كان أبو بكر الباقلاني كثير التحصيل، غزير التأليف، حسبت تآليفه وإملاءاته على أيام عمره كلها فوقع لكل يوم عشرون ورقة أو نحوها، ويبلغ عدد المؤلفات التي عُرِفت له ثلاثة وخمسين مؤلفاً في الفقه وأصوله، وعلم الكلام، ومن هذه الكتب: «التمهيد في الرد على الملحدة والمعطّلة والخوارج والمعتزلة» يدل على ذهنية متفتحة واطلاع واسع، ألفه لصمصام الدولة، وهو مطبوع. «شرح كتاب اللمع» لأبي الحسن الأشعري، وقد قرأت عليه جماعة من الأئمة. وهو مخطوط في المتحف البريطاني. و«الانتصار لنقل القرآن»، وهو بيان لتواتر القرآن وقطعيّته، طبع باختصار الإمام الصيرفي. و«إعجاز القرآن» وهو أشهر كتبه، طار صيته به، وخلد ذكره بسببه. أظهر فيه إعجاز القرآن في بيانه، وعقد موازنات بين أسلوب القرآن وأسلوب أفصح فصحاء العرب، كأشعار المعلقات، وظهر منها تضاؤل فصاحتهم وبلاغتهم أمام فصاحة القرآن وبيانه. في سبتمبر 2012 أعلن الأزهر عن اكتشاف مخطوط نادر في مصر ينسب إلى الإمام الباقلاني، مؤكدا أن هذا المخطوط يعد من أقدم النصوص الأصولية في مكتبات العالم. وحسب مصدر بالأزهر فقد عثر الباحث د. أبو بكر عبد الله سعداوي على المخطوط الذي كان مجهول العنوان والمؤلف في قسم رواق الشوام بمكتبة الأزهر.
مجهول، قاله عبد الحق في الأحكام.. • أبو بكر بن معقل، اسمه: مطرف [7779].. • أبو بكر بن سوسن: هو أحمد بن المظفر [864].. • أبو بكر السفياني: هو أحمد بن يحيى بن الحجاج [898].. • أبو بكر البغدادي: هو أحمد بن أبي يحيى الأنماطي [897].. • أبو بكر الأَبِيْوَرْدي: هو أحمد بن يعقوب [911].. 8774- ذ-[أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل, واسم أبي عاصم: الضحاك بن مخلد الشيباني] أبو بكر بن أبي عاصم. عن عبد الجبار بن العلاء العطار. وعنه عبد الله بن محمد بن جعفر شيخ أبي نعيم. قال ابن القطان: لا أعرفه كذا قال!. وهو إمام ثقة حافظ مصنف لا يجهل مثله، انتهى كلام شيخنا. وهو: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، اسم أبي عاصم: الضحاك بن مخلد الشيباني. روى عن جده لأمه أبي سلمة التبوذكي، وَأبي الوليد الطيالسي وهدبة بن خالد وهشام بن عمار والأزرق بن علي وجمع كثير من البلدان وله الرحلة الواسعة والتصانيف الكثيرة في الأبواب. روى عنه أبو محمد بن حيان وأبو أحمد العسال وأحمد بن بندار الشعار وأحمد بن معبد السمسار وآخرون. قال أبو سعيد بن الأعرابي في طبقات النساك: سمعت أنه كان يذكر أنه يحفظ لشقيق البلخي ألف مسألة وكان من حفاظ الحديث والفقه وكان يذهب إلى الظاهر والقول بترك القياس.
أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد الباقلاّني (و. 949 _ ت. 1012) البصري ثم البغدادي. الإمام العلاّمة في علم الكلام والفقه وأصوله. وُلد في البصرة ، وانتقل مبكراً إلى بغداد ، وحصّل أنواعاً من العلوم، كالحديث، والفقه ، وعلم أصول الدين المعروف بعلم الكلام، وأحاط خبراً بالأديان ومذاهب الفرق الإسلامية، وأدلّة أهل الملل والفرق، وتولى منصب القضاء بالبصرة. برع في أصول الدين والعقائد على طريقة أبي الحسن الأشعري ، حتى بلغ في ذلك منزلة الأشعري نفسه، وعدّوه نظيره، لكنه لم يقلده في كل شيء بل أعمل نظره في كل ما كتبه، فخالفه في مسائل دقيقة، وكان في مسألة خلق القرآن أقرب إلى مذهب الإمام أحمد، وقد انتهت إليه رئاسة الأشاعرة في زمنه. نهج أبو بكر الباقلاني منهج أهل السنة والجماعة في إقامة الحجج والأدلة لمذهبه حتى لقب «سيف السنة» و«لسان الأمة»، وامتاز بأنه كان المتكلم على لسان أهل الحديث، فكانت له في جامع المنصور حلقة عظيمة يقرر فيها كل علومه. أرسل إليه عضد الدولة وإلى أحد الشيوخ بالبصرة ليعرف أدلّة أهل السنة والجماعة على غيرهم، وهو شاب، فتوجه إليه أبو بكر الباقلاني، وأفادت رحلته هذه إلى شيراز في إظهار نبوغه، وغلبته على مخالفيه وفلجه بالحجة، فقرّبه عضد الدولة، وصحبه معه إلى بغداد لما دخلها، ودفع إليه ابنه صمصام الدولة، ليعلمه مذهب أهل السنة.
قلت: أخذ القاضي أبو بكر المعقول عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجاهد الطائي صاحب أبي الحسن الأشعري. وقد سار القاضي رسولا عن أمير المؤمنين إلى طاغية الروم ، وجرت له أمور ، منها أن الملك أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعا للملك ، ففطن لها القاضي ، ودخل بظهره. ومنها أنه قال لراهبهم: كيف الأهل والأولاد ؟ فقال الملك: مه! أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا ؟ فقال: تنزهونه عن هذا ، ولا تنزهون رب [ ص: 192] العالمين عن الصاحبة والولد! وقيل: إن الطاغية سأله: كيف جرى لزوجة نبيكم ؟ -يقصد توبيخا- فقال: كما جرى لمريم بنت عمران ، وبرأهما الله ، لكن عائشة لم تأت بولد. فأفحمه. قال الخطيب سمعت أبا بكر الخوارزمي يقول: كل مصنف ببغداد إنما ينقل من كتب الناس سوى القاضي أبي بكر ، فإنما صدره يحوي علمه وعلم الناس. وقال أبو محمد البافي: لو أوصى رجل بثلث ماله لأفصح الناس لوجب أن يدفع إلى أبي بكر الأشعري. قال أبو حاتم محمود بن الحسين القزويني: كان ما يضمره القاضي أبو بكر الأشعري من الورع والدين أضعاف ما كان يظهره ، فقيل له في ذلك ، فقال: إنما أظهر ما أظهره غيظا لليهود والنصارى ، والمعتزلة والرافضة ، لئلا يستحقروا علماء الحق.
الأمانة الصغيرة. شرح أدب الجدل. الأصول الكبير في الفقه. الأصول الصغير. مسائل الأصول. أمالي إجماع أهل المدينة. فضل الجهاد. المسائل. المجالسات المنثورة. كتاب على المتناسخين. كتاب الحدود على أبي طاهر محمد بن عبد الله بن القاسم. كتاب على المعتزلة فيما اشتبه عليهم من تأويل القرآن. كتاب المقدمات في أصول الديانات، في أن الروم ليس بشيء. نصرة العباس وإمامة بنيه، في المعجزات أصل استجلبت. المسائل القسطنطينية. الهداية. وهو كتاب كبير. جواب أهل فلسطين. البغداديات. النيسابورات. الجُرجانيات. مسائل سأل عنها ابن عبد المؤمن. الأصبهانيات. التقريب والإرشاد في أصول الفقه، كتاب كبير، المقنع في أصول الفقه. الانتصار للقرآن. دقائق الكلام. الكرامات. نقض الفنون للجاحظ. تصرف العباد، والفرق بين الخلق، والاكتساب. الأحكام والعلل. كتاب الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. ومما لم أجد بخط الشيخ، مما وقفت عليه، كتاب البيان، عن فرائض الدين، وشرائع الإسلام. وصف ما يلزم من جرت عليه الأقلام، من معرفة الأحكام، مختصر التقريب والإرشاد الأصغر. وله الأوسط. ولم أره. وكتاب مناقب الأئمة. وكتاب التبصرة. وكتاب رسالة الحرة.
وزيادة من الباقلاني في إفحام الخصم أضافَ حجَّة عقليَّة تلزم الملك الإقرارَ بما لا يعتقدُ، وهو ما يعرف في علم المناظرة بإلزام الخصم نقيضَ ما يذهبُ إليه من نفس دليله؛ وهو قوله: لو أننا سلمنا بأن المسيح عليه السلام يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص من ذاته - لجاز أن يقال: موسى فلق البحر، وأخرج يده بيضاء من غير سوء من ذاته، وليست معجزات الأنبياء عليهم السلام من ذاتهم وأفعالهم دون إرادة الخالق، فلما لم يَجُزْ هذا، لم يَجُزْ أن تسندَ المعجزات التي ظهرت على يد المسيح إليه. وقد زعَم الملكُ بعد هذا أن الأنبياء كلَّهم يتضرَّعون للمسيح عليه السلام؛ محاولاً بذلك ردَّ الاعتبار لعقيدته. لكن الباقلاَّني سار على نفس المنهج في الرد، فأجابه بأن ما زعمَه الملك يمكن لكلِّ صاحب دين أن يَدَّعِيَه، ولا يمنعه أحد، وليس مقتصرًا فقط على النصارى وحدَهم، أليس في لِسَان اليهود عظم، لا يقدرون به أن يقولوا: إن المسيح كان يتضرع إلى موسى؟ وكل صاحب نبي يقول: إن المسيح كان يتضرع إلى نبيِّه؟ فلا فرق بين الموضعين في الدعوى. وأما الموضوع الثالث الذي دارت حوله المناظرة: لما سألهم الباقلاَّني عن اتِّحاد اللاهوت بالناسوت؟ فأجابوا بأنه فعَلَ ذلك لتخليص البشرية من الهلاك.
ثمَّ كانت الكشَّافاتُ العامَّةُ: كشَّافُ الآياتِ القرآنيَّةِ الكريمةِ، وكشَّافُ الأحاديثِ النبويَّةِ الشَّريفةِ والآثارِ، وثَبَتُ المصادِرِ والمراجِعِ، وفِهْرسُ الموضوعاتِ. والكتابُ فريدٌ في بابِه، وفيه دراسةٌ عن الباقِلَّانيِّ بديعةٌ وجديدةٌ في طَرْحِها.