وفي ذلك اليوم تنشر الكتب ويعرف المرء عمله فيكون المؤمن فرحًا مسرورًا يأخذ كتابه بيمينه، ويكون الكافر أو الفاجر خائفًا وجلاً لا يدري ما يصنع به، وترفع النار فيساق إليها الكفار وردًا، يساقون إليها فيتهافتون إليها تهافت الجراد. وأما أهل الإيمان فإنهم يتأخرون، وكذلك الذين خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا في أمر عصيب، وتفصيل في ذلك اليوم حتى تقام الظلمة دون الجسر ويُنصب الصراط على النار، والأنبياء يقولون وهم على الصراط: اللهم سلِّم سلمْ؛ من شدة ما يرون من الهول، وكلٌّ لا يهمه إلا نفسه، فإن المرء تهمه نفسه، فيأتي أهل الإيمان يمشون على الصراط بقدر أعمالهم، ويرون الصراط ودونه الظلمة لأنهم يعطون نورًا، فيعبر بعض أهل الإيمان كالبرق سرعةً، وبعضهم يعبره كالراكب، وبعضهم يمشي مشيًا، وبعضهم يحبو حبوًا، والقلوب خائفة وجلة في أمر عصيب؛ لأن بعده عذابًا سرمديًّا أو نعيمًا سرمديًّا. والناس إذا عبروا على الصراط فهم بين ناجٍ مُسلم، ومن مكردس في النار، فينقي الله أهل الإيمان في النار إذا لم يشأ أن يغفر لهم، ينقي ما في قلوبهم من الخبث؛ لأن العاصي في قلبه خبث لا بد أن يطهر -إن لم يغفر الله له ذلك ويطهره بمنه وكرمه-، فتكون عامة النار للكفار، وتكون طبقتها العليا لأهل التوحيد، يمكثون فيها زمانًا طويلاً، وهم في عذاب شديد، عذاب شديد، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يشفع الشفعاء وتبقى شفاعة رب العالمين إلى آخر ما يحصل من ذلك.
[٦] الإيمان باليوم الآخر ما الأمور التي يتضمن الإيمان بها بمجرّد الإيمان باليوم الآخر؟ الإيمان باليوم الآخر يعني التصديق بأن يوم القيامة آت بلا ريب، والعمل بموجب ذلك، ويدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالموت وما بعده من فتنة عذاب القبر، والإيمان بأشراط الساعة الصغرى والكبرى منها، وأهوال الحشر، والحساب والجنّة والنار وغير ذلك من أهوال القيامة. [٧] كما يمكنك التعرّف أكثر على ركن الإيمان باليوم الآخر بالاطلاع على هذا المقال: الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشرّه ما درجات الإيمان بالقضاء والقدر؟ هو التصديق أن الكون وما حوى من وجود وعدم داخل بمشيئة الله، وأن الذي أصاب المؤمن لم يكن ليخطئه والذي أخطأه لم يكن ليصيبه، وأنهما ماضيان لا محالة، [٨] والإيمان بالقضاء والقدر درجتان: الأولى: هي أن يعلم العبد أن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، وأن كل ذلك مخطوط باللوح المحفوظ على الوجه الذي يريده الله. [٨] الثانية: أن يؤمن العبد بأن ما شاءه الله كان، وما لم يشأه لم يكن، وأن الله خالق كل شيء سواء بفعله، أو بتسيير عباده لفعله. أثر الإيمان باليوم الآخر على سلوك المسلم ". [٨] كما يمكنك التعرّف أكثر على ركن الأيمان بالقضاء والقدر بالاطلاع على هذا المقال: الإيمان بالقضاء والقدر المراجع [+] ^ أ ب ت ث محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي ، صفحة 88.
سلسلة أركان الإيمان - الإيمان باليوم الآخر فقه القدوم على الله يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "سلسلة أركان الإيمان - الإيمان باليوم الآخر فقه القدوم على الله" أضف اقتباس من "سلسلة أركان الإيمان - الإيمان باليوم الآخر فقه القدوم على الله" المؤلف: علي محمد الصلابي الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "سلسلة أركان الإيمان - الإيمان باليوم الآخر فقه القدوم على الله" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
قال سبحانه محذراً عباده من النار التي أعدها للكافرين: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين}. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل. يتضمن إيمان المسلم باليوم الآخر: الإيمان بعذاب القبر ونعيمه، فنؤمن بأن الموت حق، قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُون}. تحت أي ركن من أركان الإيمان التالية يندرج الإيمان بعذاب القبر ونعيمه: الإيمان بالرسل الموت أمرٌ مشاهَدٌ لا شك فيه، ونؤمن أن كل من مات أو قُتل، بأيِّ سببٍ كان حتفُهُ؛ أنَّ ذلك بأجله لم ينقص منه شيئًا، قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُون}. من مات فقد قامت قيامتُه وانتقل إلى الدار الآخرة. متى تقوم قيامة الإنسان؟ في ساعة الاحتضار في مرض الموت إذا نام إذا مات ثبتت أحاديث كثيرةٌ في ثبوت عذاب القبر للكفار والعصاة، ونعيمه للمؤمنين وأهل الصلاح، فنؤمن به ولا نخوض في كيفيته، إذ ليس للعقل قدرةٌ على معرفة كيفيته وحقيقته، لكونه من عالَم الغيب لا من عالم الشهادة.