خلق أبيه، أليس كذلك؟ ويأتي الليل بعد النهار، والنهار بعد الليلة السابقة، وكل ذلك مخلوق يتجدَّد. فيستفاد منه: قيام الأفعال الاختيارية بالله -عزَّ وجلَّ-، وهذا هو الذي عليه أهل السُّنة والجماعة، وإن كان الأشاعرة وكثير من المتكلِّمين يُنكرون هذا، ويقولون: إنه لا يمكن أن تقوم بالله أفعالٌ اختياريَّة؛ لماذا؟ قالوا: لأنَّ الفعل الحادث لا يقومُ إلا بحادِث، والله -عزَّ وجلَّ- ليس بحادث، فهو الأول الذي ليس قبلَه شيء! ولا ريبَ أن هذا التعليل لا أقول: إنه عليل؛ لكني أقول: إنه ميِّت! كيف ننكرُ ما جاء في الكتابِ والسُّنة مِن ثبوت الأفعال الاختياريَّة الكثيرة التي أثبتها اللهُ لنفسِه، والتي عبَّر عنها بقولِه: إن ربكَ فعال لما يُريد (فعَّال): صيغة مبالغة.. حديث إنه حديث عهد بربه. مِن أجل حُجَّة ضعيفة!
هديُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عندَ نُزولِ الأمطارِ أما بعد: فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى بفعلِ أوامرهِ واجتنابِ مناهيهِ، وتَحبَّبُوا إليهِ بذكرِ آلائهِ وأياديهِ، وتأمَّلُوا نعْمَتَهُ بهذا الغيثِ الذي تابَعَهُ عليكُم فأحيا الأرضَ بعدَ موتِها ( كَذَلِكَ النُّشُورُ). إن الذي نشَرَ هذهِ الرحمةَ لكُم هو ربُّكُمُ الكَريمُ، وإن الذي بَسَطَ هذا الخيرَ هو الجَوَادُ الرَّحيمُ، وإن الذي أحيا الأرضَ بعد موتِها هو الْمُقْتدرُ العظيمُ، ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [فصلت: 39]، واهتَدُوا بهدي نبيِّكُم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عند نُزولِ الأمطارِ.
رواه مسلم. وكان صلى الله عليه وسلم إذا اشتد المطر قال: ( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والظراب ، وبطون الأودية ، ومنابت الشجر) رواه البخاري. أما الدعاء عند سماع الرعد: فقد ثبت عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: " أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث ، وقال: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته {، ثم يقول: إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض ". رواه البخاري ومالك في "الموطأ" وصحح إسناده النووي والألباني. ولا نعلم فيه شيئا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وكذا ، لم يثبت شيء من الأذكار أو الأدعية عن النبي صلى الله عليه وسلم عند رؤية البرق فيما نعلم ، والله أعلم. ثانيا: وقت نزول الغيث هو وقت فضل ورحمة الله من الله على عباده ، وتوسعة عليهم بأسباب الخير ، وهو مظنة لإجابة الدعاء عنده. وقد جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء ، وتحت المطر). رواه الحاكم والطبراني وصححه الألباني والدعاء عند النداء: أي وقت الأذان ، أو بعده. هديه عليه الصلاة والسلام عند هطول المطر ومعنى إنه حديث عهد بربه وحكم الاستشفاء بالمطر - هوامير البورصة السعودية. وتحت المطر: أي عند نزول المطر. والله أعلم.
رابعاً: من هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الحثُّ على الدُّعاءِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ( اثنتانِ لا تُردَّانِ أو قلَّ ما تُردَّانِ: الدُّعاءُ عندَ النداءِ، وعندَ البأسِ حينَ يَلتحمُ بعضُهُم بعضاً) رواه ابن خزيمة وصحَّحه النووي ، وفي روايةٍ: (وتَحْتَ الْمَطَرِ) رواه الحاكم وحسنه ابن حجر. وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (اطْلُبُوا إجابَةَ الدُّعاءِ عندَ الْتِقَاءِ الجُيُوشِ، وإقامةِ الصَّلاةِ، ونُزُولِ الغَيْثِ) رواه الشافعي بسند ضعيف، وحسنه الألباني بشواهده، وقالَ الشافعيُّ: (وقَدْ حَفِظْتُ عن غيرِ واحدٍ طَلَبَ الإجابةِ عندَ نُزُولِ الغَيْثِ، وإقامةِ الصَّلاةِ) انتهى. خامساً: من هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الدُّعاء عند سماع صوت الرعد والصواعق ، فعن ابن عمر (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ والصواعِقِ قالَ: اللَّهُمَّ لا تَقْتُلْنا بغَضَبكَ، ولا تُهْلِكْنا بعذابكَ، وعافنا قبلَ ذلِكَ) رواه الترمذي وحسنه الحافظ العراقي. حديث عهد بربه | موقع البطاقة الدعوي. و عن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ (أنهُ كانَ إذا سَمِعَ الرعدَ تَرَكَ الحديثَ، وقالَ: سُبْحَانَ الذي يُسبِّحُ (الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ)، ثُمَّ يقولُ: إنَّ هذا لَوَعِيدٌ لأهلِ الأرضِ شديدٌ) رواه مالك وصحَّحه النووي.