فالصائم يتقي المحرمات ويسعى لفعل الخيرات فهو يمارس التقوى في ليله ونهاره. فهو على منهج: أن يطاع فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر. وإن المرء ليترقى في رمضان في هذا السلم وهذا السبب الموصل إلى الله حتى يكون كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه قال: تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام. وقد أوجزها الحسن بقوله: المتقون اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما افترض الله عليهم. وأنزلها عمر بن عبدالعزيز رحمه الله على الصيام فقال: ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير. خطبة جمعة عن استقبال رمضان. وقد نقول فما المنهج وما الطريق العملي الذي نسلكه لتمام الصيام وقطف ثمرته بالليل والنهار؟ الجواب في حديث الصيام جنة: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قال اللهُ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لَخَلوفِ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِ المسكِ، للصائمِ فَرْحتانِ يفرَحْهُما إذا أَفطرَ فَرِحَ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ".
الخطبة الأولى الحمد لله الملك المعبود. ذي العطاء والمن والجود. واهب الحياة وخالق الوجود. الذي اتصف بالصمدية وتفرد بالوحدانية الحمد له لا نحصى ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه حيث كان ولم يكن هناك وجود. نحمده تبارك وتعالى ونستعينه فهو الرحيم الودود. وأشهد أن لا إله إلا الله الحي الحميد. ذو العرش المجيد. الفعال لما يريد. وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ذو الخلق الحميد. والرأي الرشيد. والقول السديد. بلغ الرسالة وأدى الأمانة فصلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً. أما بعد: فقد أقبل ضيف المؤمنين والمؤمنات. خطبة عن (شهر رمضان نعمة) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. أتى شهر الصيام والقيام والتهجد والسحور. أتى شهر القرآن والاعتكاف وليلة القدر. أتى شهر من حرم فيه الخير فقد حرم، ومن جاهد نفسه وصل إلى مرتبة التقوى. وهي أعظم مقصد للصوم وهي الحكمة العظمى من الصيام. قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]. آية تطمئن الأمة أن الصيام إنما كتب عليها ليس تحريماً لما أباح الله لها ولكنه كتب عبودية توصل إلى التقوى الذي من لوازمه ما قاله علي رضي الله عنه بقوله: ((الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل والرضى من الدنيا بالقليل)).
خطبة كاملة عن وداع شهر رمضان مكتوبة، هو ما سيتناوله موضوع هذه المقالة حيث يسعى الدعاة في نهاية هذا الشهر الفضيل لتقديم أجمل خطب الوداع التي تعظ المسلمين يوم الجمعة المباركة، لذا فإن هذا المقال ممتع في تقديم مختلف موديلات خطبة الجمعة في وداع رمضان مكتوبة وجاهزة للطباعة. خطبة: كيف نستقبل رمضان؟. خطبة كاملة عن وداع شهر رمضان مكتوبة إن شهر رمضان المبارك هو موسم خير، وينال أجرًا غزيرًا وعظيمًا، وقد خص الله تعالى لياليه بالتحرر من النار، وخلق ليلة أجرها عمل ألف ليلة، وهي ليلة القدر الفاضلة والعظيمة، وها نحن على أعتاب هذا الشهر المقدس الذي يتسم فيه خطباء المساجد بالغيرة. لذلك لا بد من إلقاء خطبة توديع رمضان، مكتوبة بالكامل على النحو التالي أول خطبة في وداع رمضان نحمد الله ونحمده ونستعين به ونطلب إرشاده ونستغفره ونعوذ بالله من شر أنفسنا وشر أعمالنا. ومن يضل فلا تجد وليا وقائدا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عليه الصلاة والسلام، ثم إخواني المسلمين الأعزاء، كما نقلنا أمس خبر هذا الشهر المبارك، واليوم يحزننا أنه يمر في غمضة عين، لذلك هذا هو آخر لقاء في هذا الشهر الكريم.
[٣] ومن فضائل هذا الشهر الكريم نزول القرآن فيه، يقول الله -تعالى-: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، [٤] فهو شهر القرآن نزولاً وقراءة وفهما وتدبراً وعملا، فطوبى لمن أشغل نفسه في القرآن. [٥] ومن فضائل هذا الشهر الكريم كذلك وجود ليلة بألف ليلة فيه وهي ليلة القدر، وهي عروس الليالي، يقول -سبحانه- في فضلها: ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ*)، [٦] ولو لم يكن لرمضان فضل إلا هذا الفضل لكفاه فضلاً. ومن فضائل شهر رمضان أيضاً أنه شهر المغفرة؛ فقد اجتمعت فيه ثلاثة أسباب لمغفرة الذنوب؛ وهي: صيام رمضان وقيامه، وقيام ليلة القدر فيه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، [٧] ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
ففي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ ». وقوله صلى الله عليه وسلم ( صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ) أي: سلسِلت الشياطين وشدَّت بالأغلال، وكذا مردة الجن وهم المتجرّدون للشر، وهذا أول علامة ودلالة على فضل هذا الشهر، أن الشياطين ومردة الجن يصفدون ويسلسلون، فيضعف تأثيرهم ووسوستهم على المسلم، وقد قال أهل العلم: الحكمة في تقييد الشياطين وتصفيدهم كيلا يوسوسوا في الصائمين. خطبه عن رمضان مكتوبه. ولعل الأمارة والأثر يظهر إذا لاحظنا أن أكثر المنهمكين في الذنوب والمعاصي يرجعون في هذا الشهر إلى الله تعالى. وقوله صلى الله عليه وسلم: (( وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ)). نعم، تغلق أبواب النار فلا يفتح منها باب، وتفتح أبواب الجنة فلا يغلق منها باب، وفي هذا جاء عن حذيفة أنه قال: ((يا حذيفة، من ختِم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز وجل أدخله الله الجنة)) رواه الأصبهاني وهو صحيح.