(1) قال مجاهد والضحاك، وغيرهما: «الدهان»: الدهن، والمعنى: صارت في صفاء الدّهن، والدهان على هذا جمع دهن. وقال سعيد بن جبير وقتادة: المعنى تصير في حُمْرة الورد، وجريان الدهن، أي: تذوب مع جريان الدهن حتى تصير حمراء من حرارة نار جهنم، وتصير مثل الدهن لرقّتها وذوبانها. وقيل: الدهان: الجلد الأحمر الصرف. ذكره أبو عبيدة والفراء. أي: تصير السماء كالأديم لشدّة حر نار جهنم. وعن ابن عباس: المعنى: فكانت كالفرس الورد في الربيع كميت أصفر، وفي الشتاء كميت أحمر، فإذا اشتد الشتاء كان كميتاً أغْبر. وقال الفراء: أراد الفرس الوردة، تكون في الربيع وردة إلى الصُّفرة، فإذا اشتد البرد كانت وردة؛ فإذا كان بعد ذلك كانت وردةً إلى الغبرة، فشبه تلوّن السماء بتلوّن الورد من الخيل. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الرحمن - الآية 37. وقال الحسن: « كالدِّهان » أي: كصبّ الدهن، فإنك إذا صببته ترى فيه ألواناً. وقال زيد بن أسلم: المعنى: أنها تصير كعكر الزيت. وقيل: المعنى أنها تمر وتجيء. قال الزجاج: أصل الواو والراء والدال للمجيء والإتيان. (2) ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن السماء ستنشق يوم القيامة، وأنها إذا انشقت صارت وردة كالدهان، وقوله: {وَرْدَةً}، أي حمراء كلون الورد، وقوله {كَالدِّهَانِ}, فيه قولان معروفان للعلماء.
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
فهذه نجمة في حال الموت والأفول ، لتتحول الى غازات كما نراها ملونة في هذه الصورة. والغريب ان هذا المنظر يذكرنا بالوردة في ميسمها وأوراقها ، ولكنه في الوقت نفسه يذكرنا بقوله تعالى: { فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان}.. … فهل يا ترى ان موت الكواكب في الاخرة مثل موت هذا الكوكب في الدنيا ؟.. وهل هنالك علاقة بين هذه الآية الذاكرة للوردة ، وبين هذه الصورة الشبيهة بالوردة ، الله اعلم ؟!..
وقد قال الإمام أحمد حدثنا أحمد بن عبدالملك حدثنا عبدالرحمن بن أبي الصهباء حدثنا نافع أبو غالب الباهلي حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم" قال الجوهري الطش المطر الضعيف وقال الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى "وردة كالدهان" قال هو الأديم الأحمر وقال أبو كدينة عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس "فكانت وردة كالدهان" كالفرس الورد وقال العوفي عن ابن عباس تغير لونها. وقال أبو صالح كالبرذون الورد ثم كانت بعد كالدهان وحكى البغوي وغيره أن الفرس الورد تكون في الربيع صفراء وفي الشتاء حمراء فإذا اشتد البرد تغير لونها وقال الحسن البصري تكون ألوانا وقال السدي تكون كلون البغلة الوردة وتكون كالمهل كدردي الزيت وقال مجاهد "كالدهان" كألوان الدهان وقال عطاء الخراساني كلون دهن الورد في الصفرة وقال قتادة هي اليوم خضراء ويومئذ لونها إلى الحمرة يوم ذي ألوان وقال أبو الجوزاء في صفاء الدهن وقال ابن جريج تصير السماء كالدهن الذائب وذلك حين يصيبها حر جهنم. هذا ماجاء في تفسير ابن كثير ------------------------------------------------------------------------------------------ وهذا ماجاء في تفسير الجلالين فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ "فإذا انشقت السماء" انفرجت أبوابا لنزول الملائكة "فكانت وردة" أي مثلها محمرة "كالدهان" كالأديم الأحمر على خلاف العهد بها وجواب إذا فما أعظم الهول.
هذا ما تؤكده سورة الحج حيث تُستَهل بـ { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} * { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ} حيث تحدث حركات عنيفة في قشرة الأرض وتميد الأرض بالناس مما يجعل الناس يبدون وكأنهم سكارى وما هم بسكارى. انهيار الشمس هو النفخة الأولى في الصور وهي الراجفة. حتى هذه اللحظة، مازالت هناك حياة على كوكب الأرض ولكن في حالة هول، طول هذه المرحلة قد يكون "ساعة" وليست كأي ساعة والله أعلم.