قال: ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه، موقنا بأن الله يقبله ويغفر له؛ لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد، فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها، وأنها لا تنفعه، فهذا هو اليأس من رحمة الله، وهو من الكبائر، ومن مات على ذلك وكل إلى ما ظن، كما في بعض طرق الحديث المذكور: (فليظن بي عبدي ما شاء). قال: وأما ظن المغفرة مع الإصرار، فذلك محض الجهل والغِرَّة [أي: الغفلة] ، وهو يجر إلى مذهب المرجئة" انتهى نقلا من تحفة الأحوذي (7/ 54). أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة #العلم_والحكمة #رمضان #الدعاء - YouTube. وينظر في شروط إجابة الدعاء ، وموانعه: جواب السؤال رقم ( 13506) ورقم ( 5113) ورقم ( 130713). ثانيا: قولك عند استمرار المصائب: " إن حدثت مصائب سأقبل بالقدر، لعلها تنتهي بخير" لا يعتبر شكا في قدرة الله تعالى، بل فيه الاعتراف بتقدير الله تعالى، وحسن الظن به، والرجاء أن تكون العاقبة خيرا. وليعلم أن عدم تعجيل الإجابة ، وعدم تحقق ما دعا به العبد ربه: هو من البلاء الذي يبتلي به الله عباده ، ويختبره صبرهم وإيمانهم به. وقد نقلنا كلاما نفيسا للإمام ابن الجوزي رحمه الله ، في هذا المعنى ، في جواب السؤال رقم ( 127017). فدع عنك الوساوس، واستمر في دعاء الله تعالى وسؤاله، فإنه يجيب دعوة المضطر، ويحب الملحّين في الدعاء، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
وقد مر بنا في مواضع كثيرة ذكر آداب الدعاء وشروط صحته وقبوله فراجعه في هذا الكتاب هنا وهناك، واجمع قاصيه ودانيه، واعتبر بما فيه.
يقين القلب عند الدعاء يدل على معرفة هذا العبد بأن دعاءه عند الله لا يضيع: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا: إذًا نكثر؟ قال: الله أكثر [رواه أحمد: 11149، وقال محققو المسند: "إسناده جيد"] يعني الواحد يشعر بالحرج مع الآدمي، أن يسأله أول مرة وثاني مرة وثالث مرة، وبعدين؟ مع الله أبدًا كل ما سألته أكثر كلما أحبك أكثر، ولا يتبرم سبحانه، ولا يعجزه شيء. ويقين العبد عند الدعاء يدل على حسن ظن العبد بربه، وهذه مسألة عقدية مهمة: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني [رواه مسلم: 7005]. يقين القلب عند الدعاء يدل على عدم استعظام العبد للمسألة عند الله، يعني أن الله لا يعجزه شيء لو طلبت منه ما طلبت، اطلب ما شئت من خيري الدنيا والآخرة، ولذلك قال ﷺ: لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء لا مكره له سبحانه [رواه البخاري: 7477].
وكل أحاديثه غير محفوظة كما قال ابن عدي. فالصواب في هذا الحديث أنه مرسل كما مر ، والحمد لله رب العالمين. وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي برقم (2766). ملحوظة: معنى الحديث صحيح وإن لم يصح سنده ؛ فإن حضور قلب الداعي من أسباب قبول الدعاء ، وعموم النصوص تدل على ذلك كقوله تعالى: ( ادعو ربكم تضرعاً وخفية) (سورة الأعراف 55). وقوله: ( وادعوه خوفاً وطمعا) (سورة الأعراف 56) ، فإن الدعاء بتضرع وخفية وخوف وطمع يستلزم حضور قلب الداعي ولا بد ، وهذا ظاهر. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه البخاري ومسلم.