لقيط بن زرارة بن عدس التميمي فارس من فرسان العرب تروى عنه شجاعته وهو شاعر جاهلي محسن من أشراف قومه، يكنى أبا دختنوس بنت لقيط دختنوس ، وهي ابنته. وكذلك يقال له أبو نهشل. قتل يوم شعب جبلة بنجد وهو من أعظم أيام العرب وأشدها، وكان لقيط رئيس قومه في ذلك اليوم وقتله شريح بن الأحوص العامري.
بوابة الشعراء - دختنوس ابنة لقيط بن زرارة الدرامي
[23] [24]
في الصّيف ضيّعْتِ اللّبن يا دختنوس
ثم بعد ذلك تزوجت خالد الزراري وهو فتى ذا جمال وشباب جسيماً وسيماً ولكنه فقيراً قليل المال, [25] وذات عام أجدبت الارض وأصبحت قاحلة وكان الوقتُ صيفاً قائضاً فمرت إبل عمرو بن عدس عليها كأنها الليل من كثرتها فقالت دختنوس لخادمتها:
« ويلك إنطلقي إلى أبي شريح - وكان عمرو يكنى بأبي شريح - فقولي له فليسقنا من اللبن ». فأتت الخادمة تطلب منه حلوبة [26] فقالت له:
« إن بنت عمك دختنوس تقول لك إسقِنا من لبنك ». فقال لها عمرو:
« قولي لها في الصّيف ضيّعْتِ اللّبن يا دختنوس [27] [28] [29] ». لقيط بن زيارة موقع. فمضى مثلاً مُتداول بين العرب يضرب لمن ضيّع الفرصة، وفوّت الغنيمة [30] [31] وقيل أن هذا المثل يروى هكذا:
« الصيف ضيحت اللبن »
بالحاء بدلاً من العين وهو من الضياح والضيج، وهو اللبن الممذوق الكثير الماء، يُريد ويقصد: الصيف أفسدت اللبن وحرمته نفسك. [32] [33] [34]
ثم أرسل إليها بلقوحين ورواية من لبن، فقالت الخادمة:
« أرسل إليكِ أبو شريح بِهذا »
وهو يقول لكِ:
« في الصّيف ضيّعْتِ اللّبن يا دخنتوس ». فقالت دختنوس حين سمعت ذلك وضربت بيدها بخفة على منكب زوجها خالد الزُراري: [35]
« هذا ومِذقَةُ خيرٌ [36] ».
وفي هذا اليوم ولد عامر بن الطفيل العامري. وقد قال بعض العلماء إن المجوسية كان يدين بها بعض العرب بالبحرين ، وكان زرارة بن عدس وابناه حاجب ولقيط والأقرع بن حابس وغيرهم مجوسا ، وإن لقيطا تزوج ابنته دختنوس وسماها بهذا الاسم الفارسي ، وإنه قتل وهي تحته ، فقال في ذلك: يا ليت شعري عنك دختنوس
الأبيات. والأول أصح ، والله أعلم.