و العاقل من لازم أصلاً على كل حال: وهو تقوى الله، والمنكر من عزته لذة حصلت مع عدم التقوى فإنها ستزول وتخليه خاسراً. كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا.. يؤذى برجم فيعطي خير أثمار.. واصبر إذا ضقت ذرعا والزمان سطا.. لا يحصل اليسر إلا بعد إعسار. ولا رأي إن لم يدعم الرأي أبيض.. يقوم معوج الزمان وأسمر. نعيب زماننا والعيب فينا.. ولو نطق الزمان إذن هجانا. لا تقطعن برأي نفسك واستشر.. من ذاق أحوال الزمان ومارسا. محن الزمان كثيرة لا تنقضي.. وسروره يأتيك كالأعياد. فالدهر يخدع بالمنى ويغص إن.. هنا ويهدم ما بنى ببوار.. ليس الزمان وإن حرصت مسالماً.. خلق الزمان عداوة الأحرار. حكم عن الزمن والعمر. أذم إلى هذا الزمان أهيله.. فأعلمهم فدم وأحزمهم وغد. كلما أنبت الزمان قناة.. ركب المرء في القناة سنانا. ذلوا بأسيافنا طول الزمان فمذ.. تحكموا اظهروا أحقادهم فينا.. لم يغنهم مالنا عن نهب أنفسنا.. كأنهم في أمان من تقاضينا. يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما اخذ، امن الحلال أم من الحرام. إذا كان الزمان زمان حمق.. فإن العقل حرمان وشوم.. فكن حمقا مع الحمقى فإني.. أرى الدولة بدولتهم تدوم. حكم عن الزمن الغدار جميعنا كبرنا بالنسبة للعالم الخارجي، ولكن ليس بالنسبة لأخواننا وأخواتنا، ونعرف بعضنا البعض لأننا دائماً سوياً، نعرف نوايا بعضنا البعض، نتشارك الأمور العائلية الظريفة، نتذكر النزاعات والأسرار العائلية، الأفراح والأحزان، نعيش خارج إطار الزمن.
وما أنْ رأى المعتضد قطر الندى حتى أخذت منه كل مأخذ، وهو يلمح تلك الفتاة وكأنها زهرة تتفتح فوق غصنها بكل دلال وكمال. في نفس الوقت كان الهم والغم والندم والخوف قد أطبقوا على نفس خماروية ؛ فتكاليف الزفاف الباهظة قد بلغت مبلغًا فاق التصور وتجاوز العقل، وها هي الخزينة قد أصبحت خاوية فدخل الحزن وترسخت الكآبة في روح خماروية، وما أنْ خرجت ابنته من أرض مصر حتى شعر وكأن كل شيء قد بدأ يهتز من تحت قدميه. وقد أدَّى فراغ الخزينة، إلى ضعف الدولة والسلطة، ولم يكن من المنطق تعويض الخزينة بمدة قصيرة، فكان هذا بداية التفكك والانحلال ، وهو أمر لم يستطع خماروية تحمله، فمات بعد عامين من زواج ابنته. كانت قطر الندى هي السبب، فقد كان زواجها الأسطوري والمغالاة في تجهيزها، إيذانًا بزوال طولة الطولونيين الفتية والتي نخر السوس عظامها في ليالي أفراحها. حكم عن غدر الزمن. ولم يمضِ وقت طويل على وفاة خماروية، حتى تُوفيت قطر الندى حزنًا على أبيها وهي في عمر الزهر والشباب، فَدُفنت في الرصافة، ووقف زوجها المعتضد يبكيها بكاءً مرًّا، وقد أثَّر وفاتها في نفسه أثرًا شديدًا حتى لحق بها بعد عدة سنوات. وهكذا أصبح هذا العرس التاريخي الهائل، مصدر مأساة تاريخية كبرى أدّت إلى زوال حكم الطولونيين نهائيًا في مصر.
لست اخشى الردى وانما اخشى فوات الآوان. إن الجميل وإن طال الزمان به.. فليس يحصده إلا الذي زرعا.. دومي على العهد ما دمنا محافظة.. فالحر من دان إنصافا كما دينا. بالبر صمت وأنت أفضل صائم.. أفضل الحكم والأقوال عن الزمن | المرسال. وبسنه الله الرضية تفطر.. فأنعم بيوم الفطر عينا إنه.. يوم أعز من الزمان مشتهر. وإنك يا زمان لذو صروف.. وإنك يا زمان لذو انقلاب.. فما لي لست أحلب منك شطرا.. فأحمد منك عاقبة الحلاب.. وما لي لا ألح عليك إلا.. بعثت الهم لي من كل باب
حكمت الدولة الأموية طيلة 88 عاماً، توسّعت فيها إلى أقطارٍ بعيدة، لكنّ أغلب سنين الأمويين كانت مليئة بالثورات والمعارك. استمرّت الثورات والمعارك منذ بداية تأسيس الدولة على يد الصحابي معاوية بن أبي سفيان، إلى أن انتهت الدولة و آخر خلفائهم مروان بن محمد، الذي هُزم في معركة الزاب، وهي المعركة الفاصلة التي تأسّس بها سلطان العباسيين. في هذا التقرير نعود بكم عبر الزمن إلى هذه المعركة والظروف التي أدّت لها، وأهم نتائجها. نساء من الزمن القديم: قَطْرُ النَّدَى – المجلة الثقافية الجزائرية. ضعف الأمويين وصعود العباسيين بعد وفاة يزيد بن معاوية كادت الخلافة تذهب عن بيت بني أمية، خصوصاً أنّ الكثيرين أيدوا عبدالله بن الزبير، حتّى إنّ بعض المؤرخين يعدّه ضمن الخلفاء، فقد ضاقت ببني أمية الأرض بعدما بايعت أغلب الأقطار عبدالله بن الزبير. لكنّ الكفّة عادة من جديد مع تولي مروان بن الحكم زمام الأمور في البيت الأموي، واستطاع ابنه عبدالملك بن مروان أن يقضي على عبدالله بن الزبير وغيره من الثائرين على الحكم الأموي. رسّخ عبدالملك بن مروان ملك الأمويين، وظلّت الخلافة تتنقّل بين أبنائه، وكان آخرهم هشام بن عبدالملك، وفترته من أطول فترات الخلافة في الدولة الأموية، وقد ازدهرت الدولة في عهده وكثرت الفتوحات، لكنّ الأمور من بعده لم تعد كما كانت.
كما لو أن تلك الدماء الزكية تفعل فعل المخدّر لدى البعض! ما يؤسفني حقاً؛ تعليق حول مصائب ومعاناة الشعب الافغاني لأحد الاخوة بأن "للشعب الافغاني ربٌ يحميهم"! بدعوى أنه في العراق غارقٌ في المشاكل والمعاناة، وإن كانت ثمة فكرة للتغيير نحو الاحسن يفترض ان تكون "للأقربون" أولاً!
كان ابن طولون قد ثبَّت دعائم حكمه في مصر، التي كانت قد انتقلت إلى نظام الوراثة، فبنى دولة متطورة وغنية. وحين خلفه ابنه خماروية كانت خزينة مصر عامرة، والناس في يُسر ورخاء ونعيم، وهذا ما دفع خماروية للمغالاة في تجهيز ابنته للخليفة. فقد جمع كل ما هو غالٍ ونفيس ونادر في أرض مصر فملأ ابنته بالذهب والماس والجواهر، وليته اكتفى بذلك بل أرسل إلى بغداد مبلغًا خياليًّا؛ ليستكمل شراء ما نقصه في مصر تكملة لجهاز العروس. كما أمر خماروية ببناء سلسلة من القصور الفخمة على طول المسافة الفاصلة بين مصر وبغداد عاصمة العباسيين؛ كي تنزل بها ابنته خلال رحلتها الطويلة، وقد جُهِّزت هذه القصور بالخدم والحشم والجواري والموائد وكل ما يحتاج إليه الملوك؛ حتى تظل ابنته منعمة بكل وسائل الراحة خلال الطريق. حكم عن الزمن والناس. وذات صباح خرج موكب قطر الندى، وهي جالسة في هودجها بين الحشايا، وكأنها في قصر الإمارة، وكان في صحبتها عمها وعمتها وبعض الأمراء وقادة الجيش، كما انتشر على طول الطريق حراس من الجند مدججين بالأسلحة، ورافق الموكب موسيقى ذات أنغام شجية. وسار الموكب حتى بلغ مشارف بغداد التي كانت الاحتفالات فيها قائمة على قدم وساق. فدخل الموكب وسط الطبل والزمر لتستقبله الجموع بالهتافات والزغاريد والأغاني، وتقدم إليه الأمراء وقادة الجيوش، وسارت السفن في نهر دجلة ممتلئة بالجواري والوصائف، وهنَّ يحملن الشموع لاستقبال قطر الندى إضافة إلى أن المدينة قد زُيِّنت وَزُخرفت واستعدت لهذا الاستقبال الكبير.