[١٥] العبر المستفادة من قصة السامري يمكن استنباط الكثير من العبر من هذه القصّة، من ذلك: [٨] الهداية أمرٌ بيد الله تعالى؛ إذ إنّ كثير من الناس يضلّون عن طريق الحق وينحرفون إلى طريق الغواية مع وجود كثير من الطرق التي تدل على الطريق الحق. وجوب التروي والتحقق والاستقصاء عن الحقيقة قبل إنزال العقوبة، وذلك ما فعله موسى -عليه السلام- حينما عاد من الجبل، فسأل أخاه ثم سأل السّامريّ عمّا فعل. إنّ الله -تعالى- قد يمتحن عباده ليبلوهم أيّهم أكثر إيمانًا، فعلى المؤمن أن يتنبّه لذلك ويثبت كما ثبت الذين كانوا مع هارون عليه السلام. يمكنك التعرّف على قصة النبي موسى كاملة بالاطلاع على هذا المقال: قصة موسى عليه السلام المراجع [+] ^ أ ب أبو الحسن ابن الأثير، الكامل في التاريخ ، صفحة 164 - 165. بتصرّف. ↑ ابن الأثير، أبو الحسن، الكامل في التاريخ ، صفحة 165. بتصرّف. ↑ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ، صفحة 353. بتصرّف. ^ أ ب أبو الحسن ابن الأثير، الكامل في التاريخ ، صفحة 165. بتصرّف. ↑ ابن كثير، البداية والنّهاية ، صفحة 167. بتصرّف. ↑ النسفي، أبو البركات، تفسير النسفي مدارك التنزيل وحقائق التأويل ، صفحة 379.
لأن الله تعالى وعد نبيه بأن يكلمه، لذلك يعرف موسى عليه السلام باسم كليم الله. يقول عز وجل في كتابه الكريم في سورة طه: "يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى. وما أعجلك عن قومك يا موسى * قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى. قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري". شاهد أيضا: معلومات شخصية عن السامري تابع قصة السامري وفي ذلك الوقت ترك موسى عليه السلام أخاه هارون مع قوم بني إسرائيل ليعظهم وينهاهم عن الشرك بالله. وكان يوجد مع قوم بني إسرائيل رجلًا سامري، فقد كان ذلك الرجل يتظاهر بالإيمان والتوحيد بالله عز وجل ولكنه كان كافرًا. وكان قلبه غير مؤمن بالله تعالى وممتلئ بالنفاق والخبث. حيث رأى ذلك الرجل الملائكة التي نزلت على الأرض في الوقت الذي غرق فيه فرعون وحاشيته. كما أنه رأى أيضًا الفرس الذي كان يركب عليه جبريل عليه السلام. فقد كان كل مكان يدوس عليه ذلك الفرس في الأرض يخضر ويخرج منه العشب، فأخذ بعض التراب من أثر ذلك الفرس واحتفظ به عنده. وكان يعلم ذلك الرجل أن قوم بني إسرائيل قد استعاروا من فرعون بعض الذهب. فطلب منهم أن يحضروا له الذهب المتواجد لديهم لكي يخلصهم من موسى عليه السلام.
– و في ذلك الوقت قام العجل بإطلاق صوت كخوار الإبل ، و نتيجة لحياتهم الوثنية و تقلبات قلوبهم ، انتقلوا بسرعة إلى عبادة هذا العجل الذي صنع أمام أعينهم ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (سورة طه). – و في هذا الوقت قاموا هم بالرقص حوله ، و أكد السامري على كلامهم و تصرفهم قائلا أن موسى قد نسي ربه عندنا و خرج لمقابلته في الصحراء ، و قد حاول سيدنا هارون عليه السلام نهيهم عن هذا الأمر و لكنهم أبوا ذلك ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي" فكان ردهم "قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (سورة طه91، 90) ، و هنا حاولوا قتل سيدنا هارون. عودة موسى بمجرد أن عاد موسى عليه السلام ، قم هارون عليه السلام بإخباره بأن قومه قد عبدوا العجل ، و أن السامري هو سبب ذلك الضلال و ذلك اعتمادا على قوله تعالى قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ( سورة طه 85) ، و هنا قام موسى بالرجوع إلى قومه آسفا و قد تملكه غضب شديد.