صفة من صفات الله تعالى؛ فإنّ لله أسماء وصفات ثابتة بالوصف الذي يليق به، ومنها صفة الرحمة، حيث قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) ، [١٤] ولقد سمّى الله -تعالى- نفسه بصفتين تدلّان على صفة الرحمة، وهما الرحمن والرحيم، وكل سور القرآن الكريم إلا سورة التوبة تبدأ بالبسملة، والبسملة في صيغتها تحتوي على هذين الوصفين، وبما أن غالبيّة السور تبدأ بهذين الوصفين المشتملين في معناهما على صفة الرحمة، فهذا دليلٌ على اهتمام الإسلام بصفة الرحمة، وأنها في المقدمة عن باقي الصفات الأخرى، وأن الأساس في التّعامل مبني على الرحمة. [١٥] الوسائل المعينة على نيل رحمة الله إن رحمة الله واسعة، وحتّى ينال المسلم رحمة الله تعالى، عليه أن يسعى لها بالطلب الجاد، والأخذ بالأسباب، وفيما يأتي بعض الوسائل التي تعين المسلم على ذلك، ومنها: [١٦] إيمان المسلم بالله- تعالى- إيماناً حقيقياً صادقا، ومن ذلك إيمانه بأركان الإسلام جميعها. ما الفرق بين الرحمٰن والرحيم؟ - Quora. التقرب إلى الله -تعالى- بطاعته وطاعة رسوله، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه. الالتزام بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. الرحمة والرأفة بالناس، وعدم إيذائهم، والإحسان إليهم، فمن أراد رحمة الله -تعالى- فليكن رحيماً مع الناس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرَّاحمون يرحمهمُ الرَّحمنُ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السَّماء، الرَّحمُ شجْنةٌ من الرَّحمن فمن وصلها وصلهُ اللَّهُ ومن قطعها قطعه اللَّهُ).
فتأمل اختصاص هذا الكتاب بذكر الرحمة، ووضعه عند العرش وطابق بين ذلك وبين قوله تعالى: {ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ}[طه: 5]، وقوله تعالى: {ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَسَۡٔلۡ بِهِۦ خَبِيرا}[الفرقان: 59]. ما الفرق بين الرحمن والرحيم - موقع المرجع. يفتح لك باباً عظيماً هي معرفة الرب تبارك وتعالى. حضَّ الله عزَّ وجل عباده على التخلق بصفة الرحمن، ومدح بها أشرف رسله فقال: {لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُول مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوف رَّحِيم} ثالثاً: اسم {الرحمن} من الأسماء التي لا يجوز للمخلوق أن يتسمى بها، قال تعالى: {قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ}[الإسراء: 110]، فعادل به الاسم الذي لا يشركه فيه غيره وهو الله جلَّ جلاله، وأما الرحيم فإنه تعالى وصف به نبيه صلى الله عليه وسلم حيث قال: {حرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوف رَّحِيم}[التوبة: 128]. قال ابن كثير: والحاصل أن من أسمائه تعالى ما يسمى به غيره ومنها مالا يُسمى به غيره كاسم الله، الرحمن، الخالق، الرازق، ونحو ذلك، ولهذا بدأ باسم الله الموصوف بالرحمن لأنه أخص وأعرف من الرحيم ولأن التسمية أولاً تكون بأشرف الأسماء، ولهذا ابتدأ بالأخص فالأخص.
وقد أرسله أبو بكر مع خمسمائة فارس... المزيد
عادة عندما يتحدث العلماء عن أسماء الله الحسنى يتحدثون عن الرحمن، الرحيم مع بعضهم البعض وهذان الاسمان الكريمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة وهي الرقة والتعطف وإن كان اسم الرحمن أشدُّ مبالغة من اسم الرحيم لأن بناء فعلان أشد مبالغة من فعيل، وبناء فعلان: للسعة والشمول.