﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [ غافر: 44] سورة: غافر - Ghāfir - الجزء: ( 24) - الصفحة: ( 472) ﴿ "And you will remember what I am telling you, and my affair I leave it to Allah. Verily, Allah is the All-Seer of (His) slaves. وافوض امري الي الله محمد تفسير الشعراوى. " ﴾ فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة غافر Ghāfir الآية رقم 44, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب. السورة: رقم الأية: فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى: الآية رقم 44 من سورة غافر الآية 44 من سورة غافر مكتوبة بالرسم العثماني ﴿ فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ ﴾ [ غافر: 44] ﴿ فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ﴾ [ غافر: 44]
يا سبحان الله! – فيوسف أبوه يحبه، وهو شيء جميل، فتكون نتيجة هذا الحب أن يُلقى في غيابات الجب، شيء فظيع. وشئ فظيع أن يكون يوسف خادم صغير في بيت عزيز مصر، فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز! شيء رائع. ومن بعد هذة الروعة تكون نهايته أن يدخل يوسف السجن! ثم أن دخول السجن شيءٌ بَشِع، فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر! الهدف من ذلك: – أن تنتبه أيها المؤمن، إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك، فلا تشغل نفسك به ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء، وفق عِلمه وحِكمته. – فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط ولم تفهم الحكمة منها، فلا تيأس ولا تتذمَّر، بل ثِق في تدبير الله، فهو مالك هذا المُلك وهو خير مُدبِّر للأمور. فوائد في قوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله}. كما يفيد ذلك: – أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته العذاب أو العكس. يوسف الإنسان الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح. – ليقول لنا: إن يوسف لم يأتِ بمعجزات، بل كان إنساناً عاديَّاً ولكنه اتَّقى الله فنجح! هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس. – قال الله تعالى: *فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوا نَجِيَّا (الآية ٨٠). *ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون (الآية ٨٧).
وذكرنا الكلام على هذا سابقًا، إنسان أذنب وأساء في حق الله وتعدى وظلم، ثم يقول: يا رب، أنا تبت إليك، وينيب ويندم، فالله يفرح بتوبته أعظم من فرح ذلك الإنسان الذي في فلاة من الأرض، وضاعت عليه راحلته، ثم استسلم للموت، ونام تحت شجرة، فوجدها عند رأسه، كيف يفرح؟، فقال: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح، هل هناك أحد من أهل الدنيا يفرح باعتذار المسيء له -اعتذار المخطئ- من الجناية في حقه، مثل هذا الفرح؟، أبدًا. الجيد منا -أيها الأحبة- هو الذي يقبل الاعتذار، ويقول ربما على إغماض: عفوت عنك، وأنت في حل، لكن فرح شديد بالتوبة، فرح شديد بالإنابة، والاعتذار من الخطأ، والإساءة هذا لا يوجد عند أهل الدنيا، حتى الوالد مع ولده، إذا جاء الولد يعتذر من خطأ، أو نحو ذلك، لربما ما يقبل منه، ولربما يقبل على إغماض، ويشيح بوجهه لئلا يرى الولد تقاسيم وجهه، لربما يجد علامات من الرضا لا يريد أن يظهرها للولد، فيشيح عنه بوجهه. الله أعظم فرحًا بتوبتنا -وهو الغنيّ الغِنى الكامل- من هذا الإنسان الذي في أشد الحالات اضطرارًا، حينما ضاعت راحلته، فوجدها بعد أن استسلم للموت، من شدة الفرح ما يدري ما يقول، يريد أن يقول: اللهم أنت ربي وأنا عبدك، قال: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك.
فالى الاحبة من تابع الدرس.. نقول.. تمعن جيدا.. افهم.. و منثم اتبع.... والله المستعان
حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا تموت، والجن والإنس يموتون؛ متفق عليه.