۞ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (4) «وَ» الواو حرف استئناف «إِذا» ظرفية شرطية غير جازمة «رَأَيْتَهُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة «تُعْجِبُكَ» مضارع ومفعوله «أَجْسامُهُمْ» فاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها وجملة إذا.. استئنافية لا محل لها. «وَإِنْ» الواو حرف عطف «إِنْ يَقُولُوا» إن شرطية جازمة ومضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والواو فاعله «تَسْمَعْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط والفاعل مستتر «لِقَوْلِهِمْ» متعلقان بالفعل. وإذا رأيتهم تعجيك أجسامهم - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ» كأن واسمها وخبرها «مُسَنَّدَةٌ» صفة والجملة استئنافية لا محل لها «يَحْسَبُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة استئنافية لا محل لها «كُلَّ» مفعول به مضاف إلى صيحة «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل «هُمُ الْعَدُوُّ» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها «فَاحْذَرْهُمْ» الفاء الفصيحة وأمر ومفعوله والفاعل مستتر والجملة جواب الشرط المقدر لا محل لها «قاتَلَهُمُ اللَّهُ» ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله والجملة استئنافية لا محل لها «أَنَّى» اسم استفهام حال «يُؤْفَكُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة استئنافية لا محل لها.
رواهما مسلم. إنما المقصود ذم حسن الظاهر مع خراب الباطن، ولذلك وصفهم الله سبحانه بقوله: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ [المنافقون:4]. قال القرطبي: شبههم بخشب مسندة إلى الحائط لا يسمعون ولا يعقلون، أشباح بلا أرواح، وأجسام بلا أحلام. والله أعلم.
تاريخ النشر: الثلاثاء 26 جمادى الآخر 1431 هـ - 8-6-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 136449 10414 0 209 السؤال عند رؤية من تكشف شعرها أو تظهر زينتها سواء من ديننا أو من الديانات الأخرى هل الإعجاب بهن فيه شيئ بل وتمني أن يرزقني الله بمن تكون أجمل وأمتع منهن (معي ولي فقط) فيه خطأ حيث تساورني الشكوك حول الآية الكريمة عن النهي عن الإعجاب بأجساد الكفار... لست أتذكر بالضبط؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فاعلم أولا أنه يجب على المسلم أن يغض بصره عن النظر إلى من حرم الله تعالى النظر إليه من النساء سواء كن مسلمات أو كافرات. وقد سبق لنا ذكر بعض النصوص الدالة على ذلك، فراجع الفتوى رقم: 28873. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المنافقون - الآية 4. ولو قدر أن وقع بصر المسلم على امرأة فكف بصره عنها من أول وهلة فلا يلحقه إثم في ذلك. وإذا أعجبه جمالها فلا حرج عليه في أن يسأل الله تعالى أن يرزقه من هي أجمل منها. لكننا ننبه إلى أمر وهو: أنه لا ينبغي للمسلم أن يسترسل في التفكير في امرأة أجنبية كان قد أعجب بها، فإن هذا قد يكون ذريعة إلى تعلق قلبه بها، وبالتالي الوقوع معها فيما حرم الله تعالى. ولا علم لنا بآية تتكلم عن موضوع النظر والإعجاب بأجساد الكفار في هذا المعنى.
لقد قاس على نفس المعيار الذي ينبهر به خفيفو العقول في كل وقت وحين الذي ينخدع به الفاسقون، ويستخفون { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}. وبنفس الفكر وصل صاحب الجنتين الذي ذكر الله قصته في سورة الكهف إلى تلك القناعة الغريبة والمعتقد البشع حين أعجبته ثروته وأسكرته جنته فدخلها وهو ظالم لنفسه وقالَ { مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} من أين عرف ذلك وكيف وصل إلى هذا المعتقد؟! الإجابة ببساطة هي ذات الاغترار بالمظهر الزائف والزخرف الزائل وما يفعله بالنفس من استكبار وغي، ومن هنا أيضا أقسم بعض أهل النار يوما أن لن ينال الطائعون رحمة { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ}، ولقد نسوا أو تناسوا أن الله هو من قسم بين الناس معيشتهم ورفع بعضهم فوق بعض درجات.