سورة الحاقة الآية رقم 44: قراءة و استماع قراءة و استماع الآية 44 من سورة الحاقة مكتوبة - عدد الآيات 52 - Al-Ḥāqqah - الصفحة 568 - الجزء 29. ﴿ وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ ﴾ [ الحاقة: 44] Your browser does not support the audio element. ﴿ ولو تقول علينا بعض الأقاويل ﴾ قراءة سورة الحاقة المصدر: ولو تقول علينا بعض الأقاويل « الآية السابقة 44 الآية التالية »
يقول تعالى: ( ولو تقول علينا) أي: محمد صلى الله عليه وسلم لو كان كما يزعمون مفتريا علينا ، فزاد في الرسالة أو نقص منها ، أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا ، وليس كذلك ، لعاجلناه بالعقوبة. ولهذا قال
أخي القارئ، وفقني الله وإياك إلى كل خير، إذا علمت هذا ظهر لك ومع أدنى تأمل حال كثير من الناس وأنهم على خطر ما لم يتوبوا إلى الله تعالى ويتداركهم الله برحمته. فمنهم من يتستر في الدين ويتدثر بدثار العلم وبين الحين والآخر يثير بعض المسائل مخالفاً في ذلك لأصول شرعية معلومة من الدين بالضرورة؛ كإنكار علو الله تعالى على خلقه، أو تهوينه من شأن التوحيد أو مدح أهل البدع والأهواء وتصحيح مذهبهم ومدح رموزهم وطواغيتهم، وتارة يجيز أموراً لا يقول بها مسلم، فضلاً عن أن يقول بها عالم أو حتى طالب علم. ومنهم باسم الديانة والمشيخة - وهو لا همَّ له إلا الشهرة وخطف الأضواء - يحرص حرصاً عظيماً - باسم الدين - على الإثارة وطرح المواضيع الغريبة بحيث يثيرها على أنها ظاهرة، وهي أمر محدود ونادر، وربما شاذ. ولو تقول علينا بعض الأقاويل. لماذا هذا كله وباسم الدين ؟! للشهرة حتى يتقول ويتكلف في أحكام الدين؟! ، وكما قيل ((حب الظهور يقصم الظهور)). ومنهم من يتستر بالدين ويرقي الناس ويعالجهم بالقرآن وهو لا يعرف، يقرأه من أجل المال أو النساء أو الشهرة أو من أجل هذه الأمور كلها أو بعضها أو غيرها، فسرعان ما يفتي: بهذا حسد، وهذا سحر، وهذا عين، وهذا نفس، وأنت فيك جن والآخر فيه عفاريت وغرائب وعجائب ويحمل لقب ((شيخ)) وباسم الدين!!
{ لأخذنا منه باليمين} أي بالقوة والقدرة، أي لأخذناه بالقوة. و { من} صلة زائدة. وعبر عن القوة والقدرة باليمين لأن قوة كل شيء في ميامنه، قاله القتبي. وهو معنى قول ابن عباس ومجاهد. ومنه قول الشماخ: إذا ما راية رفعت لمجد ** تلقاها عرابة باليمين أي بالقوة. عرابة اسم رجل من الأنصار من الأوس. وقال آخر: ولما رأيت الشمس أشرق نورها ** تناولت منها حاجتي بيميني وقال السدي والحكم { باليمين} بالحق. قال: تلقاها عرابة باليمين أي بالاستحقاق. وقال الحسن: لقطعنا يده اليمين. وقيل: المعنى لقبضنا بيمينه عن التصرف؛ قاله نفطويه. وقال أبو جعفر الطبري: إن هذا الكلام خرج مخرج الإذلال على عادة الناس في الأخذ بيد من يعاقب. كما يقول السلطان لمن يريد هوانه: خذوا يديه. أي لأمرنا بالأخذ بيده وبالغنا في عقابه. { ثم لقطعنا منه الوتين} يعني نياط القلب؛ أي لأهلكناه. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة - الآية 44. وهو عرق يتعلق به القلب إذا انقطع مات صاحبه؛ قال ابن عباس وأكثر الناس. قال: إذا بلغتني وحملت رحلي ** عرابة فأشرقي بدم الوتين وقال مجاهد: هو حبل القلب الذي في الظهر وهو النخاع؛ فإذا انقطع بطلت القوى ومات صاحبه. والموتون الذي قطع وتينه. وقال محمد بن كعب: إنه القلب ومراقه وما يليه.
أما انتشار المسيحية بتحريف بولس فهذا مرجعه صدق المسيح لا تحريف بولس، وانحراف الأديان بعد الأنبياء واتساع هذا الانحراف إنما هو أمر معتاد بل هو الذريعة التي من أجلها يرسل الله تعالى الأنبياء اللاحقين، ولهذا أرسل الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان من أهم مهامه إعادة التوحيد بعد انحراف مسيحية بولس عنها. لذا، فبخلاف هذين المثالين، فإننا إذا تتبعنا سيرة كل مدعي نبوة كاذب فنجد أن مصيره كان الهلاك ثم فناء جماعته، وهذا أمر ظاهر معروف ومسلَّم به. القتل فقط ليس قطعا للوتين أخيرا نقول أيضا أن القتل لا يكون هلاكا بعذاب من الله تعالى وقطعا للوتين إلا إذا رافقه الإهانة والاجتثاث. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة - الآية 43. فالنبي الصادق قد يقتل، ولكن لن يؤدي ذلك إلى إهانته أو القضاء على دعوته. وعموما فإن الله تعالى قد وعد عددا من الأنبياء – وخاصة مؤسسي الأديان وذوي الدعوات التي لها خصوصية معينة – بالعصمة من القتل، وكان على رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم. ومن العجيب أيضا أن الله تعالى قد وعد المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في وحيه: { والله يعصِمك مِن عنده ولو لم يعصمْك الناس، والله ينصرك ولو لم ينصرك الناس} (مرآة كمالات الإسلام) وتحقق وعده هذا ليكون دليلا آخر بيِّنا على صدقه.