إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) وقوله: ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم) أي: إنما ينهاكم عن موالاة هؤلاء الذين ناصبوكم العداوة ، فقاتلوكم وأخرجوكم ، وعاونوا على إخراجكم ، ينهاكم الله عن موالاتهم ويأمركم بمعاداتهم. ثم أكد الوعيد على موالاتهم فقال: ( ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) كقوله ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) [ المائدة: 51].
لقد كان شأن الإسلام إكرام الأقليات، وحفظ حقوقها وإشراكها في الشأن العام فيما يخصّها ويخصّ مصائر الوطن الإسلامي، ففي أوّل قراءة لهذا الشأن ما ورد في الدستور السياسي الذي وضعه النبيّ صلى الله عليه وسلم، إذ أعطى حقَّ المواطنة لليهود، فقال "وأنّ يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم". (الوثائق السياسية في العهد النبوي، الدكتور محمد حميد الله ص 59-60). والأحاديث في حرمة التعرّض لهم أو الانتقاص من حقهم واقع في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث يقول "ألا مَن ظلم مُعاهِدا وانتقصه وكلّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طِيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة". ومن يتولهم منكم فهو منهم. (سنن أبي داود، رقم 3052). إن غير المسلمين في المجتمعات الإسلامية الحاضرة وإن كانوا في الحقيقة من الأقليات، إلا أنهم يمكن أن يعدّوا مواطنين مثلهم مثل المسلمين، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، ولكن لا يعني ذلك بحال أن لغير المسلمين أي حق في أن يعطلوا إرادة الأغلبية المسلمة، أو أن يعترضوا على مبدأ إقامة دولة مدنية حديثة مرجعيتها الإسلام، وإنفاذ التشريعات الإسلامية، وإنّما عليهم أن يقبلوا بخيار الأغلبية، وليس في ذلك قهر أو إرغام لهم على قبول الإسلام كدين، ولا التنازل عن معتقداتهم السابقة، وفي الوقت نفسه فليس على المسلمين أن يتخلوا عن معتقداتهم وقوانينهم في سبيل إرضاء الأقليات غير المسلمة.
ولكن لا بأس من التعامل مع من لم يقاتل المسلمين ويخرجه من ديارهم. فعلي المسلمين عدم إقامة علاقة ود وتبادل مصالح مع أي دولة تخالف ما جاء في هذه الآيات المذكورة من يهود وهنود والذين قاتلوا المسلمين في كشمير، وكذلك دولة ميانمار الذين قاتلوا المسلمين واخرجوهم من ديارهم وظاهروا على اخراجهم. ويجتمع اليهود والهنود والميانماريون في صفة تجمعهم وهي عداوتهم الشديدة للمسلمين كما جاء ذلك في القرآن: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ قَالُوٓا إِنَّا نَصٰرٰى ۚ ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [ سورة المائدة: 82] فهؤلاء اليهود والمشركين الهنود عبدة البقر والنيانماريين عبدة الاصنام (بوذا) هم اليوم أشد الناس عداوة للمسلمين ولا يحتاج ذلك الي سرد أو شرح فجرائمهم تجاه المسلمين ملأت الميديا على مدار الساعة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 51. وقد حرم الله موالاتهم وجعل من يواليهم من المسلمين جزء منهم وهذا أمر خطير يستهون به كثير من المسلمين خاصة قادة بعض الدول الإسلامية وبالاخص العربية منها كما هو معلوم.
القول في تأويل قوله عز ذكره ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض) قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في المعني بهذه الآية ، وإن كان مأمورا بذلك جميع المؤمنين. فقال بعضهم: عنى بذلك عبادة بن الصامت ، وعبد الله بن أبي ابن سلول ، في براءة عبادة من حلف اليهود ، وفي تمسك عبد الله بن أبي ابن سلول بحلف اليهود ، بعد ما ظهرت عداوتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأخبره الله أنه إذا تولاهم وتمسك بحلفهم: أنه منهم في براءته من الله ورسوله كبراءتهم منهما. ذكر من قال ذلك: 12156 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا ابن إدريس قال ، سمعت أبي ، عن عطية بن سعد قال: جاء عبادة بن الصامت من بني الحارث بن الخزرج ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، إن لي موالي من يهود كثير [ ص: 396] عددهم ، وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود ، وأتولى الله ورسوله. سبب نزولإِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُو... - إسلام ويب - مركز الفتوى. فقال عبد الله بن أبي: إني رجل أخاف الدوائر ، لا أبرأ من ولاية موالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن أبي: يا أبا الحباب ، ما بخلت به من ولاية يهود على عبادة بن الصامت فهو إليك دونه؟ قال: قد قبلت. فأنزل الله: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض " إلى قوله: " فترى الذين في قلوبهم مرض ".
فلم تتول دولتنا الكفار، ولم تعن الكفار على المسلمين إطلاقا.. فإن قيل: حدث هذا في حرب العراق عندما غزا الكويت وفي غيره من المستجدات الحادثة. فالجواب: العراق لم يحارب الكفار وإنما حاربنا نحن المسلمين في بلادنا – المملكة العربية السعودية – وأرسل صواريخه إلى بلادنا، واعتدى على بلد مسلم وهو الكويت وعاث فيه فسادا، فكان لا بد من الرد عليه واقتضت المصلحة الشرعية الاستعانة بالكفار لرد عدوانه على المسلمين. ومسألة الاستعانة بالكافر لرد عدوان الصائل عند الحاجة غير مسألة تولي الكفار ومظاهرتهم، وقد دلت الأدلة الشرعية على جواز الاستعانة بالكفار عند الحاجة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (ستصالحون الروم صلحا آمنا، وتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتنصرون وتغنمون)، وقد صدر من هيئة كبار العلماء برئاسة الشيخ ابن باز وبحضور كافة العلماء الراسخين في العلم، ومنهم الشيخ ابن عثيمين، بيانا يجيز ذلك بإجماعهم وذكر الأدلة على ذلك. ومن يتولهم منكم فانه منهم. ولولا خشية الإطالة لنقلت ذلك، وبإمكان كل قارئ أن يرجع إليه بسهولة. والمقصود أن بلادنا لم تعن الكفار على المسلمين لا في الماضي ولا في الحاضر، وإنما تدافع عن نفسها من الكفار وأعوانهم من الجماعات التي تنتهج منهج الخوارج.
{ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصٰرٰىٓ أَوْلِيَآءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُۥ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظّٰلِمِينَ} [ سورة المائدة: 51] وقد ثبت منذ قديم الزمان بأنه مهما فعل المسلمون من تودد وتقرب وتطبيع مع هؤلاء اليهود والنصاري فإنهم لن يرضوا عنهم إلا إذا أرادوا عن دينهم وصاروا يهودا أو نصارى أو اشركوا بالله وعبدوا الاصنام كالهندوس والبوذيون والعياذ بالله.
٣٢ السؤال: ١ ـ ما حكم تغسيل الميت الذي تكون في وجهه مناطق مخيطة، وربما يكون التخييط كثيراً بحيث يكون أشبه بالشبكة وقد يكون التخييط قليلاً، مع عدم اطمئناننا بنفاذ الماء تحت الخيط للبشرة، فهل نحتاط بضم التيمم للغسل بالماء؟ ٢ ـ ما حكم تغسيل الميت الذي ينزف منه الدم باستمرار، فهل نستطيع أن نجري عليه ماء الأنبوب المتصل بالمادة لمنع سيلان الدم وانبعاثه ثم نسكب عليه ماء السدر على أن تكون الغلبة لماء السدر على ماء الأنبوب، وهكذا نفعل مع الكافور ثم القراح؟ الجواب: ١ ـ نعم يحتاط بذلك بعد تعذر فتح الخيط لاحراز وصول الماء الى تحته. ٢ ـ اذا قدر انه يصدق على مجموع الماء انه مخلوط بالسدر والكافور اجزأ ما ذكر. لإدلاء سؤال جديد اضغط هنا