ومن موانع العطف المعنوية ما لم يذكره صاحب القطر، وهو ما إذا كان ما بعد الواو لا يُشارِك ما قبلها في الحكم، مثل: سِرتُ والشارعَ، وماتَ زيدٌ وطلوعَ الشمسِ؛ لأن الشارع لا يشاركك في السير، وطلوع الشمس لا يشارك زيدًا في الموت. (الحالة الثانية) يترجَّح نصب الاسم على أنه مفعول معه على العطف: وذلك في مثل قولك: كُنْ أنتَ وزيدًا كالأخ؛ وذلك لأنك لو عطفتَ زيدًا على الضمير المستتر في (كن) لزم أن يكون زيدٌ مأمورًا، ولا تريد أن تأمره، بل تريد أن تأمر المخاطبَ بأن يكون مع زيد كالأخ. تعرب الأفعال الخمسة منصوبه اذا سبقت ب. (الحالة الثالثة) ترجيح العطف: وذلك فيما إذا أمكن العطف من غير ضعف، كقولك: قام زيدٌ وخالدٌ؛ لأن العطف هو الأصل ولا موجب ولا مرجِّح لغيره. ♦ وذكر بعض النحاة: (حالة رابعة) يمتنع فيها العطف كما يمتنع النصب على المعية: كما في قول الشاعر [8]: عَلَفتُها تِبنًا وماءً باردًا ويتعيَّن في مثل هذا أن يكون ما بعد الواو منصوبًا بفعل محذوف، والتقدير: وسقيتُها مـاءً باردًا. المصدر كتاب: توضيح قطر الندى تأليف: الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي، بعناية: الدكتور عبدالحكيم الأنيس [1] هذا على الغالب، ولا ينطبق على الحالة الثانية، وهي: جلست قعودًا، فإن قعودًا مصدر كما هو واضح.
ع. [2] أي: المصدر المرادف لمصدر الفعل المذكور كما في شرح ابن عقيل ص 269. ع. [3] أي: نائب عن المفعول المطلق. [4] البيت لامرئ القيس؛ انظر: معالم الاهتدا، ص 58-59. ع. [5] البيت للهذلي (أبي صخر)؛ انظر: معالم الاهتدا، ص 59. ع. [6] المختص ما يُسأل عنه بـ«متى»، والمعدود بكم، والمبهم ما لا يُسأل عنه بذلك. [7] مر البيت في: نواصب المضارع. ع. [8] مجهول، انظر: شرح ابن عقيل ص 286 و863. ع.
المفعول المطلق الذي ينوب عن فعله يأتي في عدد من الصور وهي الأساليب الطلبية والتي تكون إنشائية ومنها أن يحل المفعول المطلق محل النهي أو محل الأمر مثل جلوسًا لا قيامًا، ومنها أيضًا أن يأتي المفعول المطلق بعد الاستفهام حتى يؤدي معنى التوبيخ ومثال على ذلك (أتطاولًا على الضعيف؟)، ويفيد المفعول المطلق الدعاء أحيانًا. الأساليب الغير طلبية والإنشائية وتكون هذه الأساليب المصادر التي تفيد الدلالة على معنى معين يريد المتحدث الإعلان عنه أو إقراره وذلك مثل شكرًا وحمدًا، أي أنه يدل على أن المتحدث يشكر الله وبحمده. الأساليب المحضة الخبرية يكون فيها العامل محذوفًا وجوبًا من اللفظ الخاص بالمصدر ومادته. بعض الأمثلة من القرآن الكريم على النائب عن المفعول المطلق يوجد الكثير من الشواهد على وجود النائب عن المفعول المطلق في العديد من آيات القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا)، والنائب عن المفعول المطلق في هذه الآية يكون كلمة "نباتًا". قد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا}، والنائب عن المفعول المطلق في هذه الآية يكون كلمة "كثيرًا".