اكتشاف فيفيان ماير من الأفلام المميزة التي عرضت أواخر العام الماضي ولازال الحديث حولها جارياً هذا العام الفيلم الوثائقي "اكتشاف فيفيان ماير" "Finding Vivian Maier". وربما كان الفيلم خليطا من فيلمين آخرين أنتجا مؤخراً: أحدهما هو "البحث عن شوغرمان" للمخرج الراحل مالك بن جلول وقد حاز على أوسكار أفضل فيلم وثائقي عام (2012)، والآخر هو فيلم "ملح الأرض" (2014) للمخرج الألماني الشهير فيم فيندرز، والذي عرض مؤخراً في مهرجان كان وحاز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في قسم نظرة ما. ففيلم "اكتشاف فيفيان ماير" يجمع قصة غريبة وعجيبة لمصورة فوتوغرافية تُذكّر إلى حد ما ب"البحث عن شوغرمان" وخاصة أن القصة أيضاً معروضة بشكل مميز ومثير، وفي ذات الوقت فجماليات الصور المعروضة فيه والحديث عن التصوير كفن وانعكاس شخصية الفنان على أعماله، يذكر بفيلم "ملح الأرض" الذي يوثق حياة المصور سيباستياو سالجادو وأعماله التي تعكس نظرته للحياة والإنسانية، لكن الأول يختلف بسرده الديناميكي ومحاولته سبر أغوار شخصية غامضة ومتوفاة بالإضافة إلى توثيق رحلة البحث الجديرة بالإعجاب. فيفيان بارك الرياض. يبدأ الفيلم بأول شخصيات الفيلم جون مالوف، وهو من كتب وأخرج الفيلم بمشاركة تشارلي سيسكل.
السبت 19 ربيع الأول 1436 هـ - 10 يناير 2015م - العدد 17001 تناقلت الصحف أنباء المربية غريبة الأطوار التي تركت خزيناً من آلاف الصور البديعة التي التقطتها خلال حياتها واحتفظت بها كأشياء سرّية خاصة لا تهم أحداً، كميات هائلة من الافلام الفوتوغرافية التي لم تُظهّر بعد والتي خبأتها في صناديق عديدة، فلم يقيض لها أن تطبع وتخرج للنور وتعرض إلا بعد وفاتها عام 2009. و في عام 2014 صدر الفيلم التوثيقي عن حياتها بعنوان (البحث عن فيفيان مايرFinding Viviane Maier) من إخراج (شارلي سيسكل) بالتعاون مع (جون مالوف) الشخص الذي قادته الأقدار للعثور على الصور وإخراجها للوجود. ما استوقفني في هذه المعجزة ابتداءً ليس فيفيان ماير فقط وإنما هذا الرجل الذي اكتشف هذا الخزين السري المحكوم عليه بالضياع. جريدة الرياض | العثور على فيفيان ماير 1. والفيلم تلعب بطولته الصور الشخصية المأخوذة من أرشيف المصورة، الصور التي التقطتها فيفيان لذاتها منعكسة على المرايا أو واجهات المحلات الزجاجية، بالاضافة إلى شهادات أولئك الذين اكتشفوها أو الذين عرفوها كمربية لهم أو كقريبة بسيطة لاتثير الاهتمام، وأيضاً يعرض الفيلم كماً لابأس به من الصور المذهلة التي التقطتها فيفيان ماير، حيوات آخرين لم تعشها والتي لم تشأ رؤيتها وربما خافت أن تواجهها أو النظر إليها إلا عبر عدسة كاميرتها، لكأن العدسة هي الترس الذي يحميها من الحياة التي تفقتدها ويملكها الآخرون.
يذكر مالوف أنه في عام 2007 حضر مزاداً واشترى منه صندوقاً مليئاً بنيجاتيف صور قديمة ب380 دولاراً، حيث كان يريد الحصول على صور توضح تاريخ المنطقة التي يسكن فيها في مدينة شيكاغو. وقد وجد في الصندوق ما يقارب 30 ألف إلى 40 ألف صورة، لم يتم تحميضها وطبعها، وتبدو جميلة جداً له لكنها ليست ما كان يبحث عنه. وقد تم تصوير الصور بين عامي 1950-1970 لمصورة تدعى فيفيان ماير. عاد لهذه الصور وهناك أسئلة كثيرة في ذهنه: أولاً من هي فيفيان ماير؟ وثانياً هل الصور جميلة فعلا كما يراها هو؟ وإذا كانت فعلاً جميلة فلماذا لم تحمض وتعرض؟ والسؤال الأهم: ما هي قصة ماير؟ وقد انتهى من رحلة بحثه إلى جمع 100 ألف صورة. الصور كما يعرضها الفيلم تثبت لنا أن ماير مصورة موهوبة وذات حس وروح خاصة بها. فيفيان بارك الرياض المالية. وقد قارنها بعض المصورين الذين تم لقاؤهم في الفيلم بأن صورها عن الشارع وحياة الشارع تملك حساً خاصاً لا يقل عن كبار المصورين المعروفين. الحس الجمالي عال جداً في صورها ووجوه الناس معبرة، فلديها قدرة على التقاط الأشخاص بوضعيات مميزة. كما أن الكاميرا التي كانت تصور بها وهي كاميرا ذات عدستين (تسمى (Rollieflex تسمح لها بأن تلتقط صور قريبة جداً من الأشخاص الموجودين بالشارع دون أن يعرفوا بأنها تلتقطها.