الخطبة الأولى إن الحمد لله، نحمده ونستعِينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فاللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه. روى الحاكم في مستدركه من حديث سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيّ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزَّه استغناؤُه عن الناس). - عـش مـا شـئـت فــإنـك مـيـت. كلماتٌ معدودات جُمعت في خمس وصايا، أوصى ووعظ بها جبريلُ عليه السلام، محمدا صلى الله عليه وسلم. جبريلُ عليه السلام ملَك من الملائكة العظام، أتى النبي محمدا صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا محمد، خاطبه باسمه المجرد، ولم يخاطبه بوصف النبوة أو الرسالة، لم يقل له يا نبي الله أو يا رسول الله، وإنما خاطبه قائلا يا محمد، وفي هذا إشارةٌ واضحة أن هذه الوصايا الخمس، ليست خاصةً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي عامة، إنما هي تذكرة وموعظة لكل فرد من أمته من بعده صلى الله عليه وسلم. الوصية الأولى: جبريل عليه السلام، بدأ بالتذكيرِ بِالموت فقال: (يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت).
أتاني جبريل ، فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس. الراوي: جابر بن عبدالله و سهل بن سعد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 73 خلاصة حكم المحدث: حسن. وصححه السيوطي في الجامع الصغير.
هذه هي الحقيقة التي نسيناها بل تناسيناها. لقد كان معنا أقوام يسمعون عن الموت، ويدخلون المقابر معنا، ويخرجون معنا، ولا يظنون أن الأجل قريب؛ فما لبثوا أن جاءهم الموت فبدا لهم مالم يكونوا يحتسبون. يقول سعيد بن جبير -رحمه الله-: " لَوْ فَارَقَ ذِكْرُ الْمَوْتِ قَلْبِي خَشِيتُ أَنْ يَفْسَدَ عَلَيَّ قَلْبِي ". ويقول قَبِيْصَةُ -رحمه الله-: " مَا جَلَسْتُ مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ مَجْلِسًا إِلَّا ذَكَرَ فِيهِ الْمَوْتَ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَكْثَرَ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ مِنْهُ ". فأين نحن من هذه المعاني؟! عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه. أين نحن من هذه النماذج؟! أين الخائف من الله؟! أين الذي يخشى ويتذكر تلك الساعة؟! أين الذي يبكي على ما مضى من عمره وحياته؟! أين من يحاسب نفسه قبل حسرته ومماته؟! يقول ابن الجوزي -رحمه الله-: "يجب على مَن لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعدًّا، ولا يغتر بالشباب والصحة، فإن أقل من يموت الأشياخ، وأكثر من يموت الشبان، ولهذا يندر من يكبر، وقد أنشدوا. يُعَمَّرُ وَاحِدٌ فَيَغُرُّ قَوْمًا *** وَيُنْسَي مَنْ يَمُوْتُ مِنَ الشَّبَاب وصلوا وسلموا..
2149 Following 2452 Followers 31K Likes || لا إله إلا اللّٰه محمد رسول اللّٰه || صور ☜ ✧معبرة✧إسلامية✧آيات✧مواعظ✧ ☞
[6] صحيح البخاري برقم (1469)، وصحيح مسلم برقم (1053). [7] الطبراني في الكبير (11/ 444) برقم (12257) وقال المنذري في كتابه: "الترغيب والترهيب" (1/ 636): رواه البزار بإسناد جيد. [8] إحياء علوم الدين (3/ 239). [9] إحياء علوم الدين (3/ 239).