، وابنُ عثيمين قال ابن عثيمين: (قراءة سورة الكهف يومَ الجمعة عملٌ مندوب إليه، وفيه فضل، ولا فَرق في ذلك بين أن يقرأها الإنسان من المصحف أو عن ظَهْر قلب، واليوم الشرعي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وعلى هذا فإذا قرأها الإنسان بعد صلاة الجُمعة أدرك الأجر) ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (16/143). الدَّليلُ مِنَ السُّنَّة: عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ)) رواه الحاكم (2/399)، والبيهقي (3/249) (6209). قال الذهبي في ((المهذب)) (3/1181): وقفه أصح، وقال ابن كثير في ((إرشاد الفقيه)) (1/199): مرفوع، ورُوي موقوفًا، وصحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (6470)، وقال ابن عثيمين في ((الشرح الممتع)) (5/91): أعلَّ بعضُ العلماء المرفوع بأنَّ الحديث رُوي موقوفًا، ونحن نقول: إذا كان الرافع ثِقةً، فهذه العلَّة غير قادحة، وعلى فرض أنه من قول أبي سعيد، فمِثل هذا لا يُقال بالرأي، فيكون له حُكم الرفع. انظر أيضا: المَبحَثُ الأوَّل: قراءةُ سورةِ السَّجدةِ والإنسانِ في صَلاةِ فَجرِ الجُمُعةِ. المَبحَثُ الثَّالث: السَّاعةُ التي يُستجابُ فيها الدُّعاءُ يومَ الجُمُعة.
الترغيب والترهيب " ومن مجموع هذه الروايات: نرى أن الثواب على سورة الكهف سيكون نورًا، وهذا النور يوم القيامة، وطوله يقدَّر بالمسافة التي بين قدَمَيِ القارئ ومكة أوعنان السماء، والعنان هو السحاب ، أي أن التقدير إما بالامتداد الأفقي، وإما بالامتداد الرأسي. وقد يكون المُراد عدم التحديد، بل الإشارة إلى طول المسافة التي يَغمرها النور، الذي ربما يكون هو المشار إليه بقوله تعالى: ( يومَ ترى المؤمنين والمؤمنات يَسْعَى نورُهم بيْن أيديهم وبأيْمَانِهِم) ( الحديد: 12). ولذلك من العلماء من قال: ومعنى إضاءة النور له فيما بينه وبين البيت العتيق المبالغة في ثواب تلاوتها بما تتعقله الأفهام وتتصوره العقول ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ نُورُ الْأَقْرَبِ إلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ بِقَدْرِ نُورِ الْأَبْعَدِ عَنْهُ لَوْ جُمِعَ وَإِنْ كَانَ مُسْتَطِيلًا. وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ فِي النُّورِ سِيَّانِ ، وَعَلَى كُلٍّ فَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ حُصُولِ الثَّوَابِ الْعَظِيمِ بِحَيْثُ لَوْ جُسِّمَ لَكَانَ مِقْدَارُهُ مِنْ مَكَانِهِ إلَى الْبَيْتِ. والثواب الثاني لقارئ الكهف يوم الجمعة هو مغفرة الذنوب التي وقعت بين الجمعتين، وهى الصغائر، ولعل هذا هو المراد بإضاءة النور ما بين الجمعتين، فنورُ الطاعة يمحو ظلام المعصية ( إن الحسنات يُذْهِبْن السيئات) هود 114 فَالْمُرَادُ بِالنُّورِ لَازِمُهُ وَهُوَ الْمَغْفِرَةُ وَالثَّوَابُ.
هذا وتحمل الآيات أيضاً تذكيراً للمسلمين بيوم القيامة ويوم الحشر والحساب، بالإضافة إلى التذكير بأن من يطبق أوامر الله وينتهج الإسلام حياةً له فاز فوزاً عظيماً. فضل سورة الكهف يوم الجمعة لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة فضل عظيم كونها تعتبر سبباً في نزول السكينة والراحة والطمأنينة على نفس قارئها، علاوةً على أنها تضيء له نوراً ما بين الجمعتين، فكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ)، وقد أجمع جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة على فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة. أما للراغبين بمعرفة صحة حديث فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، فقد ورد عن ابن باز عند سؤاله عن صحة فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة النص التالي: "ورد عن الصحابة قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وجاء ذلك في حديث ضعيف، إلا أن قراءتها يوم الجمعة أمر حسن، لأن فعل الصحابة لهذا الأمر يدل على أن له أصل، وأنهم سمعوا في هذا شيئاً رضي الله عنهم وأرضاهم، نستدل من ذلك أن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أمرٌ حسنٌ إن شاء الله، ويجب قراءتها كاملة". فضل اول عشر ايات من سورة الكهف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ من أوَّلِ سورةِ الكَهفِ، عُصِمَ من فِتنَةِ الدَّجَّالِ)، نستلهم من ذلك أن في حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف عصمة من فتنة المسيح الدجال.
وقت قراءة سورة الكهف: وتقرأ سورة الكهف في ليلة الجمعة أو في يومها، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس، وينتهي يوم الجمعة بغروب الشمس، وعليه: فيكون وقت قراءتها من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة. قال المناوي: قال الحافظ ابن حجر في " أماليه ": كذا وقع في روايات " يوم الجمعة " وفي روايات " ليلة الجمعة "، ويجمع بأن المراد اليوم بليلته والليلة بيومها. "فيض القدير" (6 / 199). وقال المناوي أيضاً: فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي رضي اللّه عنه. " فيض القدير " (6 / 198).