قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا، للشيخ محمد اللحيدان - YouTube
خميس النقيب الهدوء شافٍ، والجو صافٍ، والمكان كافٍ، الصوت رائع، والقلب خاشع، والجمع خاضع، تساوَت الصفوفُ، وتصافحت القلوب، وتلاقت الأرواح. جمع طيب، في مكان طيب، في وقت طيب؛ وقت صلاة الفجر، قرآنُه مشهود، وجمهوره موعود، فرضُه يجعلك في ذمة الله، ونفلُه خير من الدنيا وما فيها. إنها صلاة الفجر، ما أحلاها! ما أصفاها! ما أنداها! ما أجملها! ما أروعها! طُوبى لمن حضر وخشع وفرح، خشعت الأصوات، إلا صوت الإمام يتلو القرآن، ويُبيِّن عظمة الإسلام، يظهر ثواب أتباعه، وعقاب أعدائه، كيف؟ تحدَّث عن أولئك الذين لم ينعموا بالإسلام، كيف أنهم سيندمون يوم لا ينفع مال ولا بنون، يومَ لا يكون التعامل بالدينار أو الدولار وإنما بالحسنة أو السيئة! تفسير آية قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ. استمعتُ إلى هذه التلاوة في صلاة الفجر: ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ*رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾ [المؤمنون: 106، 107]. هناك سيجدون الطريق مسدوداً تماماً كما قالوا: ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [الملك: 10]، مشهد من مشاهد يوم القيامة، هذا المشهد يُبيِّن وضع المذنب المُقَصِّر، وكيف أن النار تلفح وجهه، وكيف يقول وهو يتلقَّى العذاب، وما هي أُمنياته، مشاهد لا بدَّ أن يصل إليها كلُّ غافل وكلُّ كافر، عرَضَها الله في وقتٍ مبكر؛ ونحن في الدنيا!
عن الموسوعة نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
مُثِّلَت حالة اختيارهم لأسباب الشقوة بدل أسباب السعادة بحالة غائرة بين السعادة والشقاوة على نفوسهم. وإضافة الشقوة إلى ضميرهم لاختصاصها بهم حين صارت غالبة عليهم. والشِّقوة بكسر الشين وسكون القاف في قراءة الجمهور. وهي زنة الهيئة من الشقاء. وقرأ حمزة والكسائي وخلف { شقاوتنا} بفتح الشين وبألف بعد القاف وهو مصدر على صيغة الفعالة مثل الجزالة والسذاجة. قراءة سورة المؤمنون
﴿قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: 108]، ﴿يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنعام: 27]. ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِين﴾ [الزمر: 56]، ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ﴾ [الفرقان: 27]. قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا – مجلة الفجر. ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ*قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: 107، 108]: يعني: ابتعدوا، ولا تكلموني: ﴿إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ*فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾ [المؤمنون: 109، 110]، الجزاء من جنس العمل: ﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ﴾ [المطففين: 34]. السخرية من أهل الإيمان أصبحت تجارة الفجَّار، وأكلَ عيشِ الأشرار؛ في الفضائيات، في المجلات، في المنتديات، في الشبكات، في المؤسسات! ينشأ الشابُّ في طاعة الله؛ فيسخرُ منه إخوانه، أصدقاؤه، أقاربه، قد يسخر منه أبوه وإخوته في البيت، يقولون له: «تَشَيَّخ» لم يَعُد يفهم شيئاً، ابتعد عن سهراتِنا، طُمِس قلـبه، لم يَعُد يرى شيئاً: ﴿وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾ [المؤمنون: 110].