قلتُ: ورد بمعنى هذا الأثر من طرق أخرى لكن منقطعة ذكرها محققو المطالب العالية: - وأخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 288)، من طريق مالك، عن عمر بن عبد الرحمن بن دلاف، عن أبيه، إن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا إلى صيامه، ولكن انظروا إلى من إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى وَإِذَا أشفى ورع". اهـ. - هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عمر رضي الله عنه لا يَغُرَّنك صلاة رجل ولا صيامه، من شاء صام ومن شاء صلَّى، ولكن لا دين لمن لا أمانة له. أخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 288). السفر بالليل سنة. - أيوب، عن هشام، عن عمر قال: لا تغُرَّني صلاة إمرىءٍ، ولا صومه، من شاء صام، ومن شاء صلَّى، لا دين لمن لا أمانة له. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 169). لعله بمجموع هذه الطرق حسن لغيره. والله أعلم. 2020-06-21, 01:36 PM #4 رد: لَا تَغُرَّنَّكُمْ طَنْطَنَةُ الرَّجُلِ بِاللَّيلِ.. وهل ورد بهذا اللفظ عن عمر رضي الله عنه: لا تغرنكم طنطنة الرجل في صلاته انظروا إلى حاله عند درهمه وديناره. ورد في معناه في فتوى إسلام ويب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فهذا الخبر ذكره بمعناه الحكيم الترمذي في أدب النفس فقال: وما جاء عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ حدثنا بذلك صالح بن محمد، قال: حدثنا القاسم العمري، عن عاصم بن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه: أن رجلًا أثنى على رجل عند عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال: صحبته في سفر؟ فقال: لا، قال: فأتمنته على شيء؟ قال: لا، قال: ويحك!
إن هذا السفر يحتاج إلى التقوى بصنوف أنواعها، من نيات، وأعمال وأقوال، يحتاج هذا السفر أول ما يحتاج إليه هو إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، قال تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5]، وقال عليه الصلاة والسلام: « إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى » (أخرجه البخاري). فمن خلصت نيته كانت أعماله وسائل موصلة له إلى الغاية العظيمة في السفر، وإن النية إذا شابها ما شابها من الرياء ونحوه كانت سبباً في إعاقة السفر. وكما يحتاج هذا السفر إلى التقوى فهو يحتاج أيضًا إلى أن تكون وسائل السفر صحيحة مشروعة، أي يحتاج إلى المتابعة كما في الحديث: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (أخرجه مسلم). عباد الله: إن وسائل هذا السفر كثيرة، هي الطاعات بأنواعها، وعلى رأس هذه الطاعات الصلوات الخمس، فمن حافظ عليها وأداها في وقتها مع الجماعة كانت وسيلة إلى وصوله تلك المنزلة العظيمة في سفره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من صلى البردين دخل الجنة » (أخرجه البخاري)، والبردان هما: الصبح والعصر، هذا مثال من الصلوات المفروضة، وكذلك أيضاً صلاة النافلة كما في الحديث: « من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة » (أخرجه النسائي، وصححه الألباني).
لعلك رأيته يخفض ويرفع في المسجد. وبنحو هذا ذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار، فقال: وحدّثني أبو حاتم، عن الأصمعيّ، عن العمريّ قال: قال رجل لعمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: إنّ فلانًا رجل صدق، قال: سافرت معه؟ قال لا، قال: فكانت بينك وبينه خصومة؟ قال لا، قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال لا، قال: فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد!.