آخر تحديث: أكتوبر 23, 2021 تفسير: والله يدعو الى دار السلام تفسير: والله يدعو إلى دار السلام من حيث المعنى والموضع يعد من أدق التفاسير التي تم شرحها عبر العديد من العلماء والفقهاء أيضًا. هذا وتجد في كافة كلمات القرآن الكريم وحروفه مقصد وهدف قد أراده الله عز وجل سواء كان لهداية عباده أو لوعيد المشركين بما سيحل بهم من أهوال وغير ذلك من أهداف. يمكنك التعرف على تفسير تلك الكلمات ومعناها وما يدور حولها من عِبر فقط من خلال متابعة موقعنا. تفسير: والله يدعو إلى دار السلام جاءت تلك الكلمات في الآية رقم 25 من سورة يونس، وقد ذكر الله عز وجل في الآية السابقة لها وصف الدنيا وما يجمعه الإنسان فيها من خيرات بأمر الله. ثم بقدرة الله أيضًا يتم فناء كل ذلك، ثم تم ذكر دعوة الله تعالى العامة لجميع خلقه إلى دار السلام. وهنا يتجلى تفسير: والله يدعو إلى دار السلام في قول الحسن وقتادة أن السلام هي أحد أسماء الله عز وجل. وبذلك فرب العالمين يدعو عباده إلى داره هو أي الجنة، هذا وقد سميت بدار السلام لأنه كل من دخلها قد سلم من كل شر وضرر. والله يدعو الى دار ام. كما تم استكمال الآية بقوله تعالى: «ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم» والتي تمنحنا دلالة هامة على تأكيد الله عز وجل بأن الدعوة لدخول الجنة متاحة لكافة خلقه.
وهذه الآية بينة الحجة في الرد على القدرية; لأنهم قالوا: هدى الله الخلق كلهم إلى صراط مستقيم ، والله قال: ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم فردوا على الله نصوص القرآن.
وثانيها: أنه تعالى يوصف بالسلام ، بمعنى أن الخلق سلموا من ظلمه ، قال: ( وما ربك بظلام للعبيد) [ فصلت: 46] ولأن كل ما سواه فهو ملكه وملكه ، وتصرف الفاعل في ملك نفسه لا يكون ظلما. ولأن الظلم إنما يصدر إما عن العاجز أو الجاهل أو المحتاج ، ولما كان الكل محالا على الله تعالى ، كان الظلم محالا في حقه. وثالثها: قال المبرد: إنه تعالى يوصف بالسلام بمعنى أنه ذو السلام ؛ أي الذي لا يقدر على السلام إلا هو ، والسلام عبارة عن تخليص العاجزين عن المكاره والآفات. فالحق تعالى هو الساتر لعيوب المعيوبين ، وهو المجيب لدعوة المضطرين ، وهو المنتصف للمظلومين من الظالمين. قال المبرد: وعلى هذا التقدير: السلام مصدر سلم. وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ - طريق الإسلام. القول الثاني: السلام جمع سلامة ، ومعنى دار السلام: الدار التي من دخلها سلم من الآفات. فالسلام هاهنا بمعنى السلامة ، كالرضاع بمعنى الرضاعة. فإن الإنسان هناك سلم من كل الآفات ، كالموت والمرض والألم والمصائب ونزغات الشيطان والكفر والبدعة والكد والتعب. والقول الثالث: أنه سميت الجنة بدار السلام لأنه تعالى يسلم على أهلها ، قال تعالى: ( سلام قولا من رب رحيم) [ يس: 58] والملائكة يسلمون عليهم أيضا ، قال تعالى: ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم) [ الرعد: 23 ، 24] وهم أيضا يحيي بعضهم بعضا بالسلام ، قال تعالى: ( تحيتهم فيها سلام) [ إبراهيم: 23] وأيضا فسلامهم يصل إلى السعداء من أهل الدنيا ، قال تعالى: ( وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين) [ الواقعة: 90 ، 91].
والدعوة هي: الطلب والتحريض. وهي في الآية هنا أوامر التكليف ونواهيه. فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يأمر الناس كلهم بكل خير وصلاح، فيدخل في هذا العموم المشركون دخولاً أوليًّا؛ لأنهم سبب الأمر بهذا العموم. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة يونس - الآية 25. والأمر المهم هنا، بيان ذلك البون الشاسع بين دار الدنيا الفانية، ودار السلام الباقية، بين دار المرور والغرور، ودار القرار والحبور، بين دار تتلاشى في لحظة، وتزول على حين غفلة، فإذا هي حصيد، كأن لم تكن شيئاً مذكوراً، وبين دار قارة مستقرة لا زوال لها ولا فناء، { وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ} (هود:108) ، فشتان ما بينهما، وشتان بين من كانت وجهته الدار الأولى الفانية، ومن كانت وجهته الدار الآخرة الباقية. وقد أرشد ختام الآية { ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} ، إلى أن الله سبحانه يهدي من يشاء من خلقه، فيوفقه لإصابة الطريق المستقيم، وهو الإسلام الذي جعله جل ثناؤه سببًا للوصول إلى رضاه، وطريقًا لمن ركبه وسلك فيه إلى جنانه ورضوانه.