وقد استجاب الله تعالى لسيدنا زكريا عليه السلام وعندما كان يهمس بدعائه نادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب "يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا"، تفاجأ زكريا عليه السلام بهذه البشرى ، فسوف يكون له ولد ليس له شبيه او مثيل من قبل ، ومن فرط فرحه شعر زكريا عليه السلام باضطراب ولدهشته سأل ربه قائلا " قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا". وكان سيدنا زكريا عليه السلام مندهشا من كونه عجوز وامرأته كان عاقر "قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا "، وقد افهمت الملائكة سيدنا زكريا عليه السلام ان هذه مشيئة الله ، ولا يوجد شئ صعب على الله عز وجل ، فما يريده يأمره بالوجود فيوجد، وان الله خلق زكريا عليه السلام ولم يكون شيئا "اِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ". وفرح زكريا عليه السلام فرح شديدا وشكرالله وسأله ربه ان يجعل له اية او علامة ، "قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا".
سألها زكريا: (قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا) ؟! مريم: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ). قال زكريا في نفسه: سبحان الله.. قادر على كل شيء.. قصه نبي الله زكريا عليه السلام. وغرس الحنين أعلامه في قلبه وتمنى الذرية.. فدعا ربه. سأل زكريا خالقه بغير أن يرفع صوته أن يرزقه طفلا يرث النبوة والحكمة والفضل والعلم.. وكان زكريا خائفا أن يضل القوم من بعده ولم يبعث فيهم نبي.. فرحم الله تعالى زكريا واستجاب له. فلم يكد زكريا يهمس في قلبه بدعائه لله حتى نادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 29/1/2018 ميلادي - 13/5/1439 هجري الزيارات: 160624 قصص نساء حواها القرآن امرأة زكريا عليه السلام سوف أسرد لكِ اليوم أيتها المباركة قصةَ امرأة فريدة من نوعها، امرأة مباركة من شجرةٍ مباركة نبتت نباتًا حسنًا طيبًا، تؤتي أُكُلَها كل حين، وكيف لا؟ وهي زوجة نبيٍّ؛ زكريا عليه السلام، وأمُّ نبي؛ يحيى عليه السلام، وخالة نبي؛ عيسى عليه السلام. امرأة زكريا عليه السلام. اجتمعت عليها هذه الفضائل كلها؛ فقدَّمت لنا امرأة عظيمة ذات قدر جليل عند الله وعند من حولها، اسمها إيشاع بنت عمران زوجة نبيِّ الله زكريا عليه السلام. شاء الله أن تُكتبَ عنده عاقرًا، وزوجها شيخ كبير؛ كما جاء في القرآن في قوله تعالى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49، 50]. فآمنت بقدر الله، وصبرت وتحمَّلت فقد النعمة التي حُرمت منها، لطالما كان يحنُّ قلبها وزوجها إلى طفلٍ يجلب السعادة، ويرث من بعدهما، فلم يستسلما، وكانا يظنَّان بالله الظنَّ الحسن، وكانا دائمي الدعاء؛ لعل هذا اليوم أن يأتي ويستجيب الله دعاءهما.