ولما رأوا الشدة التي حلت بهم، بادروا إلى حفر الأرض، وإقامة السراديب، ثم الاختباء في أعماقها، مخافة الهلاك والفناء، إلا أن قوة الريح وعتوها انتزعتهم من أعماق تلك السراديب، وقذفت بهم فوق سطح الأرض صرعى، كأنهم أصول أشجار نخل، اقتلعت من جذورها العميقة، وقذف بها خاوية مهملة. قال صاحب الكشاف: "كانوا يتساقطون على الأرض أمواتاً، وهم جثث طوال عظام، كأنهم أعجاز نخل، وهي أصولها بلا فروع، منقعر: منقلع عن مغارسه. وقيل: شبهوا بأعجاز النخل؛ لأن الريح كانت تقطع رؤوسهم، فتبقى أجساداً بلا رؤوس". كيف أهلك الله قوم عاد؟ ولماذا شبههم بأعجاز النخل الخاوية؟. فالآية الكريمة شبهت قوم عاد المطروحين على الأرض بأصول النخيل المقطوعة، التي تُقلع من منابتها ؛ إذ تزول فروعها، ويتحات ورقها، فلا تبقى إلا الجذوع الأصلية؛ فلذلك سميت أعجازاً. وذكرت بعض كتب التفسير ، أن هذا التشبيه لقوم عاد بالنخل، إنما مرده إلى ما كانوا عليه من طول في القامة، ومتانة في الأبدان، تمكنهم من مواجهة البأساء والضراء، ومع ذلك فلم يغن عنهم ذلك من أمر الله شيئاً، وحاق بهم العذاب؛ جراء عتوهم، وتكبرهم، وتجبرهم. التشبيه الثاني: قوله سبحانه: { فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة من الآية:7] ؛ التشبيه في هذه الآية يصف النخل بـ "الخواء"، فيُحتمل أن يكون وصفاً لـ "القوم"، فإن الريح كانت تدخل أجوافهم، فتصرعهم كالنخل الخاوية الجوف، ويحتمل أن تكون "(الخاوية" بمعنى "البالية"؛ لأنها إذا بليت، خلت أجوافها، فشُبهوا بعد أن أُهلكوا بالنخيل البالية.
9. وذكر الهلاك في " الحاقة" دون "القمر" " وأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا " وكذلك الصرع: " فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى " لأن الحديث في "الحاقة" كان عن خاتمة "عاد" فجاء ذلك في السورة المتأخرة في الترتيب، وتاء التأنيث يؤتى بها لبيان المنزلة الأخرى، أو التالية، أو الأخيرة. 10. أن الخواء هو فراغ يحدث في الشيء، والخواء الفضاء ما بين الرجلين؛ والهلكى والصرعى بمثل هذا العذاب؛ تتباعد فيه أرجلهم، وتمتد أياديهم بعيدًا عن جوانبهم، فذكر الهلاك والصرع يتناسب مع تأنيث خاوية. 11. خاوية تشمل المنقعر المتقدم ذكره، وغير المنقعر فتأخير ذكرها ليشمل الجميع، وبعد مرور ثمانية أيام تكون الريح قد مرت عليهم جميعًا! التشبيه في القرآن والسنة – كأنهم أعجاز نخل خاوية | موقع البطاقة الدعوي. ؛ " فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ". 12. ذكر العتو للريح في "الحاقة" المتأخرة" والعتو لا يتأتى إلا بطول تسليطها عليهم؛ واشتداد تأثيرها فيهم، فجاء ذكر العتو مع الأيام الثمانية، وهذا يناسب التأنيث في "الحاقة" وأما في "القمر" فالريح صرصر فقط؛ " رِيحًا صَرْصَرًا "، ويفسر الريح الصرصر بالريح البارد، والبرودة تيبس الأجساد، وتشدها، فصلح التذكير في هذا الحال. 13. ذكر في سورة القمر " يوم " واحد " مستمر " وكان استمراره " سبع ليال وثمانية أيام " ومجموعها (15) ليلة ويوم، ونجد رقم سورة القمر هو (54)، وإذا أضفنا عليه (15)، أصبح الرقم (69)، وهو رقم سورة الحاقة، الذي ذكرت فيها تفاصيل القصة مرة أخرى.
ثم إن لفظ منقعر مناسب للفاصلة القرآنية في سورة القمر (القمر، مستمر، النذر، مستقر، منقعر) بينما لفظ خاوية مناسب للفاصلة القرآنية في سورة الحاقة (الحاقة، القارعة، الطاغية، عاتية، خاوية، باقية) وفي كل فاصلة قرآنية جرْس خاص بها يضفي على السورة طابعاً خاصاً بها. وأخيراً لفظ أعجاز يعني بدون رأس وقوم عاد الذين استكبروا على الخلق وظنوا أنهم أشد الناس قوة كان عقابهم بقطع رؤوسهم عن أجسادهم بفعل الريح التي سخرها الله تعالى عليهم جزاء وفاقاً فهم تعالوا على أمر الله تعالى ورفعوا رؤوسهم استكباراً وعلواً في الأرض فقطعت هذا الرؤوس المستكبرة التي اتخذت عقولها هواها! [highlight=#edeff4][blockquote] [font=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif:a6jsw94t][/font:a6jsw94t] [/blockquote] [font=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif:a6jsw94t][/font:a6jsw94t] [/highlight]
وبما أن القرآن الكريم ليس في ترادف أي أن كل كلمة في القرآن وردت لحكمة ولتناسب السياق الذي وردت فيه وكذلك تناسب جزئيات القصة التي وردت في كل سورة من السور. بعد ذكر العذاب مجملاً في سورة فصلت جاء تفصيله في سورتين في القرآن الكريم هما سورة القمر وسورة الحاقة ولكن باختلاف بعض الكلمات ولهذا حكمة وبلاغة قرآنية مبدعة سنتوقف عند بعض نقاطها: يقول د. فاضل السامرائي: عندنا قاعدة أن التأنيث قد يفيد المبالغة والتكثير فيقال: رجل راوية، داعية هذه فيها مبالغة مثل علام علامة، حطم حطمة، همز همزة هذه مبالغة وهذه قاعدة لغوية وتعني التكثير مثال قوله تعالى: (قالت الأعراب آمنا) قالت بالتأنيث وقال (قال نسوة في المدينة) قال بالتذكير، فالأعراب أكثر من بعض النسوة. قال تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)) وقال في يوم واحد بينما في سورة الحاقة قال (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)) سبع أيام بلياليها أكثر من يوم فجاء بالتأنيث للدلالة على المبالغة والتكثير.
ثم قال في الحاقة قال (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)) وفي القمر قال (رِيحًا صَرْصَرًا) لم يقل عاتية فزاد العتو وزاد الأيام في الحاقة فيكون الدمار أكبر فقال خاوية لأن الخاوية أكثر من منقعر لأن كل منقعر هو خاوي والخاوي عام يشمل المنقعر وغير المنقعر فجاء بكلمة خاوية التي هي أعم من منقعر وجاء بالتأنيث للمبالغة والتكثير وصفة الرياح أقل ريح صرصر لذا قال بعدها (فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ). وقال د. محمد هداية: أن لفظ منقعر يصف كيف وقع فعل عذاب الله تعالى عليهم بينما لفظ خاوية تُظهر المشهد الذي بدوا عليه بعد حلول العذاب عليهم. فخاوية تُظهر المشهد ومنقعر تدل على كيفية إتمام الفعل. فالوصف من السورتين يعطي مشهد حالهم بعد العذاب كاملاً. وذكر لفظ منقعر في سورة القمر مذكراً لأن اسم السورة مذكر فناسب ذكر صفة مذكر (منقعر) بينما ورد لفظ خاوية في سورة الحاقة وكلاهما مؤنث. سورتي الحاقة والقمر سورتان تتحدثان عن موضوع واحد وهو القيامة وأهوالها ومتعلقتان بالساعة فجاء ردّ الله تعالى على استكبار قوم عاد الذين ظنوا أنهم أشد الناس قوة في الأرض ليدلنا نحن كل من يقرأ القرآن أن القوة لله جميعاً في الدنيا وفي الآخرة، لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار.
الآثار على مجتمع الأعمال من المقرر أن تكون الشركات السعودية أول من يواجه هذه التحديات بين مجلس التعاون لدول الخليج. ومن المقرر أن تُنفِّذ المملكة ضريبة القيمة المُضافة ابتداءً من 1 يناير 2018، عقب موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة للزكاة والدخل على اللوائح التنفيذية (GAZT)، برئاسة معالي وزير المالية، محمد الجدعان. يجب على جميع الشركات السعودية التي تتعدى إيراداتها السنوية 375000 ريال سعودي أن تسجِّل في ضريبة القيمة المُضافة. أما الشركات التي تتراوح إيراداتها السنوية بين 187500 و375000 ريال سعودي فلديها خيار التسجيل في ضريبة القيمة المُضافة، إن رغبت في ذلك. الموعد النهائي للتسجيل عبر الموقع الرسمي لضريبة القيمة المُضافة الذي أطلقته الهيئة العامة للزكاة والدخل "GAZT VAT" هو 20 ديسمبر 2017. الضرائب في دول الخليج وتعزيز دورها. وستتعرض أي شركة لم تسجِّل لغرامة بقيمة 10000 ريال سعودي. لقد سجّلت بالفعل أكبر 250 شركة في المملكة في الهيئة العامة للزكاة والدخل، وسيتم تسجيلهم تلقائيًا في ضريبة القيمة المُضافة. للشركات الصغيرة التي تقل مبيعاتها عن مليون ريال سعودي عام إضافي للتسجيل، أي حتى 1 يناير 2019، لتتمكّن من التأكد من أنها مستعدة لضريبة القيمة المُضافة.
وفي حين تُرفَع شعارات التحول الاقتصادي في الخليج، لا تظهر مؤشراتٌ على تغيير جذري في نمط الاقتصاد الريعي، والحرص على فرض أنواعٍ محدّدة من الضرائب دون سواها، يتسق مع استبعاد تغييرٍ جذري في الاقتصاد الخليجي، وتحميل الطبقات الوسطى والدنيا، العبء الأكبر من فاتورة خطط الإصلاح الاقتصادي، فيما يحافظ أصحاب الامتيازات على مكاسبهم، ويحصدون المزيد. بدر الإبراهيم لقراءة المادة على الموقع الاصلي انقر هنا
مثل هذا السلوك الاستهلاكي الضار، في حاجة إلى السيطرة عليه، من خلال فرض ضرائب مرتفعة تمنع مثل هذا النوع من الاستهلاك. بالطبع الهدف من مثل هذه الضريبة متعدد، فهي تؤدي إلى جباية إيرادات للدولة وفي الوقت ذاته تعمل على تقليل الواردات من مثل هذه السلع أو تقليل عمليات إنتاجها محليا ومن ثم توجيه الموارد نحو أوجه أكثر فائدة للمجتمع. النوع الثاني من الضرائب المؤكد تطبيقه خلال العامين القادمين هو ضريبة القيمة المضافة، وهي إحدى أنواع ضرائب الاستهلاك، لأن الذي يتحملها في النهاية هو المستهلك، على الرغم من أن الذي يقوم بدفعها هو المنتج أو الموزع للسلعة. وتفرض ضريبة القيمة المضافة على كل مرحلة من مراحل إنتاج السلعة أو الخدمة، ففي كل مرحلة من مراحل الإنتاج ترتفع قيمة السلعة، وتفرض الضريبة على الزيادة في قيمة السلعة "القيمة المضافة للسلعة"، لذلك تسمى ضريبة القيمة المضافة. وبالتالي مع بدء فرض هذه الضريبة يتوقع أن ترتفع أسعار السلع والخدمات التي تفرض عليها بمعدل الضريبة نفسه أو أقل قليلا يعتمد ذلك على مرونة الطلب السعرية بشكل أساس. ضريبة القيمة المضافة في دول الخليج | صحيفة الاقتصادية. ونظرا لأن ضريبة القيمة المضافة تفرض على السلعة في نقاط متعددة، فإن عملية حسابها وجمعها تتطلب جهازا ضريبيا كفؤا وفعالا، لذلك لا أتوقع نجاح هذه الضريبة في تكوين حصيلة ضريبية كافية، على الأقل في مراحل التطبيق الأولى.
وعلى صعيد الشركات، ترى "وكالة فيتش" للتصنيف الائتماني أن خطة تطبيق ضريبة القيمة المضافة في دول "مجلس التعاون الخليجي" ربما تفرض مخاطر تشغيلية على الشركات وضغوطاً على الأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك وإطفاء الدين، وكذلك على التدفقات النقدية في بعض القطاعات. ويمكن أن يؤثر إدخال القواعد الضريبية الجديدة على كيفية عمل الشركات، ولا سيما بالنسبة للتسعير والمحاسبة، فإذا تم تنفيذ تلك القواعد الضريبية الجديدة، يجب أن تضمن سير المستحقات بشكل صحيح، وبالتالي يجب مراجعة النظام المالي، والهيكل التشغيلي. الضرائب في دول الخليج يعقدون اجتماعاً. ونوهت الوكالة بأن تطبيق ضريبة القيمة المضافة أوائل 2018 وهو جدول زمني يصعب جداً الالتزام به في منطقة ليس لها تاريخ يذكر في فرض ضرائب من أي نوع، ما سيخلق ذلك حالة من الضبابية وتحديات تشغيلية أمام شركات الخليج أكبر من تلك التي تواجهها شركات المناطق الأخرى التي اعتادت على ثقافات ضريبية معينة، وطبقت ضريبة القيمة المضافة أو أجرت إصلاحات على منظوماتها الضريبية. وتخطط دول الخليج منذ فترة طويلة لتبني الضريبة في 2018 من أجل تعزيز الإيرادات غير النفطية لكن الاقتصاديين والمسؤولين ببعض الدول، عبروا في أحاديث خاصة عن تشككهم في إمكانية تطبيقها بشكل متزامن في كل دول المجلس الواقعة تحت ضغوط مالية جراء انخفاض أسعار النفط.