والمسلمون الصادقون يُكرِمُهم الله عز وجل بعد ضربِ الصراط يوم القيامة، فيكون شعارُهم عليه: "سلِّم سلِّم"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فيقوم المسلمون، ويوضع الصراط، فيمرُّون عليه مثل جِيادِ الخيل والرِّكاب، وقولهم عليه: سلِّم سلِّم))؛ صحيح سنن الترمذي. وعند مسلم: ((ثم يُضرَب الجسر على جهنم، وتحلُّ الشفاعة، ويقولون: اللهم سلِّم سلِّم)). فيَسلَم مِن أهوال الصراط مَن حقَّق آثار الإيمان باسم الله "السلام"، ويكون في أعلى درجات الناجين. يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((فيمر المؤمنون كطَرْف العين، وكالبَرْق، وكالرِّيح، وكالطير، وكأَجاوِيد الخيل والرِّكاب، فناجٍ مُسلَّم، ومَخْدُوش (مَخْدُوج) مُرسَل، ومَكْدُوسٍ في نار جهنم)). قال السيوطيُّ رحمه الله، وغيرُه: "يكونون على أنحاءٍ: فبعضهم مُسلَّمون مِن آفته، وبعضهم مَخْدُوجَون؛ أي: ناقصون مِن خلقتهم، تأخذ الخطاطيف مِن لحمه لتسعفَه النارُ، ثم ينجو، وبعضهم مُحتَبَس ومنكوس؛ أي: يلقي في النار على وجهه". اسم الله تعالى السلام. فلا ضيرَ إِنْ سلِمْتَ يوم القيامة أن يصيبَك في الدنيا ما يصيب غيرَك مِن الفقر، والمرض، والحاجة، والجفاء، والاتهام بالباطل، والطعن في العِرْض، والرَّمْي بالنقص والجهل؛ فقد أصاب ذلك غيرَك مِن الأنبياء والصالحين، فما أقعدهم عن إصلاح دينهم، وما شغلهم عن آخرتهم؛ لأن الفوز الحقيقيَّ هو الفوز بالجنة.
ومن الأسماء الحسنى التي وردت في كتاب الله العزيز: اسمه سبحانه (السَّلَامُ) ، قال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (23) الحشر وعند البخاري: ( قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قُلْنَا السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ.
لا تأخذه سنة ولا نوم ". وقيامه على المخلوقات وقدرته سالمة من التعب واللغو وعلمه سلام لا يغيب عنه شيء في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة وكلماته سلام من الكذب والظلم وغناه سلام وسالم من فقر أو نحوه وإلوهيته سلام وسالمة من مشاركه او معاون وحلمه ومغفرته سلام وسالمة من أن تكون لحاجة او مجاملة لأحد وعذابه وانتقامه وعقابه سلام من أن يكون ظلماً أو تشفياً وقضاءه وقدره سلام وسالم من العبث والجور ونزوله كل ليلة إلي سماء الدنيا كما يليق به سلام ما يضاد علوه هذا هو المعنى الأول للسلام أي أن الله هو مصدر الأمن والسلامة فكل من ابتغى السلامة عن غيره فلن يجدها. " وأن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وأن يردك بخير فلا راد لفضله, يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم " يوسف " 107 والمعنى الثاني لأسم الله السلام فهو الذي سلم مخلوقاته من الخلل والعيب والقصور قال تعالى: { ماترى في خلق الرحمن من تفاوت} أي اختلاف أو نقص وقال سبحانه وتعالى { الذي أحسن كل خلقه} فالأفلاك تدور منذ ملايين السنين في نظام ثابت لا تضطرب. { لا الشمس ينبغي لها أن تدر القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} يس 40.
5- أنَّه يَفتَحُ بابَ التهنئة بالعام الميلادي؛ لأنَّ أكثرَ الدُّول الإسلاميَّة اليوم -للأسف - تبتدئ عامَها الجديدَ بعامِ ميلادِ المسيح عليه السلام - زعموا -، وتهنئتهم بعضهم بعضًا في هذه الحالة ليس لكونِه عِيدًا للنصارى، بل لأنَّه يُمثِّل العامَ الجديد بالنِّسبة لهم؛ فمَن أجاز التهنئة لغيرِهم بعامِه الجديدِ، يَلزَمه إباحةُ التهنئةِ لهم بعامهم الجديد. 6- أنَّ القول بجوازِ التَّهنئة يُفضي إلى التوسُّع فيها؛ فتكثُر رسائلُ الجوَّال، وبطاقات التهنئة (المعايدة)، وعلى صفحاتِ الجرائد ووسائلِ الإعلام، وربَّما صاحَبَ ذلك زياراتٌ للتهنئة، واحتفالاتٌ، وعُطَل رسميَّة، كما هو حاصلٌ في بعض الدول، وليس لِمَن أجاز التهنئةَ بأوَّل العام الهجري الجديد وعدَّها من العاداتِ حُجَّةٌ في مَنْع هذا إذا اعتادَه الناسُ وأصبَحَ عِندَهم من العادات؛ فسَدُّ هذا البابِ أَوْلى. 7- أنَّ التهنئةَ بالعام الهجري الجديدَ لا معنَى لها أصلًا؛ إذ الأصلُ في معنى التهنئة: تجدُّد نِعمة، أو دَفْع نِقمة؛ فأيُّ نِعمة حصَلَت بانتهاءِ عامٍ هِجري؟! والأَوْلى هو الاعتبارُ بذَهابِ الأعمار، ونَقصِ الآجال. وعليه ؛ فالقول بالمنع أَوْلى وأحْرى، وإنْ بدَأَك أحدٌ بالتَّهنئة، فالأَوْلى نُصحُه وتعليمُه؛ لأنَّ ردَّ التهنئةِ فيه نوعُ إقرار له، وقياسها على التحيَّة قياسٌ مع الفارق!
يبحث العديد من المواطنين عن موعد بداية العام الهجري الجديد 1443 ه ـ، حيث تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر المحرم لعام 1443 هجريا بعد غروب شمس يوم الأحد المقبل الموافق 8 أغسطس، والذي من المقرر أن يوافق 29 من شهر ذي الحجة لعام 1442 هجريا. موعد بداية العام الهجري الجديد 1443 هـ وحول موعد بداية العام الهجري الجديد 1443 هـ ، فإنه من المتوقع بحسب الحسابات الفلكية بأن تكون رأس السنة الهجرية يوم الاثنين 9 أغسطس، حيث أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قرارا بأن يكون يوم الخميس، الموافق 12 أغسطس 2021، بمناسبة رأس السنة الهجرية. الإفتاء عن الإحتفال بالعام الهجري الجديد 1443 هـ وعن موعد بداية العام الهجري الجديد 1443 هـ، أكدت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية علي « فيس بوك» أن الاحتفال بالسنة الهجرية جائز شرعا، ويجوز للمسلم أن يصوم به، لما رواه أبي هريرة عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ» رواه مسلم. وأضافت الدار، أن النبي وصل النبي إلى المدينة في شهر ربيع الأول، لكن جُعِل شهر المحرم بداية العام الهجري لأنه كان بداية العزم على الهجرة؛ يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 268، ط.
ذات صلة كيف نستقبل العام الجديد كيف نستقبل المولود الجديد العام الهجري في الأوّل من محرم ومن كل عام هجري تحتفل الأمّة العربية والإسلامية برأس السنة الهجرية، وفي هذا اليوم يستذكر المسلمون خروج الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من مكة هارباً من ظلم قريش إلى المدينة المنورة والتي استقبلته بالتهليل والترحيب والغناء ليبدأ تاريخ المسلمين وتقويمهم الخاص. وفي هذا اليوم تحتفل الشعوب على اختلاف عاداتها، فقد أصبح العام الهجري مناسبةً دينية واجتماعية لها طقوسها الخاصة، فالبعض يحتفلون في المسجد فيتبادل الرجال التهاني بعد صلاة الفجر أو الظهر، والنساء يجتمعن لحضور محاضرات دينية تتحدث عن هذا اليوم وتروي أحداثه ومدى معاناة الرسول الكريم في الهجرة ليبدأ عصر الإسلام الجديد، وتتخلّل المحاضرات احتفالاً تُقدّم به كل سيدةٍ طبقاً من الحلوى أعدته لهذه المناسبة مع القهوة السادة، وتتخلّل الحفل أيضاً فقرات مختلفة ومسابقات دينية، كما تكثر النساء من الصلاة على النبي الكريم في تلك الجلسات. في التقويم الهجري الجديد يُعدّ الأول من محرم هو يوم رأس السنة الهجرية، وهو يوم هاجر الرسول الكريم مع صديقه ورفيقه أبو بكر الصديق من مكة المُكرمة إلى المدينة المنورة ليكون بداية عهد جديد للإسلام، لهذا كان هذا اليوم احتفالاً اجتماعيّاً يتذكّره جميع المسلمين.