نصر بن سيار بن رافع بن حرِّي بن ربيعة الكناني آخر ولاة الأمويين على خراسان، ولاّه هشام بن عبدالملك. توفي سنة 131 هـ (748 م). كان شيخ مضر بإقليم خراسان. عُرف بالدهاء والشجاعة. ولي بلخ، ثم خراسان سنة 120هـ، 737م بعد وفاة واليها أسد بن الفرات القسري. ولاه هشام بن عبد الملك. غزا بلاد ما وراء النهر، ففتح حصونًا كثيرة. وأقام بمرو. نصر بن سيار الكناني - ويكيبيديا. واستفحل أمر الدعوة العباسية في عهده بخراسان، فخط عدة رسائل إلى السلطات الأموية بالشام يحذرهم وينذرهم من خطورة الوضع في أنطقيمه، فلم يعيروه التفاتًا، فصبر على تدبير الأمور، ولكن قصرت إمكاناته عن الوقوف في وجه الدعوة العباسية. وأخيرًا غلبه أبومسلم الخراساني على خراسان، واضطره إلى الخروج من مروسنة 130هـ، 737م، وتوجه إلى نيسابور، فأوفد أبومسلم في أثره قحطبة بن شبيب، فانتقل ابن سيار إلى قومس، وخط إلى ابن هبيرة ـ وهوبواسط ـ يطلب منه المدد، وخط إلى الخليفة الأموي مروان بن محمد بالشام. وأخذ يتنقل من بلد إلى بلد ينتظر النجدة إلى حتى سقم في مفازة بين الري وهمزان، ومات بساوة. استشعر بوادر الانفجار ونذر الخطر وخط إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق في تلك الأيام، يفهمه في أبيات من نظمه ما شاع بخراسان من الاضطراب في العامين الماضيين، ويحذره من خطورة الوضع، ويصارحه أنه إذا استمر في التدهور ولم يعالج معالجة حازمة، فأنه سيؤدي لا محالة إلى عاقبة وخيمة وكارثة عظيمة.
[1] [2] ويقول: أبلغ يزيد وخير القول أصدقه وقد تبينت ألا خير في الكذب إن خراسان أرض قد رأيت بها بيضا لو أفرخ قد حُدّثت بالعجب فراخ عامين إلا أنها كبرت لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب فإن يطرن ولم يُحتل لهن بها يلهبن نيران حرب أيّما لهب فلم يمده بأحد لأنه كان مشغولا بمجالدة الخوارج في العراق فاستغاث بآخر خلفاء بني أمية في الشام مروان بن محمد. وأعلمه حال أبي مسلم ، وخروجه، وكثرة من معه، ومن تبعه. وأخبره بغوائل الفتنة القائمة ودواهي الكارثة القادمة، إن لم ينجده بمدد من عنده [3] [4] [5] [6] [7] [8] فكتب ينذره ويحذره شعراً: أرى خلل الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرام فإن النار بالعودين تُذكى وإن الحرب مبدئها كلام فإن لم يطفئها عقلاء قوم يكون وقودها جثث وهام فقلت متعجبا يا ليت شعري اايقاظ أمية أم نيام فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ وإن رقدت فاني لا أُلام فإن يك أصبحوا وثووا نياماً فقل قوموا فقد حان القيام ففرّي عن رحالك ثم قولي على الإسلام والعرب السلام ولكن مروان لم ينجده، لأنه كان مشغولاً في الشام بالاقتتال بين القيسية واليمانية.
المشرق العربي، بؤرة الصراع اليوم، صار انتهاكا كبيرا وسقوطا خطرا يكاد يجعل أمة العرب ليست مهددة في مستقبلها ولكن في وجودها.. إلا ان الداء الكامن في احشائها ظل يُنهك هذا الجسد..
المراجع [ عدل] كتاب الطبري كتاب مروج الذهب كتاب العقد الفريد كتاب الأغاني النبوغ المغربى الموسوعة العلمية للكاتب احمد زكى الجاحظ تباوا تحفة الاشراف