لا يوجد في الحياة ألم أشد من عذاب الضمير، والشعور بالذنب، وخاصة عندما يكون ذلك الشعور لأقرب الأناس للقلب وأعلاهم منزلة. دائما ما سمعنا عن الآباء الذين يضحون بحياتهم من أجل أبنائهم وحمايتهم من كل مكروه، ولكن عندما تعكس الآية فيدفع الأبناء أنفسهم ثمن أفعال آبائهم بحياتهم، هذا يكون الألم الأكبر بكل الحياة، ولا مرارة مثل مرارة ألمه. المعنى الحقيقي للخوف من الجن لم تعطه زوجته فرصة للرد، وانهالت عليه بالإهانات وتحميله الذنب كاملا، وهو لم يخرج من يده سوى دموع البائس الحائر المغلوب على أمره. الطنطل : الرجل المرعب في تونس ! - YouTube. وأثناء حديثهما سمعا صرخات طفلتهما الوحيدة التي تركاها وحيدة بالغرفة، ركض الحارس وتبعته زوجته، وعندما وصلا الغرفة وجدا الابنة تصرخ بأعلى صوتها وتتصبب عرقا مع العمل أنهم بفصل الشتاء والجو قارص البرودة، كانت عيناها معلقة على شيء ما بالغرفة. أول ما دخل والدها الغرفة وجدها تتسمر بمكانها وصوت صراخها يدوي بكل الأرجاء، وكانت تشير بإصبعها تجاه ما تنظر إليه بمجرد رؤيتها لوالدها، لصغر سنها ولكثرة الرعب الذي كان بقلبها لم تكن قادرة على التعبير عما تراه. عندما التفت والدها للشيء الذي تشير إليه ابنته الصغيرة وجد رجلا لا يشبه بني البشر في شيء، لقد كان يغطي وجهه البشع ولا تظهر من وجهه سوى عينيه والتي كانت شديدة البياض، أما عنه فيق معوجا نظرا لقدمه والتي كانت لماعز!
أحيانا كثيرة نتصرف في أمور بجهالة وبدلا من إصلاح هذه الأمور نزيدها تعقيدا. الإنسان بطبيعته فطن وذكي ومستيقظ لكافة أموره، ولابد لنا جميعنا أن نحسن الجمل والعبارات التي تصادفنا بحياتنا، لأنها بكل أوقاتها لا تبعث إلينا هباءا منثورا، وإنما دوما ورائها يكون دلائل وضوابط لا يمكن الاستخفاف بها دوما. كل ما أعرفه أن الإنسان لا يظلم ولا يجور وإلا عواقبه دوما تكون وخيمة، ولابد له أن يذق نفس الكأس الذي سقاها لغيره، وبرما تكون بطريقة أكبر تجعله يندم طوال عمره. قصـة “نباش القبور” الجزء الخامس • جمال العرب. دموع الندم والحسرة جاءت زوجته فقد استيقظت على صوت الباب الذي أغلق بشدة، سألته: "ما بك؟! ، لماذا تبدو شاحب اللون هكذا؟! " لم ينطق بكلمة واحدة، اكتفى بالنظر إليها، ومن ثم حمل نفسه وذهب لسريره وغط في النوم وكأنه يهرب بنومه من شيء عظيم. ولكن كيف يطاوعه النوم ويخلصه من أحاسيس الرعب الذي كادت تقتله وتفتك به فتكا، لقد كان مصروعا بصورتها التي لم تفارقه على الإطلاق، والتي كان يراها بكل مكان، فكلما التفت يمينا أو يسارا وجدها بكل ركن من أركان غرفته. اقتربت منه زوجته في محاولة ثانية منها لتكتشف ما حل بزوجها وجعله بهذه الحالة المريبة، تحدث إليه وصارحها بكل شيء، فبائت الزوجة تلتفت يمينا ويسارا فقد نقل الخوف لقلبها، شرعت تقرأ المعوذات وآية الكرسي، أصابها ذعر وهلع، صرخت في وجه زوجها: "يلزمك ضروريا أن تذهب لشيخ وتقص عليه كل ما يحدث معنا من أشياء غير طبيعية، لا تستهن بالأمر كعادتك".
يقال لنا دوما اتقِ شر الحليم إذا غضب، ولكن هل يطبق هذا القول في هذه القصة الغريبة أيضا؟! حارس من المفترض أنه وضع بهذا المكان لأمانته ولكنه استغل مكانته وثقة الناس به وفعل كل ما يحلو له من أجل المال، فكان عقابه عسيرا والمصيبة أنه لم يكن العقاب من جنس بني البشر، بل كان من عالم الجن والشياطين! حرقوا قلبه على أعز إنسان لديه، وجعلوه لا يجد للراحة سبيل مهما فعل. نباش القبور الحقيقي لبنت الشاطئ. استيقظ الحارس فزعا من نومه، كل ذلك كان حلما، ولكنه سمع أصوات صراخ وصيحات من زوجته، هذه المرة حقيقة مؤكدة، ولم يكن حلما من الأساس، وعندما خرج من الغرفة وجدها تحتضن ابنها بالمقابر وتبكي عليه بعدما لفظ آخر أنفاسه مودعا الحياة بأكملها. وأشرقت الأرض بنور ربها، وكانوا جميعا قد أعدوا كل شيء لتشييع الجنازة والدفن، وها هو الحارس يوضع بين يديه ابنه الوحيد وقرة عينيه ليقوم بما يفعله مع جميع الأموات، وحتى هذه اللحظة لم يكن يصدق عينيه أن ابنه قد توفي وأصبح في تعداد الموتى، وعندما شرع في فك عقد الكفن تذكر الكابوس الذي راوده بليلة أمس، أيقن حينها أن موت ابنه لم يكن واقعة مرت بسلام، وإنما كان بفعل فاعل، وأعتقد أن أيقن أيضا من هو الفاعل الحقيقي وراء حرقة قلبه هذه!
اول تصوير للباب الرئيسي قبل ما يفتح وبعد - YouTube
ردت عليها الزوجة قائلة: "ماذا تقصدين بكلامكِ الذي يشبه الألغاز هذا؟! ، وعمن تتحدثين؟! ، أعذريني ولكنني لست في حالة تسمح لي بالحديث مع أحد، ألا يكفيني ما أنا فيه؟! " رفعت العجوز باصرها تجاه الحارس، وهزت برأٍها لزوجته مشيرة إليه. عجزت الزوجة عن الكلام حيث أنها اقتنعت بأن كل ما حدث لابنها الوحيد بسبب أفعال ابنه المشينة، ولكنها أيضا أرادت انصراف العجوز خوفا وخشية على زوجها من انكشاف أمره. الزوجة صرخت في وجه العجوز قائلة: "أنا لا أعلم عن أي شيء تتحدثين أيتها العجوز". العجوز: "ألم تخبريه أن للميت حرمته؟! قصـة “نباش القبور” الجزء الثامن والأخير • جمال العرب. " الزوجة: "أعتقد أن عمركِ قد كبر لدرجة أنكِ تتفوهين بترهات، أظن أنه من الأفضل لكِ أن ترحلي بسلام عنا وتتركينا نواجه ما نوجهه من أحزان". العجوز نظرت لطفلتها الصغرى الوحيدة أيضا قائلة: "أليس من الحرام أن تدفن هذه الابتسامة الجميلة بجوار من فارقتماه اليوم أيضا؟! " وفي هذه اللحظة لم تتمالك الزوجة أعصابها بل انفجرت في وجه العجوز قائلة: "أقسم بالله العلي العظيم إن اقتربتِ على ابنتي فلن أشفي غليلي إلا فيكِ أنتِ... " وقبل أن تنهي كلامها وجدت العجوز بكل برود أعصاب تغادر، همت بالمغادرة خلفها بضعة خطوات وعلى مد بصرها في جميع الاتجاهات لم تجدها وكأنها تبخرت في الهواء!
وبعد الانتهاء من الدفن خرج الحارس من القبر، وصعد الدرجات وأغلق القبر خلفه، وكان الناس حينها يقفون بجانبه، كانوا ما بين صمت وبكاء، والشيخ يقرأ ويرتل القرآن على ابنه المتوفى؛ وما إن انتهى الجميع هم الحارس بالذهاب لزوجته ليسألها السؤال الذي فتك بقلبه وأحرقه… الحارس: "أريدكِ أن تخبريني ما الذي جعله يخرج بمنتصف الليل بالخارج بوسط المقابر؟! نباش القبور الحقيقي ح1. " فردت عليه زوجته قائلة: "لقد كنت نائمة، وفجأة سمعت أصوات صرخاته المتتالية، وما إن خرجت بحثا عنه حتى وجدته ملقى بالمكان الذي وجدتنا به قاطع أنفاسه؛ ولكنني لم أشعر به على الإطلاق عندما خرج، لقد كان نائما في فراشه قبل نومي كنت قد اطمأننت عليهما". أيقن حينها الحارس أن الرجل الميت ذا السنة الذهبية والذي رآه بالمنام هو الفاعل الحقيقي، وهو الذي وراء الميتة الموجعة لقلبه لابنه الوحيد وقرة عينيه؛ أما عن والدته فلم يرد ببالها على الإطلاق أن يكون هناك أحدا وراء موت ابنها، وخاصة ابنها مازال صغيرا والجميع يشهد له بأخلاقه الحسنة الطيبة. وفي العزاء حضرت نفس العجوز التي قابلتها زوجة الحارس بالسوق من قبل، الزوجة كانت في حالة مزرية ولم تنتبه لها من الأساس، وبعدما أخذت عزائها اقتربت منها العجوز وقالت: "من الواضح أنكِ لم تخبريه بما أخبرتكِ به من قبل".