هيدا الشوكولا ليلي ما بيعرف شكلو، فهو بيجي كالتالي: بسكوت رقيق مغلف بالشوكولا الأسود، لديه شكل بيضاوي من فوق ومسطح الكعب، محشي بالكريما البيضا... مخيلة اللبناني العظيم، دفعتو يتخيل بهيدا الشكل راس إنسان أسود ومش بس هيك، بل الإنسان الأسود تم إعتباره مباشرة (بمخيلة الإنسان اللبناني العظيم) "عبد"، فكانت التسمية العظيمة والمبتكرة "راس العبد" picture by Ozo كنت فكرت إنو إسم "راس العبد" تم تغييرو من عدة سنين، بعد ما إرتفعت أصوات بالمجتمع اللبناني بتنبه لدلالة الإسم العنصرية. وبذكر إنو لما كنت طالبة صغيرة بالمدرسة طلبت منا معلمة الرسم إنو نشارك بالمسابقة لأعلنتها شركة غندور، وعممتها على طلاب المدارس، من أجل تغيير الإسم. وعرفت بعدين إنو تم تغيير الإسم من راس العبد الى طربوش لبنان. ١٥ نوعا من السكاكر تعيدنا الى خمسينات وستينات بيروت القديمة – fidamikdashi. على الرغم من هيدا التغيير الرسمي، إلا إنو ظلت التسمية السابقة غالبة في المجتمع، فكنت كل مرة إدخل على الدكان لشراء "طربوش لبنان" إضطر إلو للدكنجي بالأخر "راس العبد" على شان يفهم أي شوكولا بقصد. واليوم تفاجأت إنو الشركة أعادت طرح منتج الشوكولا بالإسم القديم. وبكل وقحنة مع ترجمة للإنكليزية كمان مع إنو كلمة "راس" مترجمة بطريقة غلط) "Negro Had" بتذكر كمان، بنفس السياق دعاية كانت تمر بكثرة على المحطات اللبنانية، وين بتكون "ربة منزل" محتارة شو بدها تعمل بكل الجليات المتراكمة.
ولاقت هذه الرسالة التي كتب نصّها "عاشق الطربوش" رواجاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، واشتعلت صفحات "فيسبوك" و"تويتر" بالتعليقات الساخرة التي ضجّت بالأسئلة، ومنها: "حتى إنتَ يا راس العبد؟"، وانهالت ذكريات الطفولة والمواقف الرافضة. الدعم الحكومي مطلوب أطلق ناشطون صفحة بعنوان "ثورة الطربوش.. أمثالنا الشعبية عنصرية ومهينة... هل انتبهتم يوماً إلى فظاعتها؟ | Mustaqbal Web. رجاع بـ250 ليرة تنحطّك عراسنا "لكي نضعك على رأسنا من فوق"، واعتبروا أن القضية تتعدّى "الطربوش" لتطال معظم الأمور الحياتيّة التي يعاني اللبنانيون من ارتفاع أسعارها، مؤكّدين أن "ثورة الطربوش مستمرّة، بأبعادها الكثيرة، لا سيما لجهة اختبار قدرة المواطن اللبناني على أن يجد قاسماً مشتركاً بينه وبين أخيه اللبناني". وذلك، وصولاً إلى قيام البعض بالتصويب على سياسيّي البلد من بوّابة هذه "الثورة المستمرّة"، إذ اقترح رامي أن تقوم الدولة اللبنانية بـ"دعم حبّة الطربوش، تماماً كما يتمّ دعم المشتقات النفطيّة"، فيما كتبت فرح على صفحتها في "فيسبوك": "عزيزي النائب اللبناني، بـ250 ليرة ما بشتريك.. راس العبد (طربوش) أهمّ منك.. آه لحظة، صار بـ500 ليرة، يعني أغلى منك"!
واننا نبشر المستهلك الاردني باننا وخلال الفترة القريبه سنطرح منتجنا الجديد من راس العبد والذي يحمل اسم سوبر سامبو وبلوتو والتي تتم وفقا لاحدث المواصفات العالميه وبجودة تنافس منتجات الشكولاته الاوروبيه نتيجة للاستثمارات التي تم توظيفها لمواكبة المصنع للمصانع العالميه في هذا المجال. وفي ختام بياننا هذا فاننا ندعو جميع الصحفيين الى زيارتنا في مصنعنا في مدينة الزرقاء في أي وقت يشاءوا للوقوف على حقيقة الامر. والله من وراء قصد عن شركة الياس زيدان وشركاه مالكة مصنع زيدان لشيكولاته المحامي مصطفى النظامي
عندما ترجع الى الوراء، أي إلى بيروت خمسينات القرن الماضي وستيناته وسبعيناته، "بيروت الذاكرة " التي تتجلى في كينونة سكانها وزوارها، تشعر وكأنك انتقلت الى عالم "نابض بالحياة" يعج بأماكن اللقاء حيث تمّحى الفروقات الاجتماعية، "قوة العالم مع بعضها" و"روح الوحدة" طاغية بين أبنائها. تدخل إلى أزقتها، ترى البهجة والفرحة ا تغمر أولادها وهم يطاردون بائع الكرابيج الذي ينادي على المارة "كرابيج كرابيج" فيجذب بصوته الصغار والكبار من حوله ليشتروا منه قرطاس "الخمسة قروش". وإذا دخلت حياً آخر، تنبهر عيناك بألوان التفاح "المعلل" (المغلف بطبقة من السكر الأحمر) التي اشتهرت به ربات المنازل اللواتي يرسلنه مع أولادهن ليبيعوه في الأحياء القديمة سعيا وراء كسب الرزق. وكي لا ننسى بائع "الكازوز" الذي كان يحضر فجأة إلى ساحة البرج والأسواق بين الحشود مناديا "تعا بورد، تعا بورد"، لتشعر وكأن "قلبك سيقفز من مكانه" لشدة صوته المدوي. الكثير من الذكريات التي تروى اليوم عن لسان سكان العاصمة اللبنانية وزوارها القدامى الذين لا يزالون يحتفظون بها في وجدانهم وكينونتهم وشوقهم الذي يغمر قلوبهم ليبرز في كل خلجة من خلجاتهم. من بيروت العتيقة اخترنا لكم 16 نوعاً من "الشبروقة" المليئة بأسرار طفولية ساذجة وممتعة.
و أعتقد هنا أنه بمجرد القبول بتسمية حلوى لذيذة يقبل عليها الأطفال باسم مقتبس من قاطعي الرؤوس و أكلي لحوم البشر ، ما هو إلا تصرف عنصري و عليه يجب أن يقوم العرب بشكل عام و الفلسطينيين بوجه الخصوص ، بتغيير اسم الحلوى في الحال، لأن اسم تلك الحلوى يروج للإرهاب و العنصرية و لجماعات أكلي لحوم البشر الغير طبيعية و المنتشرة في أماكن مجهولة بالعالم. وبالرغم من قلة وعي العرب في مجال استخدام مصطلحات عنصرية إلا و أنه قد انتبه إلي التسمية الخاطئة لتلك الحلوى بعض أصحاب المصانع الغذائية الواعية في بعض الدول العربية ، والتي تتحمل المسئولية الاجتماعية ، مثل شركة غندور في لبنان التي قامت بتغيير اسم الحلوى من " رأس العبد" إلي حلوى "طربوش غندور " ومصنع زيدان بالأردن الذي قام أيضا بتغيير اسم الحلوى العنصري إلي " حلوى سامبو". ومن الجدير بالذكر أن العرب منذ القدم اعتادوا على تسمية الأشخاص الذين يتم جلبهم من إفريقيا للعمل في مجال الخدمة ب "العبيد" ، حيث كان يتم تسخير الأفارقة من أجل خدمة العرب و القيام بالأعمال الشاقة التي يتعفف العربي عن القيام بها ، و بقيت تسمية الأفارقة بهذه التسمية العنصرية حتى عصرنا هذا، فمازال العربي عندما يريد أن يسخر من أي شخص ذو بشرة سوداء يقوم بتلقيبه ب "العبد" ومازال العربي يتعامل مع الإفريقي بتكبر شديد.
و قد انعكست ربما تلك العنصرية الشديدة من قبل العرب تجاه الأفارقة حول موضوع مدى انجذاب بعض الشباب الإفريقي لأعمال العنف و انضمامه لبعض التنظيمات الإرهابية العالمية من أجل التعبير عن غضب عارم و سخط كبير تجاه بعض العرب و الغربيين الذين كانوا يعاملون الجيل القديم في إفريقيا بعنصرية و يستغلونهم في تجارة الرقيق الأسود التي مازالت للأسف تلك التجارة منتشرة حتى عصرنا الحالي في بعض الدول العربية لكن بشكل غير علني. و أعتقد هنا أن جماعات افريقية تم وصمها بالإرهاب مثل جماعة "بوكو حرام " وجماعات الشباب الصومالية ، قد ظهرت في إفريقيا نتيجة لتلك العنصرية التي تعاني منها إفريقيا، حيث يتم استغلال نساء وفتيات القارة السوداء في عمليات تجارة البشر من قبل بعض منظمات المافيا و الجريمة الدولية ، مما أدى إلي سخط بعض الجماعات الشبابية الإفريقية و اعتبارهم أن كل شيء يأتي من البيض بشكل عام ومن الغرب بشكل خاص ما هو إلا محاولة لتحرير المرأة الإفريقية من أجل استغلالها كعبده عند العرب أو عند الغربيين ، لذا فهم اعتقدوا بشكل سيئ وعنيف أنه بمنعهم الفتيات من التعليم سوف يقومون بذلك بحماية شرف النساء الإفريقيات. و أخيرا يمكننا القول ، أنه لابد من أن يتم مراجعة الكثير من المصطلحات اللغوية التي نطلقها على عدة أشياء في حياتنا و التي تعتبر في كثير من الأحيان مصطلحات عنصرية نستخدمها تلقائيا دون أن ندرك أننا نسبب بذلك أذى نفسي كبير في نفوس وعقول أناس يعيشون معنا في بلادنا كمواطنين، لكننا بتعاملنا العنصري معهم نجعلهم يشعرون بأنهم أقليات مضطهدة ومواطنين من الدرجة الثانية ، دون أن ندرك أن تشبيه الطعام برؤوس البشر ما هو إلا ترويج لعمل شيطاني إرهابي، فبكل بساطه إنها حلوى الكريمة المخفوقة المكسوة بالشوكولاته و ليست رأس لأي إفريقي.