فلا وجود للمُطلق في هذه الدنيا, فلا راحة مطلقة, ولا صحة مطلقة, ولا لذّة مطلقة.. والسعادة ليست استثناءً من تلك. صحيح أن الإنسان يتوق إلى المطلق, ويرغب في امتلاك كل ما يخطر على باله من أسباب السعادة, ولكن من الأفضل أن يستعيض عن البحث عن السعادة المطلقة, بالأمل المطلق.. إن الأمل بيوم أفضل من يومك, وحياة أكرم من حياتك, ليس مجرد وقود للحركة والنشاط, بل هو أيضاً سبب رئيسي للسعادة. السعادة رحلة وليست محطة ليس هنالك وقت محدد, أو عمر محدد, أو مكان محدد, أو حتى سبب محدد للسعادة.. فلا تنتظرها في أهداف محددة, بل ارحل معها من مكان لمكان, ومن زمان لآخر.. فأنت يُمكن أن تكون سعيداً في كل الأوقات, وفي كل الحالات, وفي كل الأماكن.. إن كل شيء مهما كان (صغيراً) إذا منحك الشعور بالسعادة فهو سبب (كبير) لها.. كذلك الأمر بالنسبة إلى المكان, فلرُبّ غرفة صغيرة في بيت ريفي, تمنحك من السعادة أكثر مما يمنحك إياها قصر منيف على ضفاف البحر.. تعلّم من الأطفال, فهم يسعدون بأمور صغيرة نعتبرها نحن الكبار (تافهة), ولكنهم يعتبرونها كبيرة بمقدار ما تمنحهم من الشعور بالسعادة. لقد كنا في أيام الطفولة لا نملّ السعي والحركة لتحقيق أهدافنا, وكنا نعتقد أننا إذا وصلنا إلى غاياتنا فسوف نجد كلّ الارتياح, ولكننا كنا نُصاب ببعض الخيبة بعد وصولنا, فكنا فوراً نبحث عن أهداف أخرى, ونبحث عن تحقيقها, ونعود من جديد إلى الحركة والنشاط.. أين نجد السعادة الحقيقية ؟ | المرسال. كنا نقفز من هدف إلى آخر, والسعادة التي كنا نشعر بها كانت في الرحلة للوصول إلى الأهداف, وليس في بلوغها, فكان كل هدف نصل إليه يُشبه منزلاً نرتاح فيه بشكل مؤقت لكي نواصل الرحلة منه إلى غيره.
وهذا رأينا نحن. السعادة أن تكون ذاتك كذلك يرى سقراط أن السعادة ليست بالحصول على المناصب والمكاسب، فهذه الأمور قد تحقق لذة للإنسان الذي يسعى إليها ولكن ليست هي السعادة الحقيقية المرجوة من حياتنا، فأعمارنا لا ينبغي علينا أن نفنيها لهاثا خلف هذه المآرب اللذوية، لا ينبغي على الإنسان أن يبيع نفسه عن طريق المداهنة والنفاق والرياء، والأكل على كل الموائد، من أجل ماذا؟ من أجل حفنة دينارات أو دراهم أو حتى كرسي قد يزول _وهذا رأيي أيضا. السعادة الحقيقية، السعادة كل السعادة أن تكون ذاتك، تصير ذاتك، أن تبقى أنت كما أنت، ولا تغير ولا تبدل بل الثبات الثبات، ساعتها ستشعر بسعادة تتمثل في الرضا. السعادة في معرفة النفس ثم يوضح لنا سقراط طريقا آخر للسعادة قبل أن تتحدث عنه الأديان، قيمة معرفة النفس، اعرف نفسك بنفسك، وكأن الرجل يخاطب ليس عصره بل كل العصور، قيمة معرفة النفس، فمن عرف نفسه حق المعرفة عاش سعيدا مطمئنا، ليس هذا وحسب فمن عرف نفسه فقد عرف ربه. ما هي السعادة الحقيقية - موضوع. ونقول ابدأ بنفسك في معرفة نفسك فإذا ما عرفتها حق المعرفة وهذبتها انعكس ذلك على واقعك المعيش وعلى من تتعامل معهم. سقراط صاحب الحكمة والفضيلة الحكيم سقراط الذي قال: "أنا لست حكيما"، ولكن نقول له يا سيدي أنت صاحب حكمة وفضيلة، وشاهدي على ذلك حديثك عن الفضائل التي ينبغي علينا اقتنائها والعمل بها، فضيلة العمل والدعوة إلى العمل وترك اللامبالاة، وكذلك فضيلة الرياضة والتربية البدنية تهذيبا للنفس وتربية للبدن، وكذلك فضيلة القناعة والتي من خلالها يتحقق الرضا للإنسان.
بتصرّف. ↑ مايكل أرجايل، سيكولوجية السعادة ، صفحة 4. بتصرّف. ↑ عبدالله العامري (2005)، السعادة في المنظور الإسلامي (الطبعة 1)، بيروت-لبنان:دار ابن حزم للطباعة والنشر، صفحة 30_32. بتصرّف.
ذات صلة تعريف السعادة ما هي السعادة الحقيقية السعادة الحقيقية السعادة هي كل ما يُدخل الفرح والبهجة على النفس وهي الشعور بالرضا والراحة النفسية، وتعني السعادة الحقيقية العيش في فرح ووئام، وحبٍّ، [١] كما أنَّ السعادة الحقيقية تتجاوز السعادة اللحظية، وهي تنمو وتزداد، وتشمل السعادة نوعين، وهما: [٢] الملذات: هي المتع الحسية مثل: الطرب، والمرح، والإحساس بالراحة والنشوة، والبهجة، والإثارة، وهي مشاعر سريعة الزوال. المسرات: هي الأنشطة التي يُحب الإنسان ممارستها والانغماس بها مثل: قراءة كتاب، والرقص، والتسلق، وهي تستمر فترة أطول من الملذات. تعريفات السعادة الحقيقية هناك العديد من التعريفات للسعادة الحقيقية، وفيما يلي بعض الأقوال لأشخاص عرَّفوا السعادة من منظورهم الخاص: [٣] وليام فيلبس: إنّ أسعد شخص هو الذي يفكر في الإثارة والاهتمام، وتنمو السعادة أكثر كلما تقدم العمر أكثر. دينيس وايتلي: السعادة هي تجربة روحية للعيش بحب ونعمة وامتنان. وودي الن: السعادة هي تقدير ما يمتلكه المرء وعدم التفكير بما لا يمتلكه. جورج ساند: إنّ السعادة الوحيدة في الحياة هي الحب والمحبة. فاليري بيرتينيللي: إنّ السعادة هي اختيار، فعلى الرغم من وجود ضغوط في الحياة، فإنَّ تأثيرها يعتمد على قرار الشخص نفسه.