[٢٣] وقد عظّم الله -تعالى-أمر الصّلاة في القرآن الكريم، فذُكرت في مواضع كثيرة لا تُحصى، فتارةً يمدح الله المصلّين ويَعِدهم بالأجر الكبير، وتارةً يذمّ المتهاونين ويتوعّدهم بالعذاب الشديد، [٢٥] ومن أجلِّ ما يناله المسلم من التزامه بالصّلاة؛ أنّها تمحو ذنوبه وخطاياه، وتُطهّره من آثامه كما يُطهّر الماء الأوساخ، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ، غَمْرٍ علَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ). [٢٦] [٢٧] المراجع ^ أ ب سليمان الجمل، فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطلاب ، دار الفكر، صفحة 274، جزء 1. بتصرّف. ^ أ ب محمد الدَّمِيري (2004م)، النجم الوهاج في شرح المنهاج (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 29، جزء 2. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 681، صحيح. ↑ "حكم من غلبه النوم عن صلاة الجمعة"، ، 17-9-1999، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2021. بتصرّف. ^ أ ب البكري الدمياطي (1997م)، إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين (الطبعة الأولى)، دار الفكر، صفحة 142، جزء 1. أحد علماء الأزهر يكشف حكم النوم وقت الصلاة. بتصرّف.
[٢] حكم من نام قبل صلاة الجمعة: ينبغي على المسلم الحرص على أداء صلاة الجمعة وعدم التهاون أو التفريط بها، إلا أنّ المسلم إذا احتاج للنوم قبل صلاة الجمعة، وكان قد اتّخذ كافّة الأسباب التي تُوقظه على صلاتها، فغَلَبه النوم مع كلّ ذلك، فلا يُعدّ آثما، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ). [٣] [٤] [١] حكم مَنْ نام بعد دخول وقت الصلاة: يُكره النوم بعد دخول وقت الصلاة وقبل أدائها حتى وإن ظنّ النائم أدائه للصلاة قبل ضيق وقتها، وإن غلب على الظنّ عدم القيام للصلاة حينها يحرُم، ويأثم بفوات الصلاة.
وقد دلت السنة المشرفة على أن إخراج صلاة العصر بمفردها عن وقتها محبط للعمل؛ ففي " صحيح البخاري " عن بريدة قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله"، وحبوط العمل لا يكون إلا بالكفر الأكبر، المخرج من الملة؛ كما قال الله تعالى:{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:65]. بل إن مجرد تأخير العصر إلى بعد اصفرار الشمس وإلى دنوها من الغروب محرم، ومن أعمال أهل النفاق ؛ ففي "الصحيح" عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان ، قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلا قليلا". أخبار 24 | ما حكم النوم قبل الصلاة مع غلبة الظن بتفويتها؟ ..الشيخ الخثلان يجيب (فيديو). إذا تقرر هذا؛ فالواجب عليك أن تتخذ الوسائل التي تعينك على القيام لصلاة، مع تقوية الرغبة فيما عند الله تعالى من ثواب، لمن أدى الصلوات في أوقاتها؛ ففي الصحيحين قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلَّى البردين دخل الجنة))، والبردان: الصبح والعصر. والصلاة أحسن ما يصنع المسلم، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم يوم القيامة ؛ فإن حافظ عليها فاز وربح، وإن ضيعها خاب وخسر، وشأنها شأن كلمة التوحيد فلا تسقط عن أحد قط مهما بلغ مرضه وانشغاله إلا بالموت أو ذهاب العقل، وهي عماد الدين، ومتى وقع عمود الخيمة سقطت جميعها، ولم ينتفع بها؛ كما روى أحمد وغيره عن معاذ بن جبل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد ".
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فَقَدِ اتفقَ أهل العلم عَلَى أن المُحَافَظَةَ عَلَى وقتِ الصَّلَاةِ من أهم شُرُوطِهَا التي لا يَجُوزُ الإخلالُ بها، وأجمعوا أيضًا عَلَى مشروعيةِ التَّسَامُحِ في بعض شُرُوط الصلاة، أو أركانها؛ من أجل الحِفَاظِ عَلَى وَقْتِ الصلاة، فلا يَجُوزُ إخراجُ الصَلَاةٍ عن وقتها بحالٍ، وقد نَقَلَ ابنُ القيم - رحمه الله - في أول كتاب الصلاة إجماعَ المُسلمين عَلَى أنَّ تَرْكَ الصلاةِ الواحِدَةِ المَفْرُوضَةِ حتى يَخْرُجَ وقتُها إثمٌ عظيمٌ أعظمُ مِنَ الزِّنَا، والسَّرِقَةِ، وشُرْبِ الخَمْرِ، وقَتْلِ النفس. والله تعالى جعل للصلاة أوقات مخصوصة وتوعد بالعذاب الأليم من أخرها عن وقتها؛ وقد عقد الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه " تعظيم قدر الصلاة" (1/ 118-125)، بابًا في الوعيد على من أضاعها، فقال: "ثم توعد بالعذاب من أضاعها أو سها عنها فصلاها في غير وقتها أو رايًا بها؛ فقال: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [ مريم: 59]، ثم روى بإسناده عن عبد الله، في هذه الآية {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} قال: "نهر في جهنم خبيث الطعم، بعيد القعر".
ويجب اتخاذ وسيلة توقظ الإنسان كوضع منبه أو أكثر إن استدعى الأمر, أو توكيل من يوقظه, أو النوم مبكرا مثلا، يقول الشيخ ابن عثيمين في فتاوى اللقاء الشهري: السؤال: فضيلة الشيخ! حكم النوم عن الصلاة فيها. تفوتني صلاة الفجر كثيراً، ولا أصلي إلا بعد طلوع الشمس إذا أردت أن أذهب إلى دوامي، وهذا الأمر قد يتكرر مراراً، فهل علي شيء، وماذا أصنع لكي أحافظ على الصلاة في وقتها؟ الجواب: اصنع أموراً: الأمر الأول: أن تنام مبكراً، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها، لأجل أن ينام الإنسان مبكراً حتى يستيقظ مبكراً. ثانياً: أن يكون عندك نية عند النوم وعزم وتصميم على أنك سوف تقوم لصلاة الفجر، فحينئذٍ سوف يسهل عليك القيام. ثالثاً: أن تستعمل منبهاً، ساعة تجعلها عند رأسك تنبهك، وإن خشيت أنها إذا صوتَتْ غمزتَها وسكتّها وبقيت نائماً أبعدْها عنك قليلاً، وكان بعض الناس من حرصه على الصلاة يجعل الساعة المنبهة في تنكة، ويبعدها عنه، من أجل أن يكون صوتها قوياً حتى يقوم، افعل هذا فلا مانع. رابعاً: إذا لم يتيسر لك هذا فاجعل الهاتف عند رأسك إن كان عندك هاتف، وقل لأحد إخوانك: إذا أذن الفجر فاتصل بي المهم أن الإنسان يستطيع أن يفعل الأسباب التي يتوصل بها إلى الاستيقاظ حتى يؤدي صلاة الفجر في وقتها، ومن عود نفسه الكسل فإنه لن يزال على كسل.
انتهى. وفي فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: ثانيا: يجب على المسلم أن يفعل الأسباب إلي تعينه على الاستيقاظ من النوم مبكرا، ووضع المنبه أو الطلب، ممن يستيقظ مبكرا أن يوقظه لصلاة الصبح، ولا يعذر المسلم بنومه عن الصلاة دائما، ولا يصلي إلا عندما يطيب له القيام من النوم، لأن ذلك يعرضه للوعيد المذكور في قوله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {2} وقوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ{3} الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {4}. انتهى. حكم النوم عن الصلاة والكذب في. والله أعلم.