تاريخ النشر: الأربعاء 13 ذو القعدة 1431 هـ - 20-10-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 141204 21351 0 236 السؤال هل يصح تفسير قوله تعالى: ( يوم نقول لجهنم.. ) أنه تمثيل لسعتها دون أن يكون خطابا؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن التحقيق هو حمل هذا على حقيقته إذ إن من المعلوم في اللغة وأصول الفقه أن الأصل في الكلام حمله على الحقيقة إلا إذا جاءت قرينة تصرفه إلى المجاز، ولا قرينة هنا تصرف الكلام عن ظاهره. سُئل ـ رحمه الله ـ عن تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ ... - ابن تيمية - طريق الإسلام. وأما القول بعدم الحقيقة فيه فهو ضعيف. قال ابن عطية في تفسيره: واختلف الناس أيضا في قول جهنم هل هو حقيقة أو مجاز؟ أي حالها حال من لو نطق لقال كذا وكذا فيجري هذا مجرى: شكى إلي جملي طول السرى، ومجرى قول ذي الرمة: تكلمني أحجاره وملاعبه والذي يترجح في قول جهنم " هل من مزيد " أنها حقيقة وأنها قالت ذلك وهي غير ملأى، وهو قول أنس بن مالك، وبين ذلك الحديث الصحيح المتواتر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( يقول الله لجهنم هل امتلأت وتقول " هل من مزيد " حتى يضع الجبار فيها قدمه فتقول قط قط وينزوي بعضها إلى بعض). اهـ وقال الشوكاني: وهذا الكلام على طريقة التمثيل والتخييل ولا سؤال ولا جواب، كذا قيل، والأولى أنه على طريقة التحقيق ولا يمنع من ذلك عقل ولا شرع.
وقد وعدها الله ملأها، كما قال تعالى { { لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}} حتى يضع رب العزة عليها قدمه الكريمة المنزهة عن التشبيه، فينزوي بعضها على بعض، وتقول: قط قط، قد اكتفيت وامتلأت. { { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ}} أي: قربت بحيث تشاهد وينظر ما فيها، من النعيم المقيم، والحبرة والسرور، وإنما أزلفت وقربت، لأجل المتقين لربهم، التاركين للشرك، صغيره وكبيره ، الممتثلين لأوامر ربهم، المنقادين له، ويقال لهم على وجه التهنئة: { { هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ}} أي: هذه الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، هي التي وعد الله كل أواب أي: رجاع إلى الله، في جميع الأوقات، بذكره وحبه، والاستعانة به، ودعائه، وخوفه، ورجائه. { { حَفِيظٍ}} أي: يحافظ على ما أمر الله به، بامتثاله على وجه الإخلاص والإكمال له، على أكمل الوجوه، حفيظ لحدوده.