{ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} يعني جل ثناؤه بقوله: { وَلاَ تَهِنُواْ}: ولا تضعفوا، من قولهم: وَهَنَ فلان في هذا الأمر يَهِنُ وَهُناً ووُهوناً. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - القول في تأويل قوله تعالى "ولا تهنوا في ابتغاء القوم "- الجزء رقم9. وقوله: { فِى ٱبْتِغَاء ٱلْقَوْمِ}: يعني في التماس القوم وطلبهم، والقوم هم أعداء الله وأعداء المؤمنين من أهل الشرك بالله { إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ} يقول: إن تكونوا أيها المؤمنون تَيْجَعون مما ينالكم من الجراح منهم في الدنيا. { فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ} يقول: فإن المشركين ييجعون مما ينالهم منكم من الجراح والأذى، مثل ما تيجعون أنتم من جراحهم وأذاهم فيها. { وَتَرْجُونَ} أنتم أيها المؤمنون { مِنَ ٱللَّهِ} من الثواب على ما ينالكم منهم، { مَا لاَ يَرْجُونَ} هم على ما ينالهم منكم. يقول: فأنتم إذ كنتم موقنين من ثواب الله لكم على ما يصيبكم منهم بما هم به مكذّبون، وأولى وأحرى أن تصبروا على حربهم وقتالهم منهم على قتالكم وحربكم، وأن تجدّوا من طلبهم وابتغائهم لقتالهم على ما يهنون هم فيه ولا يجدّون، فكيف على ما جَدّوا فيه ولم يهنوا؟.
ثم ذكر أنه لا يخاف لسع النحل ، إذا هو دخل عليها فهاجت عليه لتلسعه. وقوله: "فخالفها" ، أي دخل بيتها ليأخذ عسلها ، وقد خرجت إليه حين سمعت حسه ، فخالفها إلى بيوت عسلها غير هياب للسعها. ويروى "حالفها" بالحاء ، أي: لازمها ، ولم يخش لسعها. و "النوب" جمع "نائب" وهو صفة للنحل ، أي: إنها ترعى ثم تنوب إلى بيتها لتضع عسلها ، تجيء وتذهب. و "العوامل" ، هي التي تعمل العسل. و "العواسل" النحل التي تصنع العسل ، أو ذوات العسل. (95) انظر معاني القرآن للفراء 1: 286. (96) انظر تفسير "كان" و "عليم" و "حكيم" فيما سلف من فهارس اللغة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - الآية 104. (97) في المطبوعة: "موافقو عدوكم" ، وقد مضى مثل هذا الخطأ مرارًا فيما سلف ص: 146 ، تعليق: 1. (98) في المطبوعة: "بصركم بما فيه" بزيادة الباء ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب.
والمصدر المؤول (أن يفتنكم الذين... ) في محل نصب مفعول به. (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الكافرين) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الياء (كانوا) ماض ناقص واسمه (لكم) مثل عليكم متعلق بحال من (عدوّا) وهو خبر كان منصوب (مبينا) نعت منصوب. جملة (ضربتم... ) في محل جر مضاف إليه. وجملة (ليس عليكم جناح) لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة (تقصروا... ) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن). وجملة (إن خفتم... ) لا محل لها استئناف بياني... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، أي: إن خفتم... فاقصروا من الصلاة. وجملة (يفتنكم الذين... وجملة (كفروا) لا محل لها صلة الموصول (الذين). وجملة (إنّ الكافرين كانوا... ) لا محل لها استئناف بياني.
الآيات القرآنية > 0004 - سورة النساء ✔ >