وقد قال افلاطون: ان الفضائل تختلف باختلاف طبقات المجتمع، فإذا كانت العفة فضيلة العمال، والشجاعة فضيلة الجنود، والحكمة فضيلة الحكام، فان المجتمع الفاضل هو المجتمع العادل، الذي تتحقق فيه جميع الفضائل الانسانية في وزن واحد من الاتساق. وقد فرقوا في القرون الوسطى بين الفضائل الاخلاقية ( morales Vertus)، وهي الفضائل الاربع التي ذكرناها، وبين الفضائل الدينية او اللاهوتية ( Vertus theologales) وهي الايمان، والرجاء، والمحبة. والفضيلة السياسية عند (مونتسكيو) ايثار المنفعة العامة على المنفعة الخاصة. كتب virtue my people - مكتبة نور. والفاضل ( Vertueux) هو المتصف بالفضيلة. (المعجم الفلسفي ـ الجزء الاول والثاني)
ولهذه المعاني وغيرها لا يختلف المسلمون في مشروعية الزواج، وأن الأصل فيه الوجوب لمن خاف على نفسه العنت والوقوع في الفاحشة، لا سيما مع رقة الدين، وكثرة المغريات، إذ العبد ملزم بإعفاف نفسه، وصرفها عن الحرام، وطريق ذلك: الزواج. ص15 - كتاب حراسة الفضيلة - الفصل الأول في ذكر عشرة أصول للفضيلة - المكتبة الشاملة. ولذا استحب العلماء للمتزوج أن ينوي بزواجه إصابة السنة، وصيانة دينه وعرضه، ولهذا نهى الله سبحانه عن العَضْلِ، وهو: منع المرأة من الزواج، قال الله تعالى: {ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن} [البقرة: ٢٣٢]. ولهذا أيضاً عظَّم الله سبحانه شأن الزواج، وسَمَّى عقده: {ميثاقاً غليظاً} في قوله تعالى: {وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً} [النساء: ٢١]. وانظر إلى نضارة هذه التسمية لعقد النكاح، كيف تأخذ بمجامع القلوب، وتحيطه بالحرمة والرعاية، فهل يبتعد المسلمون عن اللقب الكنسي (العقد المقدس) الوافد إلى كثير من بلاد المسلمين في غمرة اتباع سَنَن الذين كفروا؟!!
أي: أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الآدمي من ماء مهين، ثم نشر منه ذرية كثيرة وجعلهم أنساباً وأصهاراً متفرقين ومجتمعين، والمادة كلها من
[ص:87] الحجاب والغيرة: الغيرة هي السياج المعنوي لحماية الحجاب، ودفع التبرج أو السفور والاختلاط. والغيرة هي ما ركبه الله في العبد من قوة روحية تحمى المحارم والشرف والعفاف من كل مجرم وغادر، والغيرة في الإسلام خلق محمود، وجهاد مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « إنَّ الله يغار، وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله »؛ متفق عليه. ص78 - كتاب حراسة الفضيلة - من مقاصد النكاح - المكتبة الشاملة. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من قتل دون أهله فهو شهيد »؛ رواه الترمذي. وفي لفظ: « من مات دون عرضه فهو شهيد ». فالحجاب باعث عظيم على تنمية الغيرة على المحارم أن تنتهك، أو يُنال منها، وباعث على توارث هذا الخلق الرفيع في الأسر والذراري: غيرة النساء على أعراضهن وشرفهن، وغيرة أوليائهن عليهن، وغيرة المؤمنين على محارم المؤمنين من أن تنال الحرمات، أو تخدش بما يجرح كرامتها وعفتها وطهارتها ولو بنظر أجنبي إليها. [113] المستغربون والمرأة: نعم قد كتب أولئك المستغربون في كل شؤون المرأة الحياتية، وخاضوا في كل المجالات العلمية، إلا في أمومتها، وفطرتها، وحراسة فضيلتها. [ص: 120] باسم الحرية والمساوة ارتكبت عظائم: فباسم الحرية والمساواة: • أخرجت المرأة من البيت تزاحم الرجل في مجالات حياته.
وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء، وخلع الحجاب خلع للحياء. [7]- الحجاب يمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام. [8]- الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية، فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ. [9]- المرأة عورة، والحجاب ساتر لها، وهذا من التقوى ، قال الله تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف:26]، قال عبد الرحمن بن أسلم رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: "يتقي الله فيواري عورته، فذاك لباس التقوى". وفي الدعاء المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم: « اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي » (رواه أبو داود وغيره). [10]- حفظ الغيرة: وبيانها مفصلًا إن شاء الله في الأصل العاشر. بكر بن عبد الله أبو زيد عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية سابقاً ورئيس المجمع الفقهي الدولي... رحمه الله رحمة واسعة وغفر له ولوالديه ولمشايخه ولتلامذته ولمحبيه. 6 0 19, 756
مختارات من كتاب: "حراسة الفضيلة"، للعلامة بكر بن عبدالله أبو زيد الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فمن مصنفات العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد، رحمه الله، كتاب: "حراسة الفضيلة"، وقد يسر الله الكريم لي فقرأت الكتاب، واخترت بعضًا مما ذكره الشيخ، أسأل الله أن ينفع بها. تعريف الحجاب باللباس: "ستر المرأة جميع بدنها ومن الوجه والكفان والقدمان، وستر زينتها المكتسبة بما يمنع الأجانب عنها رؤية شيء من ذلك، ويكون هذا الحجاب "بالجلباب والخمار"؛ وهما: الخمار: مفرد جمعه: خُمُر، وهو: ما تغطى به المرأة رأسها ووجهها وعنقها وجيبها. ويسمى عند العرب: "المقنع"، ويسمى أيضًا "النصيف"، ويسمى: "الغدقة"، ويُقال: "المسفع"، ويُسمى عند العامة: "الشيلة". "الجلباب": جمعه جلابيب، وهو: " كساء كثيف تشتمل به المرأة من رأسها إلى قدميها، ساتر لجميع بدنها ما عليه من ثياب وزينة. ويقال له: المُلاءة، والملحفة، والرداء، والدثار، والكساء، وهو المسمى "العباءة" التي تلبسها نساء الجزيرة العربية. [29، 30، 31، 32]. بداية السفور: كانت بداية السفور بخلع الخمار عن الوجه، ثم تطور إلى السفور الذي يعني الخلاعة والتجرد من الثياب الساترة لجميع البدن، فإنا لله وإنا إليه راجعون.